#خطاب الملثم.. بهذا الهاشتاج أُشعلت مواقع التواصل الاجتماعي أمس الثلاثاء، في إشارة إلى خطاب المتحدث باسم كتائب القسام الجناح المسلح لحركة "حماس" أبو عبيدة، بمناسبة الذكرى الخامسة لصفقة وفاء الأحرار التي أبرمتها المقاومة الفلسطينية عام 2011 مع العدو الإسرائيلي.
وأكد أبو عبيدة في خطابه، على أن العدو الإسرائيلي ما زال يتهرب من دفع استحقاقات صفقة جديدة، مشيراً إلى أن "عامل الزمن لن يكون أبدًا في صالحه إن توهم ذلك".
وقال الملثم في خطابه المقتضب، "إن العدو سيدفع الثمن مرغمًا طال الزمان أم قصر، وسيتفاجأ العالم بل أسرانا وشعبنا حينما يأتي الوقت المناسب لنكشف كامل الحقائق التي تدخرها المقاومة من أجل حرية أسرانا".
وحول الرسائل التي حملها هذا الخطاب، قال المحلل السياسي مصطفى الصواف إن خطاب أبو عبيدة تضمن العديد من الرسائل للرأي العام الاسرائيلي، من بينها أن نتنياهو يضلل الرأي العام، وأن القسام يمتلك في جعبته مفاجئات ستثلج قلوب الأسرى وعوائلهم.
وأضاف الصواف في تصريح خاص لــ" وكالة خبر"، أن هذا الخطاب أراد أن يعيد الصدى للشارع الإسرائيلي للضغط على نتنياهو، من أجل إبرام صفقة تبادل للأسرى والقبول بشروط المقاومة.
من جهته، أوضح المختص في الشأن الإسرائيلي مأمون أبو عامر، أن خطاب أبو عبيدة واضح المعالم، وذلك من خلال المضامين الحقيقية التي تحدث بها، مشيراً إلى أن حماس تمتلك أوراق قوية في لعبة التفاوض القادمة بشأن قضية الأسرى.
وأوضح الصواف، أن أبو عبيدة في ذكرى وفاء الأحرار أراد أن يبعث رسالة طمأنينة للأسرى في سجون الاحتلال، بأن قضيتهم على سلم أولويات كتائب القسام.
واعتقد أبو عامر، أن إبرام صفقة جديدة للتبادل أصبحت حقيقة قائمة لدى كتائب القسام، ولم يعد هذا الأمر ضرباً من الخيال كما تتصور الحكومة الإسرائيلية.
واعتقد الصواف أن وجود جنود إسرائيليين في جعبة القسام كفيلاً بتحرير عدد كبير من الأسرى، لافتاً إلى أن الصفقة القادمة سيوافق خلالها العدو على شروط المقاومة مرغماً.
وأضاف أبو عامر، أن لدى كتائب القسام خفايا غير ملعنة ولم تظهرها حتى هذه اللحظة، مثل جثث لجنود إسرائيليين، الأمر الذي يعزز قوة حماس في صفقاتها القادمة مع الاحتلال.
ولفت الصواف، إلى أن الاحتلال الإسرائيلي يحاول جاهداً إرسال رسائل بين الحين والأخر للرأي العام الإسرائيلي، من أجل حرف الأنظار عن قضية الأسرى، متمنياً أن تحمل الأيام القادمة مؤشرات على بدء التباحث غير المباشر عبر وسيط لإبرام صفقة جديدة كما حدث في "وفاء الأحرار".
وبيّن أبو عامر، أن كتائب القسام لا تفصح عن أي معلومة تخص الجنود الإسرائليين في قبضتها، إلا بثمن تحدده القيادة السياسية، وتوافق عليه أركان المقاومة، مستبعداً أن يتم إبرام صفقة جديدة في الأيام القريبة، لكن على المدى المتوسط سيكون الحوار مفتوحاً خاصة أن الجانب الاسرائيلي راهن على تراجع القسام عن موقفه، وكانت الوقائع مخالفة لتوقعاته.