التضحية بالشعب والتخلى عن الحلفاء شعار الإرهابيين فى (11/11)

thumbgen (4)
حجم الخط
 

بالانتهازية الشديدة المعروفة عنهم تخلت جماعة «الإخوان» الإرهابية عن حلفائها كالعادة، وأعلنت قبل 48 ساعة من 11/11 أنها لن تنزل الشارع ووجهت أعضاءها وأنصارها بالامتناع عن المشاركة فى أى فعل انتظاراً لما ستسفر عنه التطورات.

الغربان كعادتهم دائماً يضحون بحلفائهم ويبيعونهم كما اعتادوا طوال فترة حكم الرئيس الأسبق حسنى مبارك، وهم يعتبرون أن حماية تنظيمهم أولوية قصوى ثم حماية أعضائهم وأنصارهم مستوى ثانٍ، أما الحلفاء فهم قربان الانتصار كما يرون.

التصريح المنسوب إلى المتحدث باسم هؤلاء ويدعى طلعت فهمى ويقيم فى تركيا، يقول نصاً حسب وكالة الأناضول التركية إن «مشاركة الجماعة فى مظاهرات الجمعة مرهونة بخروج المصريين إلى الشارع» وهو هنا لا يدعو الناس للثورة كما يزعمون وإنما ينتظر ليدفع بهم فى المواجهة ويتسلل من خلفهم لينتزع المكاسب لصالحه، أما إذا لم يخرج حلفاؤه أو الناس فسيظل هو فى منزله بأنقرة أو إسطنبول مستمتعاً بمشاهدة الفضائيات والتعليق على الأحداث.

موقف هؤلاء الناس لا يبعد كثيراً عن تعاملهم مع انتفاضة يناير 2011، حين امتنعوا عن المشاركة فى 25 يناير، بل وأصدروا أوامر لأعضائهم وأنصارهم حظروا عليهم النزول، وفى 28 يناير حين انتفض الناس وخرجوا فى انتفاضتهم التاريخية انقض الغربان عليها وسيطروا عليها ووجهوها ناحية أهدافهم وأخضعوها لمصلحتهم ولأوامر قياداتهم.

وتأكيداً للمواقف الانتهازية لهم تلاعب المدعو طلعت فهمى بالألفاظ، مشيراً إلى أنهم لن يخرجوا بدون الناس، ولو قرر الناس الخروج فسيكونون معهم، وكأنهم لم ينظموا حملات على مختلف المستويات والأصعدة ويروجون لأكاذيب وشائعات تحرض الناس على الخروج للثورة ضد الدولة المصرية وجيشنا الوطنى.

الشاهد أن «الغربان» تداولوا فيديوهات مصنوعة لعناصر من تنظيمهم ظهروا ملثمين يدعون أنهم ضباط بالجيش المصرى منشقون عنه، وأنهم سينفذون عمليات ضد الجيش، وزعموا أنهم منتشرون فى مناطق مختلفة، وتلقفت «الجزيرة» هذه الفيديوهات المفبركة وأحالتها إلى واقع بإذاعتها وإدارة حوارات وتحليلات عنها مع عناصر أخرى تابعة للجماعة نفسها. وهى بالمناسبة الوقائع التى كذبها واحد من عناصرهم الشهيرة هيثم أبوخليل، الذى اعترف بأنها مفبركة بل وأعلن اسم احد المشاركين فيها وهو مقيم فى الخارج أيضاً، لكن ذلك لم يمنع «الخنزيرة» حليفة الغربان من إذاعتها. الواضح أن الجماعة التى لا تبحث سوى عن مصالحها وأطماعها لم تغير منهجها أو أساليبها، وما زالت تتعامل مع حلفائها باعتبارهم توابع لرؤيتها وأدوات لتنفيذ مصلحتها، وتتعامل مع الشعب باعتبارهم الجسر الواصل إلى مقاعد السلطة.

ما يؤكد ذلك كل أشكال الدعاية والتحريض التى مارستها الجماعة خلال الأسابيع الماضية للدعوة إلى 11/11، ورغم الجهود المبذولة فقد فضحوا أنفسهم بما أصدروه من بيانات ومواقف رسمية وما رددوه عبر قنواتهم الفضائية المنطلقة كلها من المدن التركية وبرعاية أردوغانية مباشرة.

المؤكد أن الجماعة ما زالت تعيش وهم عودة الرئيس الأسبق محمد مرسى ومؤسسات دولة المرشد كما كانت الأوضاع عليه قبل ثورة 30 يونيو، التى استعادت الدولة المصرية، وهو ما ورد فى بيان آخر أصدروه مساء الأربعاء الماضى جاء فيه نصاً أن «الجماعة ستظل وفية لاسترداد الإرادة الشعبية المسلوبة وعودة الشرعية المتمثلة فى رئيسها الشرعى المنتخب والمختطف ومؤسساتها التى اختارها الشعب بملء إرادته».

هكذا تؤكد الجماعة أن دعواتها للغد لا تزيد على محاولة جديدة من محاولتها لاسترداد دولة المرشد التى أسقطها الشعب ولإعادة رئيسها الذى أبعدته ثورة الملايين، وأن أحاديث وشعارات ثورة الغلابة ليست أكثر من عناوين تتستر خلفها كما العادة، بل إنها ربما لا تشارك فيها وفى الأغلب ستفعل ذلك بعد أن يخرج الناس ويواجهوا ما سيواجهون لتأتى الجماعة كعادتها لتقفز على النتائج وتسرقها. لقد أثبتت الجماعة فى بيانها الأخير كذب ادعاءاتها الإعلامية، بل إنها ما زالت لا تعترف بثورة الشعب المصرى فى يونيو، ولا بانتفاضته الرائعة فى يناير، وإنما هى فقط تعترف بما تحقق من نتائج ما بين الانتفاضة والثورة وتحديد بما حصدته من مكاسب، وهى لا تعترف بان الناس الذين انتخبوهم هم أنفسهم الذين ثاروا عليهم عندما قرروا خطف الدولة والاستبداد بالحكم وتحويل الوطن من الدولة المصرية إلى دولة المرشد.

غداً سيتلقى من سيتجاوب مع هؤلاء درساً مكرراً سبق أن تلقاه لكنه لم يتعلم منه، وهو درس الانتهازية والتخلى عن الحلفاء والتضحية بالناس، وهو تدريب قديم عايشه كل من انشغل بالسياسة والعمل العام وتعامل معهم منذ منتصف السبعينات وحتى الآن، لكن للأسف بعضهم لا يتعلمون ولا يفقهون.. وإن غداً لناظره قريب..

متى ستتعلمون؟

عن الوطن المصرية