كثير من الترقب، وقليل من النتائج ومع ذلك ...... الجميع مدرك مدى الخطورة التي تحيط بحركة فتح والحركة الوطنية الفلسطينية ، ولان فتح هي صمام الامان ولن تكون اي محاولات الاحلال كبديل لها لعدة مسببات رسختها التجربة على الصعيد الذاتي والموضوعي ، بل ولكل مدرك لتلك الخطورة عليه ان يدفع في اتجاه وحدة الحركة وان اغضبت تلك المطالب ذوي نزعات الانفصال ومن اخذتهم الغيبوبة في ازقة النرجسيات الضيقة التي لا ترتقي لمستوى الازمات التي تتعرض لها القضية الفلسطينية والمشروع الوطني
ومن هنا يأتي الاهتمام والترقب على الصعيد الذاتي والاقليمي والدولي لما يحاك من توازنات داخل المؤتمر ومعادلات قد تخرج فتح من عنق الزجاجة او تبقى حبيسة الممرات الضيقة والمختنقة ، وان كانت كل المناخات والمعادلات لا تنبيء بما هو جديد لفتح مع الشكوك المتزايدة بان لا تكون هناك جدية في انعقادة وتحت التبرير والتعليل وفي موعده المحدد، مع ان التأجيل هو القرار الصائب للخروج من مأزق يهدد حركة فتح يكرس قيادة ذات لون واحد ومصالح واحدة مستثنية ومبعدة ومقصية لعشرات بل مئات الكوادر مما يؤثر على مسارات الحركة وبرامجها وفي ظروف حرجة وتعقيدات وازمات اصبحت تخترق كل المسامات الوطنية الشعبية والرسمية بما فيها التصور المستقبلي المعالج لتلك الازمات على الصعيد السياسي والامني والاقتصادي والثقافي وهي تلك العناصر المهمة في تكوين البرنامج الوطني المستقبلي وعلاقته بالصراع مع الاحتلال .
التشاؤم هو سيد الموقف للان وان انعقد المؤتمر في موعده وتاريخه ، وهو الاصرار من السيد عباس على اطلاق رصاصة قاتلة على التاريخ والحاضر والمستقبل لهذه الحركة ورصيدها الثوري والنضالي وعلى وحدة الارض من بقايا الوطن والجغرافيا ، وهذا ما يجب التصدي له وبكل قوة ، لقد شهدت الثورات العالمية انتكاسات ومنعطفات ومواجهات مع هؤلاء الذين تمترسوا وراء مصالحهم وعلى اول محطة اعتقدوا انهم احرزوا نصرا او نتائج وفي اول خطوات من طريق الالف ميل وكمن ارتضى ان يقع في حندق وضعه العدو في هذا الطريق ومتخيلين ان مصالحهم تكفي لان يعلنوا النصر والتخندق وفي هذه الحالة لا تنفصل مصالحهم وتقاطعاتهم مع خطط العدو وبرامجه.
اننا نحذر من انعقاد هذا المؤتمر وبنفس الكيفية والمعادلات المطروحة ، وما سيترتب عليه من ظواهر ومظاهر التدمير على المستوى السياسي والامني والسلم الاجتماعي ، وقد يكون من الملائم تاجيل المؤتمر الى حين البحث بجدية والاستجابة للمبادرات الذاتية والاقليمية لانهاء كل الخلافات والرجوع عن القرارات الذي اصدرها السيد عباس بحق قيادات وكوادر لهم تاريخهم في هذه الحركة وهم شركاء في التجربة ولن تستساغ اي معادلات ما دام هؤلاء خارج حسابات ومكون المؤتمر .
يبدو ان السيد عباس ومن حولة من حاشية العد على الاصابع قد ياخذون الساحة الفلسطينية الى حالة الفوضى التي سيترتب عليها هذا الاصرار وبتوجيه الضربات الاستباقية واهمين بانهم يستطيعوا ان يحسموا النتائج لهذا النهج المدمر من توزيع كعكة فتح كل لما يتناسب مع نفوذه وقبيلته وعشيرته .
ما زال الحكماء في حركة فتح والقوى الوطنية ودول الاقليم ينصحون بان لا تدخل الساحة الفلسطينية في مرحلة كسر العظم والتي بدأها محمود عباس ضد قادة وكوادر شرفاء وقابلها هؤلاء العقلاء بالتريث والصبر مدركين خطورة ردات الفعل والتجاوب مع تلك النزعات المدمرة حرصا منهم على التجربة الفلسطينية وطليعتها فتح