كيري غاضباً: إسرائيل تتحول دولة ثنائية القومية والتأثيرات التدميرية ستكون أكبر بكثير من الضرر الفوري

20162609083101
حجم الخط

انتقد وزير خارجية الولايات المتحدة، جون كيري، بشدة السياسة الاسرائيلية تجاه الفلسطينيين في نقاش مغلق لاجتماع الدول المانحة للسلطة الفلسطينية. كيري، حسب المشاركين في النقاش في نيويورك الاثنين الماضي، كان غاضباً، وأكثر من رفع صوته معلناً أن اسرائيل والفلسطينيين يسيرون باتجاه دولة واحدة وحرب، وانه اذا كان المجتمع الدولي يريد منع هذا الأمر «علينا عمل شيء الآن أو آن نخرس ونغلق أفواهنا».
دبلوماسيون غربيون تواجدوا في الجلسة أشاروا الى أن كيري انتقد الفلسطينيين ايضا، على خلفية ازدياد العمليات والتحريض ضد اسرائيل، لكنه ركز في اقواله على البناء في المستوطنات وسياسة الحكومة في القدس عموما «كيف تعبر زيادة عدد المستوطنين عن السعي لاقامة الدولة الفلسطينية؟»، تساءل. واتهم كيري اسرائيل بالاخلاف بوعوداتها في التخفيف على حياة الفلسطينيين في الضفة الغربية: «قالوا ان جسر اللنبي سيكون مفتوحا 24 ساعة، 7 ايام في الاسبوع. وهذا لم يحصل أبدا»، قال بغضب. «قالوا ان اتفاقية الاتصالات الهاتفية النقالة بين اسرائيل والفلسطينيين والتي وقعت قبل عام ستدخل حيز التنفيذ خلال عدة اشهر. وهي لم تطبق بالكامل حتى اليوم».
وقال الدبلوماسيون الغربيون ان اقوال كيري عكست اليأس لديه من اسرائيل والفلسطينيين، اضافة الى ادراكه هو والقادة في البيت الابيض انه يجب دراسة امكانية وجود قرار في مجلس الامن التابع للامم المتحدة فورا بعد الانتخابات الرئاسية في الولايات المتحدة في تشرين الثاني، او من خلال اية جهة دولية تتابع الموضوع الاسرائيلي – الفلسطيني والحفاظ على امكانية تطبيق حل الدولتين في المستقبل. وقال سفير الولايات المتحدة في إسرائيل، دان شبيرو، في مقابلة مع القناة العاشرة، الخميس الماضي، إن الولايات المتحدة تدرس عدة خيارات، ومن ضمنها دعم قرار في مجلس الامن حول الموضوع الاسرائيلي – الفلسطيني لكنه اضاف انه لم يتخذ القرار بعد. وقال نائب مستشار الامن القومي في البيت الابيض، بن  رودس، للمراسلين ان الرئيس براك اوباما لا ينفي خطوة كهذه رغم أنه لم توضع بعد أمامه خطة مبلورة.
تطرق رئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو، إلى الموضوع، أول من أمس، في المقابلات التلفزيونية. «حتى اليوم لم يفعل اوباما ذلك»، وأضاف: «اتوقع وآمل أن تستمر الولايات المتحدة في هذه السياسة المنهاجية». لم يطرح الموضوع في اللقاء بين الزعيمين، الاربعاء الماضي.
التقى نتنياهو، يوم الجمعة، بأربعة عيون مع كيري لمناقشة الموضوع الفلسطيني. اللقاء الذي تم الترتيب له بتسرع حدث بعد عدة ساعات من لقاء وزراء خارجية الرباعية – الولايات المتحدة، روسيا، الامم المتحدة والاتحاد الاوروبي – في مبنى الامم المتحدة في نيويورك. وحضر اللقاء ايضا وزراء خارجية فرنسا ومصر. وفي نهاية الجلسة استنكر وزراء خارجية الرباعية تسارع البناء في المستوطنات وهدم بيوت الفلسطينيين والمصادقة على بؤر استيطانية غير قانونية في الاشهر الاخيرة. «كل هذا يسحق باستمرار القدرة على تطبيق حل الدولتين»، كما جاء في بيان الرباعية. «هناك اهمية لاتخاذ خطوات تغير الاتجاه الحالي من أجل منع واقع الدولة الواحدة والاحتلال والصراع الى الأبد».
في اجتماع الدول المانحة شدد كيري أمام  عشرات وزراء الخارجية انه بعد حوالي أربع سنوات من الحوار مع نتنياهو والرئيس  الفلسطيني محمود عباس توصل الى استنتاج أن الاعمال التي يقومان بها وتلك التي يرفضان القيام بها تعمق الجمود السياسي. «كل عمل عنيف وكل تصريح حول مستوطنة جديدة يقربان حل الدولة الواحدة»، كما قال. «وهذا ليس حلاً بل صراع أبدي، وكما قال شمعون بيريس في السابق باننا مستمرون في اتجاه الحرب اذا استمر الوضع الحالي».
اشار كيري إلى أنه منذ إعلان تقرير الرباعية في تموز، والذي احتوى على تحذير خطير حول الاتجاه الذي يسير فيه الاسرائيليون والفلسطينيون، تزايد العنف واستمر التحريض الفلسطيني، ومن جهة ثانية نشرت بيانات حول بناء 2.400 وحدة سكنية جديدة في المستوطنات، وتزايد هدم بيوت الفلسطينيين من قبل اسرائيل. قدم وزير الخارجية الأميركي معطيات تقول انه منذ دخول براك اوباما الى البيت الابيض في العام 2008 وحتى اليوم ازداد عدد المستوطنين في الضفة الغربية والقدس الشرقية بـ 95 ألف شخص، منهم 15 ألف في العام الماضي فقط. «لا يمكن ان يستمر الوضع الحالي»، كما اوضح. «إما أن نقف وراء هذا القول ونفعل شيئا أو نخرس ببساطة».
عند تطرقه الى بوادر حسن النية الاسرائيلية تجاه الفلسطينيين اضاف كيري: «اذا أردنا أن نكون اكثر جدية  تجاه حل الدولتين يجب ان نفعل ما هو اكثر من التحسينات لمرة واحدة. يجب تغيير الديناميكية والسير باتجاه نقل مسؤوليات مدنية اكبر للفلسطينيين في المنطقة ج في الضفة الغربية كما ورد في اتفاقيات سابقة».
لخص كيري خطابه بالقول ان الاسرائيليين والفلسطينيين موجودون على مفترق طرق. «إما أن نغير الاتجاه ونقوم بخطوات جدية باتجاه الدولتين وإما ان يأخذنا الوضع الحالي بعيدا الى واقع غير قابل للعودة، لدولة واحدة لا احد يريدها ولا احد يعتقد أنها ستنجح»، كما حذر. «تأثيرات هكذا وضع ستكون أكبر بكثير من الضرر الفوري والتدمير الذي سيحدث. ما يحدث الان يهدم الأمل ويقوي المتطرفين».