منذ قديم الزمان كانت فلسطين ومصر تمثلان بوابة الأمان لبعضهما , تربطهما علاقات ثقافية وسياسية واجتماعية وعادات وتقاليد متقاربة ولغة مشتركة وكأنهما قطعتين من بلد واحد , وحتى قبل حفر قناة السويس كانتا متصلتين جغرافياً بعضهما ببعض , لذلك يقال ان اي شيء يحدث في فلسطين ينعكس على مصر وبالعكس .
فبعد أربع سنين من نكبة 1948 والغليان الذي حصل في صفوف الجيش المصري نتيجة للمآمرة التي حيكت ضده في هذه الحرب, تغير وجه مصر كلياً , وتحولت من الملكية الى الجمهورية وكانت ثورة 23 يوليو 1952 , وأصبحت مصر منذ ذلك الوقت حافظةً وحاضنة للقضية الفلسطينية, وتأسس على يدها جيش التحرير الفلسطيني ومنظمة التحرير الفلسطينية التي تزعمها المرحوم احمد الشقيري منذ عام 1964 , واستمرت مصر بمثابة الحضن الدافئ للفلسطينيين وما زالت حتى الان.
ولكن , بعدما قامت به أمريكا في عهد وزيرة خارجيتها كندريزا رايس وتحدثت عن الشرق الاوسط الجديد ودعت الى الفوضى الخلابة في الوطن العربي وحصل ما حصل" ما يسمى بالربيع العربي" وسقطت ليبيا وأصبحت ميليشيات متصارعة, وكذلك اليمن وسوريا وتونس وباقي الدول العربية... كان لا بد لقوى الظلام والجهل ان تسقط مصر ولكن قدرة الله وحفظه لهذا البلد الامن بقيت مصر صامدةً ثابتة وستظل بعظمتها باذن الله , ليس لشيء ولكن لحفظ الله لها ولطيبة شعبها العريق .
وبرغم ما يحاك ضدها من مؤامرات بقيت حاضنة لكل الأمة العربية , ونحن كفلسطينيين ندعو الله ان يحفظ مصر كي تظل حضننا الودود , ولا سمح الله لو سقطت مصر سوف لن يرفع عربياً رأسه الى الأبد .
عاشت مصر حرة عربية وحفظها الله من كل سوء .