كثيرة هي الكلمات التي تُستخدم في يومنا هذا لإهانة المرأة وشتيمتها.
ولكن هل يعلم أصحاب العقول “الراقية” أن لكل كلمة تصدر من أفواهنا معنى أساسي قد يكون مخالفاً لما نقصده من اساءة.
فعلى سبيل المثال وكما ورد في المجلد الثالث في سلسلة لسان العرب لإبن المنظور:
القحباء هي الهضبة المنكوسة قمتها والتي اعتاد العرب على عبورها لاختصار مسافات الأسفار نظراً لوعورة طرق السفر، فكان يقال لمن يحالفه الحظ “كالقحباء في وسط الصحراء” أما من كانوا يقطنون خلف تلك الهضاب فكان يطلق عليهم “أبناء القحباء”.
قال ابن الأضرمين يمتدح نفسه:
“أنا ابن القحباء رامق العينين يلوح في وجنتي مهند قتّال”.
أما نسائهم فكُنّ مضرب مثل بحسنهن وجمالهن، وكن يلقبن بالقحاب، ومفردهن قحبة.
أما عند البادية فقد كان يقال للزهرة الحمراء المتفتحة “الشرمطاء”، وكان يقال لمن تُلوّن شفاهها باللون الأحمر “شرمطاء الشفاه” أو تشرمط شفاهها.
أما صانعة اللون الأحمر “التي تصنع احمر الشفاه و تبيعه للنساء” فكان يطلق عليها “شرموطة” أو “شريمطة”. وقد قيل “تُشرمط لتجد قوت يومها” و يعني تبيع احمر الشفاه لتعتاش ..
وقد قال الشاعر الأموي قيس ابن ذريع:
“هنا وقفنا والشفاه مواجدُ
أين البسالة وأين سيفي الباشقُ
شرموطةٌ أسرت بلونها النواجدُ
لولا الهوى ما ذل في الأرض عاشقُ”.