لا أعتقد أن مواطناً مصرياً- بمن فى ذلك بعض ممن يعارضون السيسى- يتقبل الطريقة الوقحة التى تحدث بها إياد مدنى، أمين عام منظمة التعاون الإسلامى، عن الرئيس عبدالفتاح السيسى، خلال افتتاح مؤتمر المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة المنعقد حاليا فى تونس. لقد رجعت إلى مقطع الفيديو الذى احتوى تلك الواقعة، فوجدته قد قال بالنص: «فخامة الرئيس السيد الباجى قائد السيسى رئيس الجمهورية التونسية... السبسى آسف هذا خطأ فاحش. أنا متأكد أن ثلاجتكم فيها أكثر من الماء، فخامة الرئيس».
وتقديرى الخاص أنه فى الأغلب اصطنع هذا الخطأ ليبث تعليقه الساخر، فالسيد مدنى ينتمى للإخوان بما يحملونه من مشاعر غل وكراهية لا تخفى على الرئيس عبدالفتاح السيسى، فهو لديهم الكابوس الأكبر الذى اقترن مجيئه برحيلهم عن مصر! وتنعكس هذه «الحالة» على كافة المواد الإعلامية الإخوانية، مكتوبة كانت أو مسموعة أو مرئية والتى تبث من خارج مصر.
ولكن من ناحية أخرى لم يكن من الغريب أن امتلأت مواقع التواصل الاجتماعى بالتعليقات على تلك الواقعة داعية إلى عدم تأثيرها على العلاقات بين البلدين.
غير أننى لم أرتح إلى رد الفعل الضعيف من جانب وزير التعليم المصرى الهلالى الشربينى الذى حرصت أيضا على استعادة كلمته التى قال فيها بالنص «عودة إلى الجلسة الافتتاحية والخلط بالتأكيد غير المقصود من أحد المتحدثين بين اسمى فخامة الرئيسين السيسى والسبسى... أعتقد أن ذلك جاء نتيجة لحب المتحدث للرئيسين ودورهما الحيوى الفعال الذى لعباه ويلعبانه فى العالم العربى والإسلامى. ولكن ربما فى مثل هذه المؤتمرات يجب أن يكون هناك تدقيق فى الكلمات وأيضا فى إلقائها حتى لا يسوء الفهم.. وإن كنا لنا قناعة بأنه لا يوجد فارق بين الرئيسين، فكلاهما رئيس دولة عربية كبيرة وعظيمة ولهما دور مهم فى العالم العربى والعالم الإسلامى».
ثم كان خطأ الوزير التالى فى الوقوف فى الصورة الجماعية مع السيد مدنى وكأن شيئاً لم يحدث! لا يا سيادة وزير التعليم، فمع تقديرى لحرج الموقف الذى حدث ولصعوبة التصرف السريع الملائم فى تلك الظروف، إلا أننى أعتقد أنك لم تكن موفقاً فى ردك الضعيف على وقاحة إياد مدنى، الذى أثبت بلا شك أنه غير أهل للمسؤولية التى يتولاها.
عن المصري اليوم