غزة رهينة لـ"حماس" وحكومة نتنياهو

2013-11-14T162233Z_1354982509_GM1E9BF00WB01_RTRMADP_3_PALESTINIANS-ISRAEL_0
حجم الخط

علم، مؤخرا، أن الحكومة تفرض مصاعب في وجه موظفي السلطة الفلسطينية من غزة الوصول الى وزارات في رام الله. فلماذا تضع اسرائيل المصاعب بالذات على موظفي السلطة (المتماثلين مع «فتح») الذي ينسقون بين سكان غزة واسرائيل؟ وكيف يرتبط كل شيء هنا بالتقرير المرتقب عن «الجرف الصامد»؟ فقد اقترح وزير الدفاع غير مرة تصفية السلطة وعلى رأسها ابو مازن. هناك من ينفي بانه توجد سياسة كهذه وأن ما يحصل هو فحص أمني. مهما يكن من امر، فثمة منطق في النهج.
في البداية كانت الكزبرة. بعد ان احتلت «حماس» الحكم في غزة قررت اسرائيل تقييد التجارة في قطاع غزة. فقد حظر التصدير من غزة تماما، وفرضت على الاستيراد قيود قاسية. لاعتبارات أمنية، بالطبع. الكزبرة، التي كانت في قائمة المنتجات الممنوعة، هي خطر أمني كما هو معروف. في هذا الاطار منع أيضا تصدير ثاني اكسيد الكربون لمصانع ببسي في غزة. إذ من الصودا يصنع... شيء ما.
بعد نحو عقد من ذلك يتبين أن «الشعب» فهم العكس. فاغلاق اسرائيل (وبقدر أقل مصر ايضا) لغزة هو سلاح تستخدمه «حماس» لتشرح لماذا هو الوضع الاقتصادي في غزة صعب جدا، والبطالة اكثر من 30 في المئة، ومستوى المعيشة المتوسط متدنٍ أكثر من مستوى معيشة اكثر الناس فقرا في اسرائيل. اسرائيل تعد مذنبة. اما التفسير الاسرائيلي الحالي فهو أن «حماس» هي المسؤولة.
كيف هي مسؤولية «حماس»؟ عندما تطلق منظمة، «زائلة» كتعريف خبراء الارهاب، صاروخا الى سديروت، يعلن وزير الدفاع بان «اسرائيل ترى في (حماس) مسؤولة»، وردا على ذلك تقصف اسرائيل «منشآت الارهاب لـ(حماس) في غزة». ثمة شيء رقيق في هذا الشأن، يتكرر منذ سنين: كلما قصفنا نحن «منشآت الارهاب» اكثر، هكذا تتبقى منشآت كهذه أخرى للقصف المستقبلي.
من كثرة القصف لمنشآت الارهاب في غزة ثمة شيء ما واحد لم يصب. فقد وعد وزير الدفاع ليبرمان بانه عندما سيعين في المنصب سيحرص على تصفية اسماعيل هنية، رئيس وزراء «حماس» في غزة. هذا لا يحصل. كما أن زعماء آخرين لا يزالون معنا لمواصلة هذه المناكفة التي لا تنتهي. وحتى المنظمات الزائلة ظاهرا لا تصاب بأذى حقا. وتبين لنا ان من يدفع ثمن الحرب ضد الارهاب هم سكان غزة، الذين لا يشاركون فيها الا بقوة الدكتاتورية المسيطر عليهم. «حماس»، «الجهاد الاسلامي» وباقي الزائلين أحياء يرزقون، شكرا جزيلا.
كيف يحصل هذا؟ كيف يحصل ان حكومة «حماس» مستقرة مثل حكومة نتنياهو. وكيف يحصل أن هنية لم يلتقِ بعد «بالباري» رغم تعهد وزير الدفاع؟ لان الوضع مريح للحكومتين: تلك التي في القدس وتلك التي في غزة. وليس حبا. للحكومتين، كما يبدو، مريح هذه مع تلك. في البيان الخطاب – الكراهية شاسعة. هم سيصفون الارهاب الصهيوني، ونحن سنصفي ارهاب «حماس». اما عمليا فالمشادة تسمح للحكومتين بالاثبات بان لا حل.
يحتمل أن يكون الحل السلمي ليس ممكنا حقا، ولكن لا يزال يطرح السؤال من يدفع الثمن على غيابه؟ هل حكومة «حماس» تدفع الثمن؟ بالتأكيد لا. ويتبين الآن من تسريبات التقرير عن الجرف الصامد بان قوة «حماس» العسكرية لم تستنزف على الاطلاق. وعليه فلعله حان الوقت للكف عن الازعاج لسكان غزة. فثمة حتى الآن محاولة تمتد لعقد من الزمان تفيد بان هذه لا تجدي نفعا.