مع حلول فصل الشتاء بالتزامن مع التعطل الدائم للخطوط المصرية، لا تزال حياة المواطن الغزة يُنغصها الانقطاع المستمر للتيار الكهربائي، جراء تفاقم الأزمة التي عجزت الحكومات المتتالية عن إيجاد حلٍ لها منذ سنوات.
وعلى الرغم من اعتياد المواطنين على فصول انقطاع التيار الكهربائي، من خلال إيجاد بدائل تساعدهم في تعويض هذا النقص، كإنارة الشموع والبطاريات الصغيرة "الليدات"، والمولدات الكهربائية التي أزعجت بأصواتها المرتفعة المرضى وكبار السن، إلا أن الكهرباء تعتبر من أبرز ضرورات الحياة التي يطالب بها المواطنين كأبسط متطلبات الحياة الكريمة.
وقال مدير العلاقات العامة والإعلام بشركة توزيع الكهرباء طارق لبد، إن "جدول الكهرباء" المعمول به حالياً هو ثماني ساعات وصل يطرح منها ساعتين، يقابلها ثماني ساعات فصل، مبيّناً أن إرباك شديد تشهده ساعات توزيع الكهرباء في القطاع.
وأضاف لبد في تصريح خاص مع وكالة "خبر"، أن الإرباك الحاصل على الجدول سببه تعطل الخطوط المصرية بشكل مستمر، وتكرار انقطاع الخطوط الإسرائيلية، بالإضافة إلى أن محطة التوليد تعمل بمولد واحد من أصل اثنين.
ونوه لبد إلى أن هناك تخوف لدى شركة الكهرباء من تفاقم الأزمة، خاصة مع حلول فصل الشتاء نظراً لعدم قدرة الخطوط المغذية لقطاع غزة على تحمل كثرة الأحمال على الشبكة في هذا الفصل، إضافة إلى زيادة استهلاك المواطنين للكهرباء في فصل الشتاء، ما يزيد من كمية الوقود المستهلك الذي لا تتمكن الشركة من شراءه بكميات كبيرة في ظل ضعف الجباية.
ووجه لبد نداءه لأحرار العالم بالوقوف إلى جانب قطاع غزة المحاصر، وذلك في ضوء تجذر هذه الأزمة، داعياً الأشقاء المصريين إلى العمل على صيانة الخطوط المصرية المغذية للمناطق الجنوبية من القطاع.
كما ناشد المواطنين بالمساهمة مع الشركة في حل جزء من المشكلة من خلال دفع فاتورة الكهرباء الشهرية، حتى تتمكن الشركة من شراء كميات الوقود الكافية لتشغيل مولدات أخرى في المحطة.
وأشار لبد إلى وجود أكثر من "248" ألف مشترك، منهم "165" ألف مشرك غير ملتزمين بدفع الفاتورة، " أي ما نسبته 60 % من إجمالي المشتركين، لافتاً إلى أن مساهمة المواطن عمل وطني يساعد في حل هذه الأزمة.
ويذكر أن قطاع غزة يعاني منذ عشر سنوات من جدول توزيع الكهرباء بواقع 8 ساعات فصل إلى 8 ساعات وصل، وفي حالة نفاد الوقود المخصص لمحطة توليد الكهرباء في غزة تمتد إلى 12 ساعة فصل مقابل 6 ساعات وصل، فيما يحتاج القطاع إلى 360 ميغا واط لا يتوفر منها سوى (200 ميغا واط) من محطة توليد الكهرباء ومن الاحتلال الإسرائيلي ومصر.