يجب أن يعلن هرتسوغ رفضه قيام حكومة وحدة مع "الليكود"

30
حجم الخط

بقلم: نوريت كنتي / عن «معاريف»


خلق فوز «الليكود» في الانتخابات الانطباع وكأن الحكومة القادمة في جيب نتنياهو. حتى لو كان هذا هو الوضع فان العملية ما زالت تتخبط، ليس فقط بسبب المطالب المبالغ فيها «للشركاء الطبيعيين» ومحاولات الخروج من هذا المأزق أو ذاك.
يبدو أن هذا التخبط جاء من اجل اعطاء اشارات لشركاء «الليكود» بأن هناك بدائل (أي «المعسكر الصهيوني» أو حتى «يوجد مستقبل»)، أو اعطاء اشارات للبدائل الاخرى بأنها ما زالت في الحسبان. ولكن في السياسة كما في السياسة فان أحدا لا يأخذ الجمهور في الاعتبار. منذ أشهر والدولة عالقة. موظفون في جهاز الخدمة العامة يديرون وزاراتهم على نار هادئة، الاصلاحات عالقة، الميزانية متأخرة – فقط اجهزة الطرد المركزي مستمرة في الدوران. لدينا وقت. وكأن المزارعين في العربة غير منهارين ولا ينتظرون وزير زراعة يجلس في مكتبه، وكأن الطلاب في اسرائيل لا يواصلون الخروج الى اجازاتهم الطويلة والعودة الى صفوف مكتظة جدا، وكأنهم في الشرطة لا ينتظرون تعيين مفتش عام جديد ليصلح هذه المؤسسة المضروبة، وكأن البحر الميت لا يواصل جفافه وغيرها من المشكلات المختلفة.
الآن من الواضح أن مشروع القانون الاول الواجب وضعه على طاولة الكنيست عند عودتها من عطلتها (لقد عمل اعضاء الكنيست كثيرا جدا من اجل انتخابهم والآن يستحقون الراحة على حسابنا)، مشروع القانون هو تقصير الفترة  المعطاة لرئيس الحكومة لتشكيل الحكومة. اذا لم يكن هناك وقت لاطالته فانهم سيقومون بلعب لعبة الوزارات حسب قواعد مختلفة تماما. يجب عدم القلق، الحكومة ستُشكل. يمكن تقصير هذا الامر الى اسبوعين.
ولكن الى حين عودة اعضاء الكنيست اليها يستطيع اسحق هرتسوغ انهاء الصمغ غير المسؤول هذا لتركيب الحكومة. ليس فقط من خلال تحمله مسؤولية مصير الدولة، ولكن بسبب الاعتراف بحسم الناخب. عليه الخروج الى الجمهور والقول له بصورة واضحة لا لبس فيها إنه لن تُشكل حكومة وحدة وطنية. في تقييم أولي يبدو أن اغلبية الناخبين للكنيست العشرين غير معنيين بحكومة وحدة. فماذا يوجد لحزب العمل في حكومة نتنياهو؟.
لقد ثبت مرارا وتكرارا أنه في الوقت الذي زين فيه ممثلوه اسم الحكومة في العالم فانهم لم ينجحوا في دفع عملية سياسية أو إحداث ثورات مدنية. ولم يحصلوا من الحكومة على انجازات، باستثناء الحقائب الوزارية، على شيء. ايضا من اجل الوصول الى الحكم عن طريق الانتخاب لم ينجحوا بعد جلوسهم المطول في الحكومة. مرات قليلة جدا نجح حزب العمل في الفوز في الانتخابات منذ الانقلاب، وكان ذلك دائما من خلال وجوده في المعارضة.
اذا قام اسحق هرتسوغ بضم حزب العمل الى الائتلاف فانه سيؤدي ثانية الى انفصاله عن قيمه وأهدافه بدلا من القيام بالمراجعة واعادة اعداد الحزب من جديد ليكون مركز الثقل في الكتلة. حينها سيشبه حزب العمل ثانية من يزحف على ركبتيه مقابل الحقائب الوزارية، وسيتحول من نباتي الى حيواني تحت غطاء الوحدة والحالة الطارئة، في حين أنه لا توجد طوارئ في الأفق. كل ذلك بدون الحديث عن نتنياهو و»الليكود» الذين حذروا من بوجي ومن هذا اليسار الذين سيتنازلون فورا وسريعا عن القدس ويفتحوا البوابة لـ «داعش» وباقي الأعداء اللدودين.
بشكل عام سيكون ذلك مضحكا اذا سقط اولئك من «فقط ليس هو» في أحضان «فقط ليس هم». لقد حان الوقت ليتمسك هؤلاء واولئك بما أعلنوا عنه في الانتخابات ويخدموا الجمهور الذي انتخبهم على أساس هذه التعهدات. بدلا من الصمت المدوي في الآونة الاخيرة من جانب زعماء المعسكر الصهيوني، وبدلا من الاجابات الضبابية التي تقول «لم يتصلوا، واذا اتصلوا سنحضر، واذا حضرنا فلن ننجح في الوصول الى اتفاق».
على هرتسوغ الاعلان بدون تردد وبدون وضع كلمات تحفظ يستطيع على ظهرها التسلل الى الحكومة، أن وجهته هي المعارضة، من خلال قيامه بذلك يوضح جيدا كيف ستُشكل الحكومة، سيُقرب تشكيلها وسيُسرع تحريك عجلات الدولة. وفي طريقه الى ذلك فانه يقدم خدمة حيوية لحزب العمل الذي يحتاج الى التفكير بمسار جديد.