احتضنت قاعة ومسرح مؤتمرات الدار – دار الندوة الدولية في مدينة بيت لحم، اليوم الجمعة، عرضا مسرحيا للفنانة رائدة طه بعنوان "ألاقي زيّك فين يا علي" ضمن أسبوع ديار المسرحي والراقص.
وتحكي مسرحية "ألاقي زيّك فين يا علي" قصة الفلسطيني علي طه، الذي استشهد عام 1972، في مطار اللد، إثر عملية خطف طائرة "سابينا" البلجيكية، التي كانت متجهة إلى مطار اللد في فلسطين من أجل إطلاق أكتر من 100 معتقل فلسطيني في السجون الإسرائيلية، نفذ العملية مع 3 من رفاقه الذين ينتمون إلى "منظمة أيلول الأسود"، لكنها انتهت باستشهاد علي ورفيقه عبد الرؤوف الأطرش، واعتقال تيريز هلسة وريما عيسى، اللتين شاركتا بالعملية. ابنته رائدة طه، كتبت الدراما العائلية بفنّ روائي مطعّم بالفكاهة، برعت بحياكتها في مادة واحدة مع الأسى والحزن، روت قصة والدها الشهيد على طريقة "الحكواتي"، لكنها أبدعت في دمج الابتسامة بالدموع والفرح بالحزن، بحسب ما جاء في مقابلة اجريت معها من قبل موقع "العربي الجديد".
"رائدة" فقدت والدها وهي في السابعة من عمرها، رحل علي وترك لزوجته أن تتدبر أمور العائلة، وصفة زوجة الشهيد ملتصقة بها، أدوار بطولية كان على البنت الكبرى أن تقوم بها، وليس في بالها سوى غياب الأب. واليتم والحرمان بالرغم من الإحاطة الأبوية التي غمر بها "أبوعمار" عائلة الشهيد.
المسرحية من إخراج لينا أبيض التي تعاونت مع رائدة طه في مسرحية "عائد إلى حيفا" للأديب الفلسطيني غسان كنفاني، لكن رائدة في مسرحية "ألاقي زيك فين يا علي" كانت تروي قصة حياة والدها علي طه، وقصة حياتها وما تعرضت له عائلة الشهيد وزوجته وبناته بعد استشهاده، وتصميم شقيقة الشهيد على استرداد جثمان أخيها لدفنه في فلسطين وكان لها ما أرادت.
وتقول "بعد هذا العمر قررت أن أكتب قصة حياتي، وفي الحقيقة هذه المسرحية لا تحكي عن علي طه، بقدر ما تحكي عن عائلات الشهداء، القسم المنسي في هذه المأساة، وأعتبر عائلات وأولاد الشهداء أبطالاً لأنهم يبقون حتى يدفعوا الثمن الغالي".
وتلفت إلى أن هدفها من المسرحية هو أن تحكي عن هذا الرجل بشكله الإنساني، وأن الشهيد بالنهاية هو إنسان، "نحن لسنا مع ثقافة الموت بل مع ثقافة الحياة، وعلي طه عندما ذهب لينفذ العملية لم يذهب كي يموت بل كان يعتقد أنه سيعود، ونحن لا نموت من أجل الموت، ولكن أحياناً لا نستطيع أن ندافع عن أنفسنا، إلا بهذه الطريقة وقد نستشهد".
كما تشير إلى أنّه "بشكل عام أنا حكيت قصة إنسانية تعبر عن مشاعر الكثير من العائلات الفلسطينية، والآن السورية والعراقية، وكل البلاد العربية التي هُجر أهلها وقُتل أبناؤها".
رائدة تقيم حالياً في مدينة رام الله الفلسطينية ولكنها عاشت جزءاً من حياتها في لبنان، لذلك أحبت أن تكون انطلاقتها من لبنان، لأن أحداث قصتها معظمها جرى في لبنان، وقد تم عرض أكثر من 20 عرضاً للمسرحية في لبنان، وتم عرضها في تونس والإمارات، وستعرض في الأردن وباريس ولندن وبلدان عدة.
وتضيف "طالما إسرائيل موجودة فإنني سأحكي روايات الشعوب العربية، لأنه لا يوجد بيت عربي إلا وفيه قصة تُحكى، وعندما أنتهي من قصصي سأبدأ بقصص الناس الآخرين، ودائماً ستكون هناك قصص".