عرب إفريقيا يبدأون مشوار البحث عن تأشيرات السفر إلى روسيا

تنزيل (74)
حجم الخط

تبحث المنتخبات العربية عن انطلاقة قوية لها في مستهل مبارياتها بالمرحلة الثالثة والأخيرة للتصفيات الإفريقية المؤهلة لبطولة كأس العالم بروسيا عام 2018، من أجل تعزيز آمالها في بلوغ المحفل الكروي العالمي الذي يقام كل أربعة أعوام.

ويشارك 20 منتخبا إفريقيا في المرحلة الأخيرة للتصفيات، التي تبدأ غدا، الجمعة، حيث تم تقسيمها إلى خمس مجموعات بواقع أربعة منتخبات في كل مجموعة، على أن يتأهل أصحاب المراكز الأولى فقط للنهائيات.

ولن يكون الطريق نحو الصعود للمونديال مفروشا بالورود أمام منتخبات الجزائر، وتونس، ومصر، والمغرب، وليبيا، التي ترفع لواء الكرة العربية في التصفيات، في ظل المنافسة الضارية المتوقعة من بقية المنتخبات التي يحدوها الأمل أيضا في حجز بطاقة التأهل إلى روسيا.

وأسفرت القرعة التي أقيمت بالعاصمة المصرية القاهرة في حزيران/يونيو الماضي عن وقوع المنتخبين التونسي (نسور قرطاج) والليبي في المجموعة الأولى بجانب منتخبي الكونغو الديمقراطية وغينيا، فيما وقع المنتخب الجزائري (محاربو الصحراء) في المجموعة الثانية (الحديدية) التي ضمت منتخبات الكاميرون ونيجيريا وزامبيا.

وحل المنتخب المغربي (أسود الأطلسي) في المجموعة الثالثة برفقة منتخبات كوت ديفوار والجابون ومالي، في حين جاء المنتخب المصري (الفراعنة) في المجموعة الخامسة مع منتخبات غانا والكونغو وأوغندا، بينما خلت المجموعة الرابعة من التواجد العربي حيث ضمت منتخبات السنغال وجنوب إفريقيا وجزر الرأس الأخضر (كاب فيردي) وبوركينا فاسو.

وتستحوذ مباراة المنتخب الجزائري مع ضيفه منتخب الكاميرون على ملعب مصطفى تشاكر بمدينة البليدة الجزائرية يوم الأحد المقبل على الاهتمام الأكبر بين مباريات الجولة الأولى للتصفيات، في ظل الندية التي تتسم بها دائما لقاءات المنتخبين اللذين شاركا في النسختين الأخيرتين للمونديال.

ويتسلح المنتخب الجزائري، الذي شارك في كأس العالم أعوام 1982 و1986 و2010 و2014، بعاملي الأرض والجمهور أمام نظيره الكاميروني، أكثر المنتخبات الإفريقية تأهلا للمونديال (سبع مرات)، من أجل حصد النقاط الثلاث، حيث يدرك لاعبوه أن التعثر في تلك المباراة سيضعف حظوظهم في التأهل للمونديال منذ البداية.



ويمتلك منتخب الجزائر وفرة من النجوم في مختلف الخطوط تحت قيادة مدربه الصربي ميلوفان راييفاتش الذي ضم 24 لاعبا لتلك المواجهة المرتقبة في مقدمتهم رياض محرز وإسلام سليماني، ثنائي فريق ليستر سيتي الانجليزي، وسفيان فيجولي صانع ألعاب ويستهام يونايتد الانجليزي، وياسين براهيمي مهاجم بورتو البرتغالي، وفوزي غلام مدافع نابولي الإيطالي، والحارس المخضرم وهاب رايس مبولحي المحترف في صفوف أنطاليا سبور التركي.

وشدد فيجولي، الذي عاد لمنتخب الجزائر بعدما غاب عن مباراة ليسوتو في ختام التصفيات المؤهلة لنهائيات كأس أمم إفريقيا 2017 بسبب الإصابة، على صعوبة المواجهة مع منتخب الكاميرون الملقب بـ(الأسود غير المروضة).

ويفتقد منتخب الجزائر خدمات لاعبيه سفيان هني وهشام بلقروي بداعي الإصابة، ليقرر راييفاتش استدعاء عيسى ماندي مدافع ريال بيتيس الأسباني وياسين بن زية مهاجم ليل الفرنسي لتعويض غيابهما.

