تسترسل مقدمة برنامج “خط أحمر” على قناة “الشروق” فضيلة مختاري في الحديث في أول حلقة من الموسم الجديد، بصوتها الشجي المحبوب، مؤكدة مرة أخرى على خط تحرير البرنامج الذي يقتحم مواضيع حساسة ليس من السهل فتحها. ينطلق البرنامج في استوديو بخلفية يغلب عليها اللون الأحمر الى جانب أشكال وخطوط تعكس توجه البرنامج.
حملت مقدمة البرنامج بين يديها رسالة قاتل الرئيس الجزائري الأسبق أحمد بوضياف الذي سعى الى حقن الدماء، وببلدية مسكانة حيث يتواجد مسكن القاتل الذي يضم زوجته تتوجه فضيلة مختاري لانجاز الريبورتاج حول ظروف عيش الأسرة مرددة أن خط أحمر هو برنامج اجتماعي يتناول المواضيع بعيدا عن السياسة، لتستقبل طاقم التصوير زوجته مريم بعد إقناعها في مهمة لم تكن بالسهلة، فظهور فرد تربطه علاقة قرابة بقاتل أشهر رئيس جزائري ليس بالأمر الهين، بينما يفر شقيقه هاربا من الكاميرا، فيما تتحدث مريم عن ظروف العيش ومعاناتها اليومية وعزلتها الاجتماعية، بحرقة والدموع تنهمر من عينيها جراء طيف زوجها الذي مازال مخيما.
ينتقل الفريق الى بيت الشقيق الذي يقتنع في الأخير بالحديث لمعدة البرنامج فاتحا قلبه لافراغ همومه وكيف أنه يفكر يوميا في الانتحار بواسطة غاز سخان الحمام، وكل ذلك بسبب شبح قضية أخيه المتورط في مقتل الرئيس الذي أحبه الجزائريون وتحملت عائلته وزر جرم لا علاقة لها به. وبعيدا عن تجييش العواطف والعزف على ايقاع الألم ودون المساس بطرف معين استعرض أيضا البرنامج حالات الاختفاء التي حدثت حلال العشرية السوداء ومعاناة أسرها ومن ضمنهم خمس شقيقات اختطف شقيقهن الأكبر فيما أصيب الوالد بمرض الزهايمر بسبب تلك الحادث والعجيب في الأمر أنه لا يتذكر شيئا غير اسم ابنه. يبدو في كثير من الجوانب أن المجتمع الجزائري تصالح مع ماض أليم هو ماض قريب لكنه لم يطوى بعد ويستوجب التطرق بحذر وبمهنية لجعل الجزائريين يتحدثون أكثر.
نعود الى الأستوديو ويتغير الموضوع، الى قضية الأمهات العازبات، والفتاة التي تكتشف أنها حامل من رجل في اطار غير شرعي، لتكرر فضيلة مختاري لازمتها بأن الهدف ليس هو التشهير أو السعي الى ربح مشاهدات على حساب حرمة العائلات. ورأي الدين كان حاضرا من جديد، من خلال الشيخ بشير ابراهيمي الذي قال أن مثل هذه الحالات مازالت تمثل تابو (خط أحمر) لدى الكثير من الجزائريين وأنها تدخل في نطاق العيب و”الحشومة” أو الحشمة، غير أن رأيه ذهب الى أنه مادام هذه الحالات موجودة في المجتمع ولا يستطيع أحد إخفاءها أو حجبها فلا مناص من التطرق لها، وأن الصراحة في هذه الحالة هي المدخل لعلاج هكذا ظواهر وذلك وفق الشرع وعلم النفس والتربية الأسرية.
الخبير النفساني محمد فرجاني، انتقد بعض أوجه التناقض داخل المجتمع من خلال ما قد تتعرض له الفتاة في مثل هذه الحالات من معاملة سيئة ونظرة مؤذية من طرف أشخاص هم بدورهم خطاءون وقد تكون أخطاءهم أشد حدة، داعيا الآباء الى وجوب التحلي بالصراحة والإصغاء للأبناء.
