حول مؤتمر الأمن القومي الفلسطيني الرابع

7281861322517566
حجم الخط
 

" مؤتمر الأمن القومي الفلسطيني الرابع " تم عقده في قطاع غزة تحت عنوان " مائة سنة على وعد بلفور . فلسطين الى أين ؟ " ،، وهو المؤتمر الذي تعقده أكاديمية الإدارة والسياسة للدراسات العليا بالشراكة مع جامعة الأقصى للعام الرابع على التوالي ،، عنوان المؤتمر كبير ويستحق كل هذا الاهتمام من الكل الفلسطيني ، وتحرص على حضوره والمشاركة في جلساته كل الطيف الفلسطيني الأكاديمي والسياسي والفكري والثقافي ،، تم تقديم العديد من الأبحاث حول كافة القضايا ذات التأثير المباشر على القضية الفلسطينية وكل ما يحيط بها ،، وكما قال الدكتور محمد المدهون رئيس المؤتمر – إن توصيات هذه المؤتمرات ستوضع أمام أصحاب القرار الفلسطيني للاستفادة منها ومساعدتهم في اتخاذ القرارات على أسس علمية ،، كل من يشارك في هذا المؤتمر هم خبراء ومفكرين وقادة فصائل لهم تجربتهم وخبرتهم في تطورات القضية الفلسطينية على كل المستويات الداخلية والخارجية ،، وقدموا رؤى مهمة حول واقع ومستقبل القضية الفلسطينية وفق المتغيرات التي تعصف في المنطقة .

يأتي هذا المؤتمر في الذكرى المئوية للوعد المشئوم بلفور ، وتم رفع مذكرة باسم الشعب الفلسطيني وأحرار العالم موجهة لدولة بريطانيا بوجوب الاعتذار عن ذلك الوعد المشئوم وتحملها كافة تبعات هذا الوعد السياسة والاقتصادية والاجتماعية للشعب الفلسطيني ..

ولاشك ان موضوع الانقسام الفلسطيني المتواصل اخذ مكانته بين القضايا المطروحة ، وطالب الجميع بضرورة مغادرة هذا المربع الأسود لان استمراره لن يكون في صالح القضية الفلسطينية بكل المقاييس ،، وكان اللافت في هذا الموضوع الحديث الذي ألقاه الأخ خالد مشعل – رئيس المكتب السياسي لحركة حماس – في حديث مباشر من مقر إقامته الدوحة والذي لا يتوافق مع جوهر ما طرحه عضو المكتب السياسي لحركة حماس الدكتور محمود الزهار من أفكار .. حيث أكد الأخ خالد مشعل على ضرورة مغادرة مربع الانقسام لصالح القضية الفلسطينية عبر تحقيق المشاركة الحقيقية بين كافة فصائل العمل الوطني وضرورة تفعيل منظمة التحرير الفلسطينية وأن حماس لا تسعى ولا تريد السيطرة عليها ولكن تريد الشراكة الفاعلة ، ولا ينفرد أي طرف في قرار الحرب أو السلم ونادى بضرورة الحوار الوطني الشامل ... أما الدكتور الزهار فاعتبر أن الانقسام بين مشروعين لا يلتقيان مشروع التسوية وقد فشل ولم يحقق ولن يحقق أي انجاز ، ومشروع المقاومة الذي كسر نظرية الأمن الصهيوني في المقتل ،، ولا لقاء بين المشروعين وأن الانقسام يأتي في ضوء هذه النظرية كما حدث مع كل الشعوب مع الأنبياء والرسل بين فريق الحق وفريق الباطل ، وأن حماس تريد دخول منظمة التحرير لتغييرها لتصبح منظمة تحرير وليس كما هي الآن ،،،، وبالتأكيد كانت كلمات الدكتور الزهار مخالفة لتوصيات الدراسات والأبحاث التي نادى بها المؤتمر ،، وهي مؤيدة لما طرحه السيد خالد مشعل في السياق العام ، وكذلك ما طرحه ممثلي الفصائل الأخرى بضرورة اعتماد الحوار الوطني الشامل للوصول الى برنامج متفق عليه بين الجميع .

لاشك أن عقد هذا المؤتمر في هذا الوقت له أهمية كبيرة من حيث عدد ونوعية ومكانة المشاركين والمتحدثين والضيوف ، والشكر لابد ان يكون موصولا لأكاديمية الإدارة والسياسة على هذا الجهد الكبير والذي يحتاجه الواقع الفلسطيني ،، والكل يأمل أن ينتبه أصحاب القرار والقيادات لمخرجات هذا المؤتمر وأخذها بعين الاعتبار كما تفعل كل الدول التي تحترم عقول مفكريها ومبدعيها ..