أورد الموقع الأمريكي "بيزنس انسيدر"، تقريرًا أشار فيه إلى دور رجال صدام حسين، في تصاعد الاحداث التي يشهدها العراق حاليًا، من هؤلاء الرجال وعلى رأسهم "عزة الدوري"، الملقب بالرجل الثاني إبَّان حكم صدام حسين، والذي اختفى في أعقاب الغزو الأمريكي للعراق، وتمكن من الهرب بالرغم من رصد واشنطن عشرة ملايين دولار لمعلومات تقود إلى اعتقاله أو قتله. وأشار الموقع إلى أنَّ أحداث الموصل، التي قادها تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام "داعش"، متحالفة مع نُخب وضباط رفيعي المستوى تابعين للبعثي- العراقي عزة الدوري، و"عزة الدوري" شغل مركز نائب رئيس مجلس قيادة الثورة وقبلها عدة مناصب، من بينها منصب وزير الداخلية. بعد احتلال العراق اختفى الدوري، بينما أعلن حزب البعث العربي الاشتراكي أنه تسلم منصب الأمين العام للحزب خلفًا لصدام حسين بعد إعدامه، وكشف القيادي في ائتلاف دولة القانون سامي العسكري- أن الدوري غادرالعراق الى سوريا.
النشأة
عزة الدوري
ولد "عزة الدوري" في قرية الدور التي يُكنى بها سنة 1942، وقد كان والده فلاحا وساعد والده في هذه المهنة قبل أن ينضم إلى حزب البعث وكان من الذي شاركوا في ثورة ثورة 17 تموز 1968. وكان من الأوائل الذين دخلوا القصر الجمهوري في ثورة 1968، ويذكر أنه كان يقود الدبابة الثانية التي دخلت القصر الجمهوري، وكان لعزة الدوري نزعة صوفية شديدة، أثّرت على سلوكه في كثيرٍ من الأحيان، إلا أنه كان معروفًا باحترامه لصدام حسين، باعتباره والي الأمر، وفي السنين الأخيرة قبل سقوط النظام في العراق، كان مشرفًا من قبل صدام حسين للحملة الإيمانية، وكانت بطبيعة الحال صوفية، له علاقة وطيدة مع مشايخ الأكراد والعرب الصوفية، ولم يكن الدوري أي عداوة شخصية تذكر، بل على العكس، كان معروفا بزهده وحبه للإسلام كان معروفا عن الدوري أنه ذو نزعة إسلامية صوفية "الطريقة الحسينية القادرية" وكان يهتم كثيرًا بمشايخ الصوفية. تعززت صلته بالأكراد من هذا الباب، وكان له علاقات وطيدة برجال الدين الإسلامي في العراق، ولديه مسجد و"تكية" في بيته في بغداد. تزوج عزة الدوري من خمس نساء، وله من الأبناء: 11 ولد، 13 بنت. البكر أحمد، إبراهيم، علي، ومن النساء، الكبيرة هوازن، عبلة، حمراء. يقال أنه كانت تربطه علاقة نسب مع صدام حسين، حيث تزوجت ابنته من ابن صدام حسين البكر عدي، ولكن لم يكتب للزواج النجاح، لم يؤثر انفصال الأبناء على علاقة عزة بصدام حسين.
المناصب التي شغلها
الملك فهد
شغل "الدوري" منصب نائب رئيس مجلس قيادة الثورة إبان حكم صدام حسين، وأُنيطت له رتبة النائب العام للقوات المسلحة بعد أحداث الكويت، وكان وزير الزراعة ووزير الداخلية،، وكانت قيادة العسكرية للمنطقة الشمالية من بين المهمات التي أنيطت به قبيل دخول قوات الاحتلال الأمريكي إلى العراق في أبريل 2003، وقد كان ملازمًا لصدام مثل ظله منذ اندلاع ثورة 1968 وحتى يوم إلقاء القبض عقب اندلاع حرب الخليج عام 1991، ونقلت عنه صحيفة نيويورك تايمز تحذيره للأكراد من إثارة أي متاعب للحكم في بغداد، مذكرًا بالهجمات الكيماوية على بلدة حلبجة عام 1988 التي تسببت في مقتل آلاف الأكراد. وكانت لـ"عزة الدوري" علاقات مميزة مع كثير من الأكراد وكان يردد كثيرًا في حياته هذه الحادثة، لإبعادهم بشتى الطرق التي قد تؤدي إلى أحداث مثل أحداث حلبجه. كما كان المفاوض الرئيسي مع الشيخ سعد العبد الله السالم الصباح من الكويت لحل المشاكل الحدودية، والتي أدت إلى الحرب بين البلدين وجرت تلك المفاوضات برعاية خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز آل سعود. وكان الوحيد من زعماء العرب الذي قام بمحاولة إصلاح البين عندما حصل الخلاف بين القذافي والأمير عبد الله ولي عهد السعودية في قمة لبنان العربية.
الاختفاء عقب احتلال العراق
الغزو الأمريكي للعراق
بعد عملية الغزو الأمريكي للعراق قام عزة الدوري بالاختفاء، وقامت القوات المسلحة الأمريكية برصد عشرة ملايين دولار لمن يتقدم بأي معلومات تقود إلى اعتقاله أو قتله، ووُضعت صورته على "كارت" ضمن مجموعة أوراق لعب لأهم المطلوبين من قبلها، حيث كان المطلوب السادس للقوات الأمريكية، نُسب له الإشراف على الكثير من العمليات المسلحة، كما قام بتأسيس أكبر فصيل مقاوم في العراق تحت مسمى "القيادة العليا للجهاد والتحرير"، واُنتُخب قائدًا أعلى لهذه الحركة، كما نُسبت له مجموعة من التصريحات التي تدعو قطاعات مختلفة من الشعب العراقي لمقاومة الأمريكيين. لم يتم القبض على "الدوري"، وأعلن حزب البعث العراقي نبأ وفاته في 11 نوفمبر 2005 ولكن الحزب نفى ذلك لاحقًا. تقلد منصب الأمين العام لحزب البعث العربي الاشتراكي - القطر العراقي بعد صدام حسين.