وفي المجموعة ذاتها، يحل منتخب نيجيريا (النسور الخضراء)، الساعي للتأهل إلى كأس العالم للمرة السادسة في تاريخه والثالثة على التوالي، ضيفا على منتخب زامبيا الملقب بـ(الرصاصات النحاسية) يوم الأحد القادم.

ويرغب المنتخب النيجيري، الذي صعد للدور الثاني في المونديال الماضي بالبرازيل قبل عامين، في استعادة اتزانه مرة أخرى تحت قيادة مدربه الوطني كريستيان تشوكوو، بعدما أخفق الفريق في التأهل لنهائيات كأس الأمم الأفريقية التي ستقام بالجابون مطلع العام المقبل للنسخة الثانية على التوالي.

من جانبه، يتطلع منتخب المغرب لإنعاش حظوظه مبكرا في العودة إلى كأس العالم بعد غياب دام 20 عاما تحت قيادة مدربه الفرنسي هيرفي رينارد، وذلك عندما يخرج لملاقاة مضيفه منتخب الجابون بعد غدٍ، السبت.

ويعتمد رينارد على عدد من اللاعبين المحترفين في الملاعب الأوروبية مثل حكيم زياش وكريم الأحمدي لاعبا أياكس أمستردام وفينورد روتردام الهولنديين على الترتيب، وفيصل فجر لاعب ديبورتيفو لاكورونيا الأسباني، بالإضافة إلى مبارك بوصوفا ويوسف العربي لاعبي الجزيرة الإماراتي ولخويا القطري، غير أن المدافع المخضرم المهدي بنعطية لاعب يوفنتوس الإيطالي سيكون على رأس الغائبين عن الفريق بسبب الإصابة.

ويأمل المنتخب المغربي، الذي صعد لكأس العالم أعوام 1970 و1986 و1994 و1998، في وضع حد لهزائمه أمام المنتخب الجابوني التي استمرت خلال مواجهاتهما الرسمية الثلاث الأخيرة.



وخسر منتخب المغرب أمام نظيره الجابوني في لقائي الذهاب والإياب بتصفيات مونديال 2010، قبل أن يسقط أمامه مرة أخرى في نهائيات كأس الأمم الإفريقية عام 2012.

وأبدى رينارد، الذي أقام معسكرا للمنتخب المغربي في مدينة مالابو بغينيا الاستوائية للتعود على الأجواء الحارة هناك، تفاؤله باللعب في الأراضي الجابونية التي طالما حقق فيها نتائج إيجابية.

وصرح المدرب الفرنسي لوسائل الإعلام المغربية بأن "الجابون كانت فأل حسن علي، حيث توجت فيها بأول لقب قاري في مشواري عندما حصلت على كأس أفريقيا عام 2012 رفقة منتخب زامبيا، كما حققت فيها عدة نتائج جيدة للغاية خلال مسيرتي التدريبية".

ويلتقي منتخب كوت ديفوار، حامل لقب النسخة الأخيرة لأمم إفريقيا، ضيفه منتخب مالي في المجموعة نفسها، حيث تبدو مهمة منتخب (الأفيال)، الذي صعد للنهائيات في النسخ الثلاث الماضية، شاقة في اجتياز عقبة الضيوف.

ويطمح المنتخبان التونسي والليبي في بداية جيدة لهما، حيث يستضيف الأول نظيره الغيني بملعب مصطفى بن جنات بمدينة المنستير يوم الأحد القادم، فيما يواجه الثاني مضيفه الكونغو الديمقراطية بعد غد.

واستعان منتخب تونس، الذي تأهل للمونديال في أربع مناسبات كان آخرها عام 2006، بالمدرب هنري كاسبرزاك من أجل العودة إلى كأس العالم مجددا، بعدما سبق للمدير الفني الفرنسي (البولندي الأصل) قيادة الفريق نحو التأهل لمونديال فرنسا عام 1998.



واستدعى كاسبرزاك 25 لاعبا لمواجهة غينيا في مقدمتهم أيمن عبد النور وصابر خليفة وحمدي الحرباوي ووهبي الخزري وحمزة لحمر وعلي المعلول من أجل الفوز على المنتخب الغيني.

وحذر كاسبرزاك من التهاون خلال اللقاء، حيث أشار خلال المؤتمر الصحفي الذي عقده قبل بدء استعدادات الفريق للقاء، إلى أن المنتخب الغيني، الذي سيحاول تعويض فشله في التأهل لنهائيات أمم أفريقيا القادمة، يضم في صفوفه لاعبين مميزين في عدة أندية أوروبية خاصة في فرنسا وألمانيا.

