اختتام أيام سينمائية الدولية في فلسطين

التقاط
حجم الخط

اختتمت ليلة امس الجمعة فعّاليات ايام سينمائية الدولية في دورتها الثالثة في المسرح الوطني الحكواتي في مدينة القدس مع الفيلم المغربي "جوق العميان" للمخرج محمد المفتكر وبحضور الجمهور المقدسي وممثلين عن المؤسسة المنظمة لأيام سينمائية مؤسسة "فيلم لاب فلسطين" ومؤسسات مقدسية شريكة في فعاليات ايام سينمائية الى جانب عدد من الدبلوماسيين وممثلين عن المؤسسات الدولية في القدس.

ونجحت أيام سينمائية هذا العام في استقطاب وعرض اكثر من 80 فيلـماً دوليًا عربيًا ومحليًا في خمس مدن فلسطينية شملت العاصمة القدس ورام الله وجنين وبيت لحم وغزة. هذه الافلام جاءت من أكثر من 30 دولة شملت لبنان، المغرب، العراق، أوكرانيا، الصين، الأردن، إيطاليا، السعودية، النرويج، بريطانيا، تركيا، تونس، سويسرا، هنغاريا، مصر، الدنمارك، استونيا، الجزائر، الارجنتين، البحرين، جورجيا، اليمن، السويد، الهند، تشيلي،المانيا، بلجيكا، فرنسا، الولايات المتحدة وفلسطين.

هذا الى جانب تنظيم العديد من ورشات عمل وطاولات حوار استهدفت المخرجين والمهتمين بصناعة السينما من كافة الاجيال والاعمار والتي هدفت إلى تبادل الأفكار السينمائية وفتح المجال امام المشاركين لتبادل ثقافة وتجربة صناعة الأفلام متعددة الثقافات وتطوير الرؤية السينمائية وبمشاركة عدد كبير من السينمائيين الفلسطينيين والاجانب الذين نجح المنظمون في استقطابهم من بينهم ضيف الشرف لهذا العام المخرج الفلسطيني المقيم في بلجيكا ميشيل خليفي. كما ونظم لقاء تفاعلي خاص مع السيدة سيلفيا بيدنارز مديرة التجارة والتسويق في مهرجان "شيفيلد" لافلام الوثائقية، وهو مهرجان دولي رائد وأحد أهم مهرجانات الأفلام في المملكة المتحدة التي تحتفي بفن وصناعة الأفلام الوثائقية. هدف اللقاء الى افساح المجال امام الجمهور والمهتمين في صناعة السينما للتعارف والتشبيك مع المهرجان.

كما وتضمنت أيام سينمائية مجموعة من الافلام التوثيقية عن الثورة الفلسطينية والتي عرضت لأول مرة في فلسطين. هذه الافلام الي تم تصويرها على يد مخرجين المان من خلال برنامج "وهج الذاكرة" الذي يستحضر التعاون بين منظمة التحرير وصنّاع أفلام من جمهورية ألمانيا الاتحادية (ألمانيا الشرقية) حيث قدم هذا البرنامج أفلام ومواد صورية التقطت في لبنان وفلسطين بين الأعوام 1977 و 1988. وقد تم عرض هذه الافلام بحضور ومشاركة مخرجيها الألمان الذين ناقشوا أعمالهم مع الحضور وتطرقوا من خلال مداخلاتهم الى اطار العمل الذي اتبعوه.

وكانت ايام سينمائية قد انطلقت يوم السبت الماضي في 15 تشرين اول اكتوبر في القصر الثقافي في مدينة رام الله مع الفيلم الارجنتيني "رقصة التانغو الأخيرة" الذي يروي قصة حب اثنين من أهم راقصي التانغو في تاريخ الارجنتين، وعشقهم الكبير لرقص التانغو وبحضور وزير الثقافة الفلسطيني د. إيهاب بسيسو وعدد من الشخصيات المحلية والدولية وبمشاركة الموسيقي الأرجنتيني لويس بوردا، الذي عمل في عدة أفلام أهمها فيلم الافتتاح وفيلم "الطريق إلى شاكو".

