عاد الوفد الفلسطيني المشارك في مؤتمر "عين السخنة" إلى قطاع غزة، والذي أثار العديد من القضايا الجدلية حول انعقاده.
وأشار رئيس قسم العلوم السياسية بجامعة الأزهر الدكتور مخيمر أبو سعدة، والذي كان أحد المشاركين في المؤتمر، إلى أن من القضايا التي تم طرحها هو معبر رفح البري، حيث اعتذر المصريين بشكل رسمي عن المعاناة التي يعانيها الفلسطينيين بقطاع غزة سواء كانوا حجاجاً أو طلبة، من المهانة والإذلال التي يلاقونها على المعبر، متعهدين بتحسين عمل أيام المعبر في الأيام المقبلة، دون تحديد الأيام التي سيتم فتحها.
وحول موضوع إعادة فتح السفارة المصرية في قطاع غزة، أكد على أنه لم يتم تداول الموضوع بشكل صريح، ولكن حين الحديث عن علاقة مصر بالقضية الفلسطينية وخاصة قطاع غزة، جاء على لسان مصدر مصري مسؤول، قوله "إن القضية الفلسطينية هي جزء من الاهتمام المصري، ويجب فتح سفارة بغزة".
وأضاف، أنه كانت جلسة في المؤتمر تتحدث عن إعادة بناء الحركة الوطنية الفلسطينية، وذلك من خلال ورقة عمل بعنوان "إعادة بناء الحركة الوطنية الفلسطينية- فتح نموذجاً"، والتي تحدثت عن أن حركة فتح تعتبر العمود الفقري لمنظمة التحرير الفلسطينية، وتاريخياً تعتبر الجزء الفاعل في المنظمة، والممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني، بالإضافة إلى أن أي ضعف لفتح سيكون إضعافاً للمنظمة، وبالتالي لابد من تقوية الحركة وإعادة تفعيلها.
وفي الحديث عن عدم توجيه دعوة للفصائل الفلسطينية، أفاد بأن المؤتمر لن يكون الأخير، بل سيكون هناك مؤتمرات قادمة، وسيتم دعوة ممثلين عن الفصائل والقيادات الفلسطينية الأخرى، وسيكون على نطاق أوسع من المؤتمر الحالي، وستوجه دعوة إلى شخصيات من المجتمع المدني أيضاً.
وتابع، أن المبرر في عدم وجود أي ورقة عمل لباحث فلسطيني، هو ضيق الوقت للترتيب بشكل أفضل، وعدم معرفة من يستطيع الحضور من الوفد الفلسطيني للمؤتمر، كما أنه كان هناك جلسة نقاش لمدة ساعتين ومداخلات بناءً على طلب الوفد الفلسطيني، حيث تم عمل جلسة بعنوان "الوضع الإنساني في قطاع غزة وكيفية منع الكارثة" في اليوم الأخير من المؤتمر، والتي تحدث من خلالها الدكتور أبو سعدة والكاتب طلال عوكل، وتناولت الأوضاع الإنسانية في قطاع غزة وكيفية مواجهتها، كما تصدرت أزمة معبر رفح البري والمعاناة التي يعانيها أهالي القطاع أثناء سفرهم عبر المعبر.
ومن أهم القرارات التي خرج بها المؤتمر: أشار أبو سعدة، إلى أن أهم ما خرج به المؤتمر أن القضية الفلسطينية لم تعد القضية المحورية والأساسية للعالم العربي والعالم الدولي، وذلك نتيجة الانقسام الفلسطيني، والعجز العربي، وحالة الانكفاء العربي، وانشغال المجتمع الدولي بالإرهاب وأزمات اللاجئين، مضيفاً، أن فكرة المؤتمر جاءت لإعادة الاعتبار للقضية، وإعادة إحيائها بحيث تصبح هي القضية المركزية والمحورية للعالم العربي والعالمي، ولاعتبار المصريين أن ما يحدث سيؤدي إلى نسيان القضية من جدول أعمال العالمين العربي والدولي.
وأكد أبو سعدة على ضرورة إعادة إحياء الحركة الوطنية، وأن منظمة التحرير الفلسطينية هي الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني، بالإضافة إلى دعم المفاوض الفلسطيني، وإيجاد حل لمعبر رفح البري وفتحه في أوقات متقاربة للتخفيف عن الطلاب والمرضى وأصحاب الإقامات في الخارج، مشيراً إلى أن أي إصلاح سياسي فلسطيني يترتب عليه أولويات، لذلك يجب عدم التوقف أمام الخلافات، ومحاربة الإرهاب والتنظيمات الجهادية مثل جيش النصرة و "داعش"، التي استغلت القضية الفلسطينية لصالحها، ما أثر سلباً على التعاطف الدولي مع القضية.
وفي ختام حديثه نوَّه إلى وضع ثلاثة سيناريوهات للقضية الفلسطينية وهي:
السيناريو الأول: الانتظار والتأجيل وهو الموجود حالياً.
السيناريو الثاني: حراك دبلوماسي فلسطيني-عربي من أجل تحريك القضية الفلسطينية.
السيناريو الثالث: الانفجار غير المنظم إن كان من قبل الشعب الفلسطيني على "إسرائيل" أو على حركة "حماس" بقطاع غزة، أو على "السلطة" بالضفة الغربية.