دحلان والبرغوثي بين الخيار الوطني والاقليمي

thumb (1)
حجم الخط
 

بغض النظرعن كل الانتقادات التي توجه للرئيس على المستوى الداخلي والخارجي وعجزة في التعامل مع الازمات الوطنية وبرنامجه الذي وصل الى طريق مسدود ولم يبقى لديه من الاوراق ما يفعله امام تلك الازمات الإان الرجل ذوالعمر الثمانيني وواقع هذا العمر وظواهره على رئيس سلطة ، فالمحصل يقول: ان الحالة الوطنية الفلسطينية تحتاج لتجديد الشرعيات الرئاسية والتشريعية وتجديد شرعيات منظمة التحرير . وهو ما يماطل فيه الرئيس ليخرج بعد عماية القسطرة منذ ايام ليقول انا بصحة جيدة وهي رسائل موجهة لدول الاقليم وكذلك للقوى الدولية .

منذ سنوات تثار قصة خلافة الرئيس والمطالبة بتعيين نائبا له لضرورة عدم ترك فراغ قد ينتج عنها الفوضى وتخرج عن حسابات كل الاطراف وهنا اثيرت عدة قضايا خلافية حول خلافة الرئيس هل هو رئيس المجلس التشريعي او نائبه وهو من حماس ام امين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير ام امين سر اللجنة المركزية وما تدفع فيه فتح لهذا الموقع ام احد الشخصيات الامنية التي ترى اسرائيل انه يمكن ان يحكم القبضة الامنية على الواقع الفلسطيني ويتمشى مع منهجية الاحتلال وتصوراته المستقبلية للايقونة الفلسطينية .

بالتاكيد ان هناك صراع على خلافة عباس وهي ضرورة سواء اليوم او غدا او بعد غد ولكن أي المرشحين هو اكثر حظوة داخليا وخارجيا رغم ان قناعتي ان معظم الاوراق لتحديد خلافة الرئيس واسمه هو في ايدي اقليمية ودولية يمكن ان يجري التوافق فيما بينها ويفضل طبعا الشخصية التي تحظى ايضا بدعم وقوة شعبية داخلية ، وهنا تبرز عدة اسماء وقادة تبدأ بمحمد دحلان كرجل له علاقات دولية واسعة وله امتداد داخلي واسع سواء داخل الوطن او في الشتات وهو يعمل ببرنامج منظمة التحرير ويمكن ان يلاقي شبه اجماع من القوى الوطنية وما يدعو له من وحدة وطنية كاملة بين كل القوى الوطنية والاسلامية وبالطبع يليه الاسير مروان برغوثي الذي له قاعدة عريضة من المؤيدين ويعتبرونه مانديلا فلسطين ولكن يفتقر البرغوثي لعلاقات مع دول الاقليم والقوى الدولية ، اما صائب عريقات فهو من طاقم الفشل لفريق الرئيس ورغم علاقاته الدولية الا انه يلقى نفور من الشعب الفلسطيني ويبقى ماجد فرج رئيس المخابرات العامة وهو لا يمتلك رؤية سياسية وليس رجلا سياسيا او دبلوماسي وبحكم موقعه ايضا يلقى نفور من الشعب الفلسطيني ، ويبقى من الاسماء المرشحة وما اثير في الاونة الاخيرة نحو نية الدفع بناصر القدوة لخلافة الرئيس عباس ، معروف ناصر القدوة بانه منذ شبابه مقرب الرئيس عرفات ومن اقربائه فقد يحوز على عواطف الكثيرين من الشعب الفلسطيني بالاضافة انه تقلد مواقع مختلفة وممثل فلسطين في الامم المتحدة وزير للخارجية سابقا .

ناصر القدوة يعتبر شخصية معتدلة قد تلاقي توافق وطني وله علاقة جيدة مع مروان برغوثي ومحمد دحلان ايضا وهو مهم في التقييم اذا ما نظرنا للوحة المنافسين الداخلية ويمكن ان يتم التوافق على شخصية ناصر القدوة وخاصة في ظل اطروحات محمد دحلان بان المنظور للقيادة المستقبلية هي القيادة الجماعية أي رئيس للسلطة ورئيس للمنظمة ورئيس لفتح.

اجمالا الصورة لم تكتمل بعد للشخصية التي ستاتي بعد الرئيس عباس محمد دحلان تدفع به دول عربية ولكن ما زالت هناك تناقضات عربية داخلية قد تكون حائلا ايضا وبالتالي الدفع في هذه المرحلة بناصر القدوة هو الخروج من هذا التناقض وهو ما يرحب به ايضا كما اعتقد محمد دحلان ولكن في اطار التوافق على منظور السلطة والمنظمة وفتح في المرحلة القادمة ، واعتقد ايضا ان أي كلام على خلافة عباس بتحديد الاسماء لن يكتمل مادام هناك شرخ داخلي في حركة فتح يجب ان يسوى ، والملفت للنظر ان عضو المركزية عباس زكي قال معلقا على الدفع بناصر القدوة بانه اذا ما حدث طاريء فان رئيس المجلس التشريعي هو من سيتولى رئاسة السلطة فيما بعد ،،،ولم يذكر من سيكون رئيسا للمنظمة او رئيسا لفتح،، ونائب الرئيس سيحدده المؤتمر السابع لفتح الذي يستبعد منه شريحة كبيرة من فتح وقادتها سواء من غزة او الضفة او الشتات ، اما الدول الغربية ما زالت تمحص وتدرس كل الاحتمالات للوحة التنافس والصراع على رئاسة السلطة .