اثنا عشر عاماً مرّ على رحيل الرمز ياسر عرفات، ذلك القائد الذي يُجسّد مسيرة الشعب الفلسطيني، فقد كان رجلاً للوحدة الوطنية، يروي بنضاله تاريخ شعب عريق مناضل، وما زال الشعب الفلسطيني بشيوخه ونساءه وأطفاله يحنّون إلى أيام الشهيد الراحل "أبو عمار".
وفي هذه الذكرى العظيمة، تجول مراسل وكالة "خبر" في شوارع مدينة غزة، سائلاً المواطنين عن شعورهم بعد 12 عاماً من فقدان هذا الأب المناضل.
وعبر المواطنون لمراسل وكالة "خبر"، عن مدى افتقادهم للرمز والمعلم، لأنه كان أباً حنوناً لكل الشعب الفلسطيني بدفاعه عن القضية، حتى لاقى ربه شهيداً بعد محاصرته في مقر إقامته برام الله، مطالبين بالسير على خطاه ونهجه، والتعالي عن الصغائر كي نكون يداً واحدة تدافع عن حقها بقوة أمام الاحتلال الإسرائيلي الغاصب.
واستشهد الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات " أبو عمار"، في الحادي عشر من تشرين الثاني/نوفمبر لعام 2004م، عقب الحصار الإسرائيلي الذي فرض عليه في مقر المقاطعة في مدينة رام الله، وجاء هذا الحصار رداً على مواقفه الصلبة وتمسكه بالثوابت الوطنية.
على الرغم من مرور سنوات عديدة على رحيله، إلا أن ذكراه لازلت خالدة في قلوب الفلسطينيين، فهو ترك إرثا نضالياً ومنجزات وطنية ينهل منها الأجيال لمواصلة الكفاح من أجل التحرر الحرية والكرامة، وبناء أسس الدولة الفلسطينية.
كما أن أبو عمار لم يكن مجرد مقاتل يحمل بندقية، وإنما أسس الدولة الفلسطينية، بدءاً بدوائر منظمة التحرير، التي عنيت بمختلف جوانب الحياة الاجتماعية والسياسية والاقتصادية، والثقافية للشعب الفلسطيني، وانتهاءً بتأسيس السلطة الوطنية الفلسطينية في الرابع من أيار 1994على أرض الوطن بعد رحلة طويلة من النضال والكفاح المرير.