إسرائيل وحرب الموصل: الدرس هو احتلال غزة!

thumb
حجم الخط

بعد أيام قليلة من المقابلة التي أجرتها صحيفة «القدس» الفلسطينية مع وزير الدفاع الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان، التي هدد فيها بأن الحرب المقبلة مع حركة «حماس» في قطاع غزة سوف تكون الحرب الأخيرة، كتب المعلق العسكري لـ «يديعوت أحرنوت»، أليكس فيشمان أن على إسرائيل أخذ العبرة مما يجري في الموصل. تجدر الإشارة إلى أنه فيما يهدد ليبرمان بالحرب على غزة، يرى خبراء أن الجيش الإسرائيلي يعيش هذه الأيام مرحلة انتقالية.
وفي تحليل إخباري لما يجري من معارك في الموصل بين قوات عراقية وحليفة، أبدى المعلق العسكري لـ«يديعوت» أليكس فيشمان أمله أن تكون عيون رجال الاستخبارات والعمليات في الجيش الإسرائيلي مركزة على ما يجري هناك. وفي نظره فإنها مثال لقطاع غزة: ميدان تجربة للتقنيات، التكتيكات والسلاح الغربي في مواجهة مقاومة جسم متعصّب من مقاتلي العصابات، الذين يقاتلون من أجل البقاء في منطقة مدينية كبيرة ومكتظة. وتساءل كيف يمكن لقوة ما أن تهزمهم وألا تبقى عالقة في الوحل لسنوات طويلة؟
وأشار إلى أنه عندما يقول ليبرمان لصحيفة «القدس» إن المواجهة التالية مع «حماس» ستكون الأخيرة، فإنه يعني القضاء على حكم «حماس» في غزة. ورأى أنه ينبغي أن تقف خلف مثل هذا القول خطة عسكرية، وإلا فإنه لا قيمة لهذا الكلام. فمن أجل إسقاط «حماس» يقتضي الأمر من الجيش أن يعرض خططاً لاحتلال مدينة غزة ـ القلب النابض للقطاع ولـ «حماس» ـ والبقاء فيها الى حين تغيير الحكم، والموصل هي النموذج الواقعي الذي ينبغي التعلم منه.
وكتب: صحيح أنه سبق للجيش الإسرائيلي أن أعاد احتلال مدن فلسطينية في الضفة في عام 2002، وراكم تجربة في القتال ضد منظمات شبه عسكرية وجهادية، لكنه لم يواجه احتلال مدينة بحجم غزة، بينما يتمترس في داخلها آلاف من حملة السلاح المشبعين بأيديولوجيا جهادية، يمتلكون منظومات دفاعية أعدّت على مدى سنين وفق مفاهيم «المقاومة» القتالية التي يستخدمها «داعش» في الموصل. وفي نظره، فإن فكرة «المقاومة»، التي تتحدث عن التضحية الشاملة في الصراع ضد الكفار والمتعاونين معهم، تطورت في إيران الخمينية وسيطرت لا فقط على الشيعة المتطرفين بل أيضاً على حركات سنّية متطرفة مثل «داعش» و «حماس».
وبحسب فيشمان، فإن القتال البري لإسرائيل في غزة في العقد الأخير تركز في هوامش المنطقة المدينية. وواضح للجيش الإسرائيلي أن الأفخاخ الاستراتيجية ومناطق القتل التي تعدّها «حماس» ليست بالذات الأنفاق الهجومية بل المدن الكبرى، ولا سيما المدن التحت أرضية التي أقيمت تحتها. في كل المواجهات الكبرى توقعت «حماس» أن يدخل الجيش الإسرائيلي الى المدن الكبرى، لكن وزراء الدفاع، مثل باراك ويعلون، ورؤساء الأركان تحت إمرتهم، لم يسمحوا لهذا أن يحصل، برغم الضغوط السياسية.
وحاول فيشمان المقارنة بين «داعش» في الموصل و «حماس» في غزة من الناحية العسكرية، فأشار إلى استخدام الوقود لخلق ستار دخاني لجعل مهمة سلاح الجوّ أصعب، ووجود أنفاق هجومية ودفاعية وأخرى للاختطاف، فضلاً عن الانتحاريين والعبوات الناسفة والألغام واستخدام القناصة. وأشار إلى أن في الموصل نحو مليون نسمة، بينهم خمسة إلى ستة آلاف مقاتل من «داعش»، فيما مدينة غزة يقطنها ما لا يقل عن 700 ألف نسمة وتحوي أكثر من عشرة آلاف مقاتل. ويخلص إلى أنه هناك «شبه غير قليل بين فكرة الدفاع لدى حماس في غزة وتلك لدى داعش في الموصل. في الحالتين المقصود هو إيقاع خسائر غير معقولة في الطرف المهاجم. وفي الحالتين نقاط الضعف فيهما هي في المواجهة مع السلاح الموجه الدقيق والهجمات الجوية».
وطالب فيشمان الجيش الإسرائيلي بمراقبة ما يفعله الأميركيون في الموصل من تغطية جوية وصاروخية دعماً للجيش العراقي والقوات الكردية، فضلاً عن الحرب الإلكترونية والنفسية. وقال إنه إذا كان الجيش الإسرائيلي يستعدّ لاحتلال غزة فإنه ملزم بالاطلاع بفعالية على كل هذه العمليات. واعتبر أنه خلافاً للأميركيين الذين لديهم الجيش العراقي والكرد كلحم للمدافع فإن لحم المدافع في غزة سوف يكون لحم الإسرائيليين.
من جانب آخر لاحظ رام عميناح، وهو عقيد متقاعد في الجيش الإسرائيلي، أن هذا الجيش يعيش حالياً مرحلة انتقالية. فالجيش الإسرائيلي يعاني مشاكل ميزانية من ناحية ومن ازدياد الرقابة المدنية عليه من جهة أخرى. وهذا يقلص هامش حرية الجيش الإسرائيلي في التأثير على المواقف والأحداث. وأشار أيضاً إلى أن التغييرات في إجراءات تقاعد الضباط الكبار خصوصاً في سن الـ 35 لمن لم ينالوا ترقية لرتبة عقيد.
تجدر الإشارة إلى أن مراقب الدولة كشف مؤخراً أن معظم رؤساء الأركان في الجيش الإسرائيلي تعاملوا بخداع مع مسألة الميزانيات المتعلقة بالرواتب وعدم الشفافية تجاهها.

لبنان
من جهة أخرى كشف موقع «والا» النقاب عن أن التحقيق الذي أجرته الفرقة 91 بشأن حادث إطلاق النار على الحدود اللبنانية قبل أيام، أظهر أنه لم يكن لـ «حزب الله» ضلوع بالأمر. ولكن الاستخبارات الإسرائيلية تبذل جهوداً كبيرة لمعرفة الجهة المسؤولة عن ذلك، وهناك شكوك في أن تكون خلية تابعة لتنظيم فلسطيني.
وأشار أيضاً إلى أنّ الجيش يعتبر النقطة التي تم منها إطلاق النار «نقطة ضعف»، وهي تقع قرب «كفركلا» اللبنانية حيث أقيم جدار أمني بطول كيلومترين هناك يحوي الكثير من معدّات الرصد الإلكتروني.