نظم مركز رؤية للدراسات والأبحاث، اليوم الخميس، ورشة بعنوان " المراجعات الفكرية للحركات الإسلامية وتأثيرها على الوحدة الوطنية- بين الواقع والمأمول"، بحضور المفكر الإسلامي الدكتور خضر محجز، ورئيس مركز رؤية للدراسات والأبحاث مصطفى زقوت، ومدير مركز رؤية للدراسات والأبحاث عمران جابر، ومدير دائرة الدراسات والأبحاث بالمركز منصور أبو كريم.
ورحب مدير دائرة الدراسات والأبحاث بالمركز منصور أبو كريم بالحضور كلٌّ باسمه ولقبه، مؤكداً على أن الهدف هو إثارة موضوع المراجعة الفكرية للجماعات الإسلامية وتأثيرها على الوحدة الوطنية.
وأضاف، أن موضوع المراجعات الفكرية لدى الجماعات الإسلامية بدأ منذ ثمانينات القرن الماضي، في السجون المصرية من قبل قادة الجماعة الإسلامية، بعد أن رفعت هذه الجماعات السلاح في وجه النظام السياسي، أدت إلى خروج عدد من أفراد هذه الجماعات من السجون وعمل مراجعات حول بعض مفاهيم الدولة والمجتمع.
وأوضح أبو كريم، أنه في الفترة الأخيرة انتقل موضوع المراجعة الفكرية لتصبح أكثر جدية، مع تجربة حركة النهضة الإسلامية في تونس، والتي تبنت عدة مراجعات فكرية عميقة واسعة على مستوى القاعدة وتبنت برنامج سياسي مختلف عن البرنامج السابق المنطلق من مفاهيم سامية كـ "الإسلام هو الحل".
وأشار إلى أن الجديد في موضوع المراجعات هو ما صدر من تصريح لخالد مشعل، والذي تحدث حول ارتكاب حركة حماس بعض الأخطاء، طارحاً سؤال: هل التصريحات الصادرة من مشعل خلال المؤتمر العلمي في قطر هي بداية مشروع مراجعات فكرية حقيقية لدى حركة حماس والحركات الإسلامية في فلسطين، أم مجرد تغريد خارج السرب؟؟
وبدوره قدم الدكتور خضر محجز، بعض الإضاءات حول المراجعات الفكرية لدى الجماعات الإسلامية عبر التاريخ الإسلامي، مشيراً إلى بدايات نشأة الدولة العباسية، من خلال التنظيم السري للإمام، وبث دعوته من خلال إنشائه لخلاياه بالمناطق البعيدة عن العاصمة الأموية، استغلالاً للظروف السياسية لبث دعوته ضد الدولة.
كما قام محجز بسرد عدة أمثلة على استغلال الجماعات الإسلامية قديماً للمصطلحات والمفاهيم والأدلة التي ساهمت في نشر وتوجيه المجتمع لدعوتهم، منذ نشأة الدولة العباسية حتى اللحظة، والتي استخدمت العنف بالقتل والحرق في بداية دعوتها لكل من يخالفها.
وحول انتهاج الحركات الإسلامية للمراجعات الفكرية، أشار محجز، إلى أنه بمجرد شعورهم بالضعف يبدؤون باستخدام مفاهيم المراجعات واعترافهم بارتكابهم بعض الأخطاء، حيث قدم مثالاً لحركة حماس في الفروق بين قبل وبعد استلامهم للسلطة، وموقفها من سيادة القانون.
وأكد محجز، على أنه كان بإمكان خالد مشعل أن يعلن عن هذه المراجعات في الفترة التي كان بها هو الرجل الأول لحركة حماس، إلا أنه حالياً في مرحلة الخروج من القيادة العليا للحركة وفي فترة تغيير للقيادة، معتبراً أنه قد أخطأ خطأً كبيراً بتمسكه بالسلطة وعدم اعترافه بالأخطاء السابقة للحركة، والتي فقد من خلالها السيطرة على الحركة من الخارج، وانتقال القوة والتأثير إلى الداخل.
وفي ختام اللقاء، أوضح محجز أن المراجعات الفكرية الحقيقية هي إن كنت بمركز قوة واكتشفت أنك قد أسأت لشعبك، ولنظريتك أن تعطي رؤية جديدة للشعب، وأن تجيب عن عدة أسئلة جوهرية وأساسية، مشيراً إلى عدة أسئلة عليه أن يطرحها الحاكم على نفسه: أين تذهب هذه الأموال المهدورة.؟؟ كيف ينظر الحاكم للشعب؟؟ هل الحاكم في حالة حرب مع شعبه؟؟ هل الأموال هي غنائم للحاكم؟؟
وأضاف، "إن كان مشعل جاداً بعمل المراجعات، فعليه أن يذكر ما هي المراجعات المزمع إعادة التفكير بها، ومن ضمن هذه المراجعات الفساد المالي، العنف، الفساد في السلطة، تكفير للمجتمعات".