ولم تكن لفعاليات أيام سينمائية ان تنجح هذا العام لولا الدعم والشراكة والتعاون مع المؤسسات المحلية والدولية، حيث اقيمت هذه الفعاليات بالشراكة مع بلدية رام الله ووزارة الثقافة الفلسطينية وبتمويل من البنك الاسلامي للتنمية والبيت الدنماركي في فلسطين وفلسطين للتنمية وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي وبرعاية مجموعة الاتصالات الفلسطينية كراعي بلاتيني وشركة باديكو القابضة الراعي الذهبي وشركة المشروبات الوطنية الراعي الفضي وبنك الاتحاد وشركة كيرييتيف وبدعم من مجلس الثقافي البريطاني والقنصلية الفرنسية العامة بالقدس ومعهد جوته الالماني وبرعايه اعلامية من تلفزيون فلسطين واذاعة راية أف ام. وبالتعاون مع عدد من المراكز الثقافية والفنية في القدس ورام الله وغزة وجنين وبيت لحم وجنين.

ففي العاصمة القدس اقيمت ايام سينمائية بالتعاون مع مركز يابوس الثقافي والمسرح الوطني الفلسطيني الحكواتي والمركز النسوي في مخيم شعفاط ومركز وادي حلوة في حي سلوان. وفي رام الله مع كل من قصر رام الله الثقافي وجمعية الاغاثة الطبية الفلسطينية والبيت الدنماركي في فلسطين ومركز خليل السكاكيني الثقافي وسرية رام الله الاولى ومركز البيرة الثقافي والمحكمة العثمانية. وفي مدينة بيت لحم مع كل من جمعية الرواد للثقافة والفنون ودار الندوة الدولية، انا في مدينتي جنين وغزة فقد اقيمت فعاليات أيام سينمائية بالتعاون مع كل من سينما جنين وجمعية نوى للثقافة والفنون.

جائزة "طائر الشمس" الفلسطيني وتكريم المخرجين في اختتام أيام سينمائية في رام الله:

هذا واختتمت مدينة رام الله فعاليات ايام سينمائية بحفل توزيع جوائز افضل الافلام المشاركة عن فئتي الفيلم الروائي القصير و الفيلم الوثائقي الطويل في اول مسابقة افلام سينمائية في فلسطين والتي تحمل اسم "طائر الشمس" الفلسطيني. وبناءً على قرارات لجان التحكيم لكل فئة، فقد فاز الفيلم "ازرقاق" للمخرجة راما مرعي عن فئة الفيلم الروائي القصير فيما فاز فيلم "إسعاف" للمخرج محمد جبالي عن فئة الفيلم الوثائقي الطويل.

نشأت وترعرعت المخرجة راما مرعي بين عمان وتونس ورام الله، ومن ثم انتقلت إلى الولايات المتحدة حيث درست السينما في "أكاديمية الفنون" في سان فرانسيسكو. عملت لسنوات مصورة ومصورة مساعدة في لوس أنجلوس. "ازرقاق" هو أول تجربة إخراجية لها، والذي تدور احداثه في فلسطين حيث يظن الشاب ياسين وأمه أن إخفاء آثار جريمتهما والجثة المرمية في فناء بيتهما الخلفي أمر متاح. ولأنهما يعيشان في قرية محاصرة في الضفة الغربية ، فسيجدان في نقطة التفتيش العسكرية الإسرائيلية المكان الأفضل لرمي الجثة والتخلص منها.

المخرج محمد جبالي، هو مخرج سينمائي وفنان من غزة. عمل في منظمات عدة وعلى مشاريع مختلفة كمدرب أفلام وتصوير. كما عمل كمنسق إعلامي لجمعية إنقاذ مستقبل الشباب. تدور قصة فيلمه "إسعاف" حول الحياة اليومية الإنسانية للعنف والعدوان الذي لحق بمدينة غزة في صيف 2014 خلال 51 يوم من المعاناة والألم الذي خلفه العدوان الإسرائيلي، وإظهارها عبر عدسة كاميرا لمصور جاب شوارع مدينة غزة بكاميرته الشخصية برفقة سيارة إسعاف وطاقمها الطبي، والذين عملوا على مدار الساعة لحماية وخدمة المواطنين وإجلاء المصابين والشهداء من الأماكن التي تتعرض للقصف والتي داهمتها قذائف الحرب الإسرائيلية.

وكانت أيام سينمائية قد أنشات لجان تحكيم مختصّة عن كل من فئة من الفئتين، والتي قامت بدورها باختيار الافلام الفائزة بالمسابقة. هذه اللجان تكونت من سينمائيين ومختصين، محليين ودوليين وعرب. لجنة التحكيم عن الافلام الوثائقية ضمت كل من المخرج مجدي العمري والناقدة علا الشيخ وموزعة الأفلام ايريت ندهاردت، أما لجنة التحكيم للافلام الروائية القصيرة فقد ضمت المخرجة سهى عرّاف والممثل صالح بكري ومديرة قسم الأفلام القصيرة في مهرجان برلين السينمائي الدولي مايكي هوهنه.