آراء المتدخلين كانت متوفقة في الإحاطة بالموضوع من الجانب الاجتماعي للظاهرة، وأسبابها وطرق علاجها، غير أن الملاحظ أن “السهام” كانت موجهة ومركزة أكثر على الفتاة والكلام جله كان موجها لها دون الإدلاء بما من شأنه دفع الشاب الى تحمل مسئوليته. وهنا يبرز دور مقدمة البرنامج التي كان يتوجب عليها الإشارة والتنبيه الى هذه النقطة، ونتمنى أن تستدرك ذلك في موضوع مماثل من حلقة أخرى.
ذكرى التونسية تبعت سلاما مخيفا إلى أحلام الإماراتية في عرب أيدول عبر وسيط مغربي
يبدو أن “الملكة” أحلام لن تنسى تلك المفاجأة التي حملها لها المتسابق المغربي، وأكيد ستضلع تلك الحلقة عالقة في ذاكرتها. المتسابق أمين أوديي الذي مثل المغرب، كان ذكيا، رغم أن أداءه كان ضعيفا، فقد استطاع التأثير في أحلام من خلال قصة الحلم التي سرده على مسامع لجنة التحكيم، والذي قد يبدو مخيفا، خاصة اذا تعلق بالمغنية التونسية الراحلة ذكرى التي وجدت مقتولة سنة 2003، في بيتها.
ذكرى كلفت المتسابق بقراءة سلامها على المغنية أحلام عضو لجنة التحكيم، اذ جاءته في الحلم على شاطئ البحر وكانت ترتدي ثوبا أبيض، لتطلب منه أن يشارك في “أرب أيدول” وكلفته بأن يبلغ سلامها لأحلام ويقول لها أن تزور قبرها.
معلق البرنامج أكد أن تلك كانت هي المرة الأولى التي يستطيع فيها متسابق منذ انطلاق البرنامج أن يؤثر على أحلام. فأمين كان ذكيا بسرده الحلم قبل الانطلاق في الغناء، وبذلك ضمن صوت أحلام التي بدت مرتعبة من قصة الحلم بينما واجهه عضو لجنة التحكيم المصري حسن شافعي بالسخرية. وهكذا تكون الفنانة التونسية الراحلة والمشمولة بالرحمة الإلهية، قد مكنت المتسابق من ربح صوت في الغالب لم يكن ليحصل عليه لولا تأثير الحلم.
شخصيا لا أدري لماذا اختارت المغنية الراحلة وسيطا لإبلاغ سلامها لزميلتها الامارتية أحلام ولماذا لم تتوجه اليها مباشرة وهي نائمة، ربما كان السبب هو قرب المسافة بين المغرب الذي يقيم فيه المتسابق وتونس حيث يرقد جسدها.
قطار المناخ على ميدي 1 تي في برنامج توعوي غير أنه تعثر أمام حاجز الروتين
خصصت قناة “ميدي 1 تي في” المغربية برنامجا من عدة حلقات بتزامن مع قمة المناخ بمراكش، بعنوان “قطار المناخ”. فكرة مميزة يتمحور حولها البرنامج وتدور مواضيعها حول قضية المناخ، حيث ينطلق طاقم البرنامج، الذي يقوده المقدم المتميز أسامة بن جلون، متنقلا في قطار حقيقي الى عدة محطات.
البرنامج في حلقاته القصيرة التي لا تتعدى كل واحدة عدة دقائق، وخلال حلوله بمحطة الدار البيضاء استعرض مجموعة من الآراء لمغاربة وأجانب ممن يقيمون في المغرب، أغلب الاراء تحدثت عن البديل المتمثل في أكياس صديقة للبيئة التي لم يتم توفيرها بشكل جيد قبل منع استعمال أكياس البلاستيك.
محمد المنيوي أستاذ علوم البحار تحدث عن ظاهرة مثيرة بدأت تؤرق العلماء يطلق عليها القارة السادسة وهي تتكون شيئا فشيئا في البحر من المواد البلاستيكية التي تتجمع بفضل التيارات البحرية.
البرنامج اعتمد خفة الظل في تقديم مضمون توعوي وعلمي بشكل خفيف ومرح، غير أنه تعثر أمام الحاجز الكلاسيكي المتمثل في الروتين والممل الذي ظل محط نقد لجل البرامج في التلفزيون المغربي، وذلك بالمقارنة مع برامج شبيهة في قنوات غربية تأخذ على عاتقها أصعب مهمة والمتمثلة في كسر الروتين لدى المشاهد لضمان نجاح جماهيري للبرنامج.