طرطشات

د. فتحي أبو مُغلي
حجم الخط

• الاستدامة
كثر الحديث والحراك على كافة المستويات وفي كافة المحافل حول موضوع الاستدامة، وكان آخر الفعاليات مؤتمر سياسات الاستدامة، والذي عقدته منظمة الأمم المتحدة للتنمية الصناعية في العاصمة النمساوية فيينا، ومهما كانت القرارات والتوجهات الدولية او الإقليمية او المحلية فلا يمكن تحقيق إنجازات حقيقية في مجال الاستدامة او التنمية المستدامة ما دامت الحروب والصراعات قائمة، فالاستدامة كما نفهمها يجب ان تحقق مستوى معيشة لائقا للجميع الآن بدون تعريض احتياجات الأجيال المقبلة للخطر، وخاصة ان العالم يتحدث عن انفجار سكاني، حيث يتوقع ان يصل سكان الكرة الأرضية في عام 2050 الى 9 بلايين نسمة، نحن بحاجة لحلول اقتصادية تنموية تحمي الناس من براثن الفقر وتوفر لهم فرص عمل جيدة، ونحن بحاجة لتوفير طاقة نظيفة لا تؤثر على البيئة ولا تؤدي لتغيير في المناخ، نحن بحاجة لإطعام البلايين من الناس وتوفير الماء الصالح للشرب، نحن بحاجة لأن تبقى مدننا صحية بدون تلوث، بحيث يستطيع الجميع ان يتمتع فيها بحياة لائقة ونعني بالجميع، كل انسان يعيش على سطح هذا الكوكب الذي اسميناه الأرض.

• لعل المانع خير
زميلي طبيب له عيادة خاصة له من الأبناء ولدان وبنت، وهو سعيد جداً بهم وفخور بتحصيلهم العلمي وادبهم، وتعبيراً عن سعادته هذه لم يترك جداراً في عيادته الا وزينه بصورهم، جاءني بعد انتهاء عمله في العيادة ضاحكاً ليسمعني ما حصل معه في ذلك اليوم. قال: جاءتني مريضة في أواخر الخمسينات من عمرها، وبعد ان عاينتها وبينما كنت أقوم بكتابة وصفة العلاج لها كانت تجول بناظريها في ارجاء العيادة، وقبل ان تتناول الوصفة الطبية مني، سألت: هؤلاء ابناؤك؟ فأجبت نعم. استطردت، ليس عندك غيرهم؟ اجبت: لا، ربنا يحفظهم ويساعدنا على توفير حياة كريمة لهم، عند هذه العبارة وجدت مريضتي تنفعل وبنبرة عالية متهدجة، وتقول: حرام عليك يا دكتور الأولاد احباب الله، ربنا هو الرزاق، انت لا تزال في ريعان الشباب، لا بد ان تنجب لهم اخوة واخوات، الا إذا كان هناك مانع لا سمح الله، عندها لا بد ان تتعالج او تعالج زوجتك! مريضتي حتماً لم تسمع بالانفجار السكاني الذي يهدد كوكبنا ولم تدرك أهمية تنظيم النسل في تأمين جودة حياة أفضل للإنسان.  

• صرنا أطول
نشرت مجلة eLife دراسة أجريت من قبل NCD Risk Factor Collaboration، وهي شبكة عالمية مكوّنة من نحو 800 باحث في مجال الصحة تتعلق بالتغيرات التي طرأت على اطوال الناس في 200 دولة خلال مئة عام، وجاء في الدراسة والتي جمعت بياناتها من 1500 مصدر ان متوسط اطوال الأشخاص في سن الثماني عشرة قد زاد في الدول التي تتمتع برفاهية أكثر، وان اكثر زيادة طرأت على طول رجال ونساء في 10 دول أوروبية، اما بالنسبة للدول العربية فقد لوحظ ان أطول الرجال موجود في لبنان ومن ثم ليبيا تليها فلسطين ثم الأردن تليها الامارات (متوسط الطول على التوالي 174.4 سم ، 173.5 ، 172.1، 171 ، 170.5) اما أطول النساء فكان في لبنان بمتوسط 162.4 بينما جاءت نساء فلسطين كأقصر النساء العربيات بمتوسط طول 150.9 سم.

• من سيفوز
يحتل الحديث حول الانتخابات الأميركية في مجالسنا هذه الأيام حيزاً كبيراً، حتى ليظن السامع أننا نتكلم عن انتخاباتنا الرئاسية، او أننا نتوقع تغيراً جذرياً في السياسة الأميركية تجاه قضايانا في حال فاز ترامب أو فازت كلينتون رغم انه من متابعاتنا اليومية لتصريحات كلا المرشحين لا نجد ما يدعو للتفاؤل، بل ربما يفترض أن نتشاءم وان نجهز أنفسنا للأسوأ، سياسياً واقتصادياً وأن نعيد تقييم مواقفنا وتحركاتنا وفق رؤيانا الوطنية وان لا نبقى أسرى وردات فعل لمواقف هذا الرئيس الأميركي أو ذاك.