كما وكرّم القائمون على فعاليات ايام سينمائية الفنان الفلسطيني خالد جرّار على تصميمه جائزة "طائر الشمس" الفلسطيني دعمًا منه لفعاليات هذا العام، والذي ارفق تصميمه بالنص التالي الذي يجيب فيه عن سبب اختياره لماذا هذا الطائر تحديدًا "طائر الشمس الفلسطيني، هذا الطائر الصغير الذي لايتجاوز طوله 12 سنتمترا ولا يتجاوز وزنه الـ 8 غرامات ذو المنقار الأسود الطويل، وجد نفسه مضطرًا على التأقلم مع المناطق الحضرية المكتظة بالمباني الاسمنتية،الزحف الصحراوي بالإضافة إلى الزحف الاسمنتي الممتد على مساحات شاسعة من الأراضي الزراعية الخضراء .

أجبر طائر الشمس على العيش في بيئة غير بيئته حيث أعتاد العيش في الغابات الخضراء ذات الوديان والبساتين والوقوف على أغصان الشجر التي بنى عليها أعشاشه المتدلية من أعشاب رفيعة تشبه بشكلها ثمرة الإجاص المعلقة على غصن الشجرة الأم. يصارع هذا الطائر من اجل ابقاء اسمه “طائر الشمس الفلسطيني” بعيدا عن خطر التغيير من مستعمر يحاول تغيير هوية المكان بعد استعمار الأرض، يقاوم ليبقى بعد أن فقد بيته "غصن الشجرة" الذي حل محله قضيب من حديد خرج من مكعب اسمنتي مجسدا بذلك آمالنا كبشر للنجاة من مخاطر الزحف الرأسمالي."

أيام سينمائية 2016 تحصد توقيع اتفاقية تمنح الاقامة للسينمائيين الفلسطينيين في برلين:

اثناء انعقاد ايام سينمائية، في مدينة رام الله تم توقيع اتفاقية تعاون ما بين مؤسسة "فيلم لاب فلسطين" ممثلة بمديرها الفني المخرج حنا عطالله وصندوق "ميديانبورد" الالماني ممثلاً بمديرته السيدة تيريزا هويفيرت دي توريجانو، والتي تمنح الإقامات الفنية لصانعي وصانعات أفلام فلسطينيين محترفين الفرصة للإقامة في مدينة برلين لمدة 3 أشهر والتي تهدف الى تطوير مهاراتهم واعطائهم فرصة التعلم عن مهنة صناعة الأفلام في ألمانيا، بالاضافة إلى لقاء منتجين ومهنيين اجانب من نفس المجال. وتشمل الاقامة السينمائية تغطية كاملة (تكلفة المكوث والسفر والمصاريف اليومية). وقد أتت هذه الاتفاقية بعد اشهر من الجهد الحثيث والتعاون المشترك لمؤسسة "فيلم لاب فلسطين"، وضمن رؤية المؤسسة والتي تهدف الى صناعة افلام انتاجية وديناميكية للافلام في فلسطين من خلال توفير فضاء مثالي للجمع بين صنّاع السينما وتبادل الخبرات.

 

 

شارك في حفل توقيع الاتفاقية، المخرجة الفلسطينية سهى عرّاف من قرية معليا في الجليل الاعلى والمخرج الفلسطيني مؤيد عليّان من مدينة القدس، حيث سبق لكليهما الاستفادة من هذا الصندوق من خلال مشروع الاقامة، والتي قدما لها بشكل فردي، كما وشاركا الجمهور بتجربتهما في برلين.

 

 

من الجدير ذكره ان ايام سينمائية تنظم من قبل مؤسسة "فيلم لاب - فلسطين" والتي تأسست عام 2014 كمؤسسة غير ربحية، تقوم رؤيتها على صناعة إنتاجية و ديناميكية للأفلام في فلسطين عن طريق توفير فضاء مثالي للجمع بين صناع السينما بهدف التحفيز على التعلم، و تبادل الخبرات، وتشكيل مصدر إلهام لبعضهم البعض، بالإضافة إلى إنتاج أفلام فنية، من خلال عرض مخزون متنوع من الأفلام للجمهور.