نجحت بروتينة تنتجها دودة طفيلية في القضاء على مرض الربو عند الفئران، ما يحيي الآمال في علاج فعال جديد ضد الحساسيات والأمراض الذاتية المناعة عند الإنسان.
وتم في هذه الدراسة التي نشرت نتائجها الأربعاء، في مجلة ساينس ترانسلايشنال ميديسن" الطبية الأميركية، اختبار شكل أعيد تركيبه من بروتينة "إيه آي بي-2" الموجودة عند الديدان الشصية الطفيلية، وقد أظهرت الفئران المعالجة قدرة واسعة في القضاء على الالتهابات الناجمة عن القراديات المسببة للحساسية التي غالبا ما تؤدي إلى الربو.
وقد جربت هذه البروتينات على خلايا بشرية في المختبر مأخوذة من مرضى مصابين بالربو وهي أتت بالمفعول عينه مع القضاء على الالتهابات.
وقال الباحثون من المعهد الأسترالي للصحة والطب المداري (إيه آي تي إتش إم) التابع لجامعة جيمس كوك إن "هذه النتائج مشجعة إذ أنها تظهر أننا اقتربنا من استحداث علاج بجرعة واحدة يمكن اختباره في تجارب سريرية ليس ضد الربو فحسب، بل أيضا ضد التهابات وأمراض أخرى ذاتية المناعة".
وتستند هذه الأبحاث إلى دراسات أخرى أجراها المعهد الأسترالي للصحة والطب المداري لتطوير علاج لداء الأمعاء الالتهابي المزمن، وكانت تلك الأبحاث أيضا موضع تجارب سريرية سمحت بإظهار فاعلية الديدان الشصية في معالجة الالتهابات عند الأشخاص الذين يعانون من الداء البطني الناجم عن حساسية إزاء القمح.
وقد بينت الأبحاث المنجزة سابقا في إطار داء الأمعاء الالتهابي المزمن أن البروتينات التي تنتجها الديدان الشصية في وسعها تحويل الخلايا التائية في الجهاز المناعي التي تتفاعل مع الالتهابات إلى خلايا مضادة للالتهابات، على حد قول العلماء.
وتحمي هذه الآلية الأمعاء من الالتهابات الشديدة، فضلا عن أعضاء أخرى من بينها الشعب الرئوية حيث ينمو مرض الربو.
وشرحت الطبيبة سيفيرين نافارو التي تحاضر في علم المناعة في جامعة "جيمس كوك" والتي أشرفت على هذه الأعمال "بغية الصمود والتخفي في الأمعاء البشرية، تنظم الدودة الشصية التفاعل المناعي عند المصابين بها، ونحن نسعى إلى التعمق في هذه الآلية للحد من الالتهابات الناجمة عن الحساسيات والأمراض الذاتية المناعة".
ويعاني نحو مليار شخص في العالم من الحساسيات والأمراض الذاتية المناعة.