خبراء يوضحوا خطورة ربط الاقتصاد الأردني باتفاقية الغاز مع "إسرائيل"

خبراء يوضحون خطورة ربط الاقتصاد الأردني باتفاقية الغاز مع
حجم الخط

أطلق عدد من الخبراء الأردنيين تحذيرات حول المخاطر الاستراتيجية الناتجة عن ربط الاقتصاد الأردني باتفاقية الغاز الطبيعي مع "إسرائيل" لمدة طويلة تصل إلى 15 عاماً، في وقت تحوم فيه الشكوك حول هذه الاتفاقية التي يطلع الرأي العام على تفاصيلها، وتخص حوضي "ليفاثيان" ما يزال متنازعاً عليه بين دول عدة في منطقة حوض البحر الأبيض المتوسط.

وقال النائب الأردني السابق المهندس عبد الرحيم البقاعي، إن هذه الاتفاقية تفتقر إلى الشفافية والوضوح في تفاصيلها، وذلك لعدم إشراك الحكومة أيا من الأطراف المعنية في تنفيذها.، بالإضافة إلى أنها لم تأتِ نتيجة لعطاء دولي على غرار الاتفاقيات التجارية المهمة التي ارتبطت بها المملكة سابقاً.

وأضاف البقاعي، "أن هذه الاتفاقية تربط المملكة لمدة طويلة، حيث تلتزم المملكة طيلة هذه المدة بسحب كميات الغاز التعاقدية التي تم الاتفاق عليها بغض النظر عن السعر، حتى لو انخفض في الأسواق العالمية عن السعر المتفق عليه".

وأشار إلى أن الاتفاقية اتخذت من قبل الحكومة وحدها، دون مناقشة رأي الطرف الآخر من مجلس النواب أو المجتمع في ذلك الوقت، كما أنه لم تعرض أي من وثائقها على هذه الجهات باعتبارها عائدة إلى شركة مملوكة بالكامل للحكومة "أي شركة الكهرباء الوطنية".

بدوره، اعتبر رئيس الوزراء الأردني الدكتور هاني الملقي، أن اتفاقية الغاز مع شركة "نوبل انيرجي" تمثل مصلحة وطنية، مضيفاً أن الحصول على تلك الكمية من الغاز كان يجب أن يتم بأي طريقة.

وأوضح الملقي أن استراتيجية الطاقة تقوم على أساس تنويع مصادر الطاقة للمملكة، لافتاً إلى أن الاتفاقية مع "نوبل انيرجي" تصب في ذلك الاتجاه.

وبيّن أن كلفة أنبوب خط الغاز ستتحملها إسرائيل، حيث أن شركات صناعية أخرى ستستخدم ذلك الغاز من "نوبل انيرجي" ومنها "البوتاس العربية"، مما يسهم بالحفاظ على تنافسية ذلك القطاع.

وأكد رئيس سلطة المصادر الطبيعية الأسبق في الأردن، الدكتور ماهر حجازين، على أن الأردن ليس بحاجة إلى هذه الاتفاقية أمام الخيارات المتاحة له حالياً، وأنها ليست اقتصادية بأي من الأشكال عند الأخذ بعين الاعتبار الأسعار الممنوحة لقاء الحصول على هذا الغاز.

وقال حجازين إن حقل ليفاثيان مايزال محط نزاع بين دول عدة في منطقة حوض البحر المتوسط مثل فلسطين وسوريا ولبنان وقبرص، وأن الاتفاق مع "إسرائيل" للحصول على الغاز من خلالها من هذا الحوض يعني دعمها مقابل الدول الأخرى.

وأشار حجازين إلى أن الأردن بات يتمتع بوفر من الغاز المسال المستورد عن طريق العقبة، وأنه بات يصدر من خلال الميناء إلى دول مجاورة، أي أن طاقته تزيد على حاجة المملكة، معتقداً أن الاتفاقية مع إسرائيل قد تؤثر على مستقبل العمل في هذا الميناء.

وأكد على وجود بدائل عدة متاحة للأردن في المدى المنظور منها المحطة النووية التي ستوفر نحو 1000 ميغاواوط، والمحطة الاستونية للكهرباء التي ستوفر نحو 500 ميغاواط، ما يعني عدم ضرورة الارتهان إلى غاز "العدو" وربط كهرباء المملكة به، علاوة على ربط المياه مستقبلا بهذا الكيان من خلال مشروع ناقل البحرين، واحتمال ربط مصادر مستقبلية للكهرباء به أيضاً.

وتوقع الخبير الأردني في الشؤون النفطية سامر ارشيدات، أن يطرأ تراجع كبير في أسعار النفط خلال الأشهر المقبلة نتيجة عوامل ومتغيرات عالمية عدة، لافتاً إلى أن هذا التراجع يرافقه انخفاض في أسعار الغاز عالميا، الأمر الذي سيوفر هذه السلع بأسعار مناسبة للأردن، وبالتالي ليس هناك حاجة للأردن أن يرهن نفسه لمدة 15 عاما بأسعار ثابتة للغاز من مصدر واحد.

شركة الكهرباء الوطنية الاردنية بررت، من جهتها، توقيع الاتفاقية مع شركة "نوبل إنيرجي" الأميركية لاستيراد الغاز الطبيعي من إسرائيل أنها تمثل أحد الخيارات المستقبلية للتزود به لتوليد الكهرباء، وأن توقيع الاتفاقية يأتي تماشياً مع توجهات الحكومة بهذا المجال، وخصوصاً في ظل التوجه لتزويد الصناعات الوطنية والكبرى في الأردن بالغاز الطبيعي.

وشددت الشركة على أن ميناء الشيخ صباح "ميناء الغاز في العقبة" سيواصل العمل كمزود رئيسي لاحتياجات المملكة خلال السنوات المقبلة، بهدف تنويع مصادر الوقود وتخفيض كلف إنتاج الطاقة الكهربائية واستقرارها، الأمر الذي ينعكس مباشرة على سعر بيع الكهرباء للمستهلك النهائي بالقطاعات كافة.

كما ضمنت الاتفاقية، وفقا للشركة، حقوقها في حال فشل شركة "نوبل" بتزويدها بالكميات المطلوبة؛ حيث يتوجب على شركة "نوبل" إعادة توريد الكميات التي لم يتم توريدها بسعر أقل بما نسبته 25-35 % من السعر التعاقدي.

المصدر: صحيفة الغد الأردنية.