ويتطلع المنتخب التونسي لمواصلة نتائجه الجيدة في الفترة الماضية تحت قيادة كاسبرزاك والتي كان أخرها الفوز على ليبيريا 4-1 في الجولة الأخيرة بتصفيات كأس أمم أفريقيا الشهر الماضي.

ويحلم المنتخب الليبي برسم البسمة على وجوه جماهيره التي تعاني الأمرين بسبب الظروف الصعبة التي تعيشها البلاد حاليا، رغم صعوبة المهمة أمام مضيفه منتخب الكونغو الديمقراطية، الذي يضم عددا من اللاعبين المحترفين داخل القارة العجوز.



في المقابل، يحاول المنتخب المصري، الذي كان أول منتخب عربي يشارك في المونديال، الوقوف على أرض صلبة في بداية مسيرته بالتصفيات عندما يلاقي مضيفه منتخب الكونغو يوم الأحد المقبل.

ويهدف منتخب مصر، الذي تأهل لكأس العالم عامي 1934 و1990، لاقتناص النقاط الثلاث رغم إقامة اللقاء خارج ملعبه، في ظل الفوارق الفنية الكبيرة بين المنتخبين والتي تصب بطبيعة الحال في صالح المنتخب المصري الذي يمتلك عددا من المحترفين في الخارج على عكس نظيره الكونغولي الذي يعتمد على مجموعة من اللاعبين المحليين باستثناء عدد محدود من العناصر التي تلعب في أوروبا.

ويعلم الأرجنتيني هيكتور كوبر مدرب المنتخب المصري أن الفوز على الكونغو سيمنح الفريق قوة دفع هائلة قبل مواجهته المرتقبة مع ضيفه ومنافسه الأول على بطاقة المجموعة منتخب غانا في الجولة الثانية بالمجموعة الشهر القادم.

وضم كوبر، الذي قاد المنتخب المصري للعودة لنهائيات أمم أفريقيا التي غاب عنها في النسخ الثلاث الأخيرة، عددا من اللاعبين المحترفين بأوروبا مثل محمد صلاح نجم روما الإيطالي ومحمد النني لاعب وسط أرسنال الإنجليزي، واللاعب الشاب رمضان صبحي جناح ستوك سيتي الإنجليزي ومحمود حسن تريزيجيه لاعب موسكرون البلجيكي وعمر جابر ظهير أيمن بازل السويسري وأحمد حسن (كوكا) مهاجم سبورتينج براجا البرتغالي، كما عاد للفريق أحمد المحمدي لاعب هال سيتي الإنجليزي بعد غياب استمر لفترة ليست بالقصيرة لأسباب فنية.



واستعان كوبر أيضا بمحمود عبدالمنعم (كهربا) ومحمد عبدالشافي لاعبي الاتحاد والأهلي السعوديين، بالإضافة إلى مجموعة أخرى من اللاعبين المحليين على رأسهم الحارس المحنك عصام الحضري وعبدالله السعيد صانع ألعاب الأهلي وباسم مرسي مهاجم الزمالك.

ورغم أن الظروف تبدو مواتية أمام المنتخب المصري لتحقيق نتيجة إيجابية أمام الكونغو، إلا أن جماهيره تشعر بالقلق بسبب النتائج الباهتة التي حققها الفريق مؤخرا بتعادله 1/1 مع ضيفه منتخب غينيا وخسارته صفر / 1 أمام مضيفه منتخب جنوب أفريقيا وديا.

وفي المجموعة ذاتها، يلتقي منتخب غانا (النجوم السوداء)، ضيفه منتخب أوغندا غدا، في مواجهة سهلة نظريا للمنتخب الغاني (وصيف بطل أفريقيا)، الذي صعد لكأس العالم في النسخ الثلاث الأخيرة.

وتشهد المجموعة الرابعة مواجهتين هامتين، حيث يلتقي منتخب السنغال (أسود التيرانجا)، الباحث عن التأهل الثاني في تاريخه للمونديال، مع ضيفه كاب فيردي، فيما يواجه منتخب بوركينافاسو الملقب بـ(الخيول) ضيفه منتخب جنوب أفريقيا (الأولاد)، الذي يريد تعويض إخفاقه في التأهل لنهائيات أمم أفريقيا مؤخرا.