المغادرة إلى السعودية
الدوري وملك السعودية
في أواخر عام 2012، كشف القيادي في ائتلاف دولة القانون سامي العسكري- أن الدوري غادر إلى السعودية، وسُئل الدوري عما إذا كان يتوقع تغيراً للوضع العراقي بعد الانتخابات، فأكد أن الوضع "سيزداد سوءاً"، ناصحاً شعب العراق بحل وحيد "هو التوحد والالتفاف حول مقاومته الباسلة وخلف قواه الوطنية والقومية والإسلامية لكنس هذه العملية" السياسية. وكانت الحكومة العراقية قد حملت السعودية مسئولية ما وصفته بجرائم خطيرة في العراق، وهذه أول مرة، منذ تفجر الأزمة الحالية في العراق، تتهم فيها الحكومة العراقية صراحة السعودية بالمسئولية عما تراه بغداد "دعمًا للإرهاب". وذكرت صحيفة "بيلد" الألمانية، أن الرجل الثاني في نظام صدام حسين، عزة الدوري، هو من يقود "داعش" نحو بغداد لإسقاط الحكومة العراقية. ونقلت الصحيفة عن مصادر مخابراتية، أن "الدُوري" شكل تحالفًا من جنود صدام السابقين ومقاتلي داعش، مؤكدة أن الدوري خاض معارك داميةً الأسبوع الماضي مع الجيش العراقي. وأكدت الصحيفة أن الدوري هو الرابط بين ضباط ورموز صدام حسين وداعش، مضيفة أن واشنطن عرضت 10 ملايين دولار لمن يساعد في تصفيته. ولفتت الصحيفة إلى أن عزة الدوري يقود عشرات الآلاف من المقاتلين السنة للإطاحة بالحكومة الشيعية في بغداد، ردًا على الإطاحة بصدام حسين. وقال موقع "تابناك" الإخباري الإيراني: إن الدوري أصيب بجروح خطيرة في عملية أمنية شمال محافظة صلاح الدين بالعراق. ونقل الموقع عن عميد في شرطة محافظة صلاح الدين العراقية، أن قوات الأمن تمكنت من قتل نحو 80 مطلوباً بينهم قادة في حزب البعث المحظور. وأضاف المصدر نفسه أن هناك معلومات عن إصابة عزة الدوري في قصف استهدف مقراً في ناحية بيجي شمال تكريت ونحاول التدقيق في تلك المعلومات"، وتابع أن "المعلومات تؤكد إصابة الدوري بجروح خطيرة أثناء قيامه بالتجمع مع عناصر بعثية في القضاء".
اتفاق بتولِّي "الدُوري" القيادة
الدوري وتولي القيادة
مصادر كشفت أن كلًا من تنظيم داعش بالعراق، وجيش النقشبندية الذي يقوده عزت الدوري والبغدادي اتفقوا على أن يتولى القيادة العسكرية لتنظيم داعش بالعراق ضباط سابقون، يتم ترشيحهم من قبل القيادات التابعة لعزة الدوري واتفقوا أيضًا على إبعاد أي قيادة غير عراقية من التنظيم وعدم السماح للمقاتلين غير العراقيين بمشاركة داعش العراق. وكشفت المصادر أنه في حال سقوط بغداد يتم تولية عزة الدوري كبديل يرضخ له النظام الدولي بدلا عن داعش، على أن يقوم جيش عزت الدوري بحماية قيادات داعش بالعراق وسورية مخابراتيًا، وتأمينهم وتوليتهم مناصب قيادية عند نجاح الثورة، بالإضافة إلى تصفية من يبقى في العراق بعمليات استشهادية أو نقله للقتال في سوريا ضد القاعدة وحماية استقرار العراق منهم. من جانبه قال متحدث باسم قوات مكافحة الإرهاب أنَّ طائرات حربية قصفت موقعًا اجتماعيا لقيادات بحزب البعث المحظور في محافظة ديالي، ما أدى لمقتل 50 شخصًا بينهم ابن عزة الدوري، الذي كان من المقربين من الرئيس العراقي الراحل صدام حسين.
جيش "النقشبندية"
الجيش النقشبندي
يشهد العراق حالة أمنية صعبة مع انتشار الميليشيات وعودة قوات مسلحين ملثمين من دولة العراق والشام، ومن بعض الأحزاب والتنظيمات أشهرها جيش الطريقة "النقشبندية" الذي يتبع حزب البعث وقائده عزة الدوري وسيطرته على أجزاء واسعة من العراق وإعلانه في وقت سابق عن بدء الزحف نحو تحرير العاصمة العراقية بغداد، "على حد وصفهم". يُشار إلى أنَّ "النقشبندية" هي أكبر الطرق الصوفية، وتنتشر في تركيا وسورية وفلسطين وكردستان كما باقي شمال العراق. ورغم أن الصوفية ركزت على العلاقة الروحية، إلا أن "رجال الطريقة النقشبندية" اتخذوا منحى متمايزًا في الموصل بعد سقوط صدام حسين، ولجوء عزة الدوري إلى المنطق، فحملوا السلاح، وتبنوا لاحقًا العديد من العمليات المسلحة.