قف أيها الزمن...
من قال أن الياسر قد مات!!!
إنه الجاسر الكاسر قاهر الأنذال...
إنه الجبار سيد الثوار...
هذه مجرد خربشات بسيطة نسطرها في ذكرى قائد لم يكن له مثيلاً بين قادة عصره، قائد تمر اليوم ذكراه الـ12 على استشهاده، قائد فلسطين والأمة العربية ياسر عرفات، صاحب مسيرة نضالية تاريخها بتاريخ القضية الفلسطينية، والتي لم ولن تتوقف بموته، لا زالت وستظل ذكراه في عقول وقلوب الصغار قبل الكبار، عرفناه منذ طفولتنا رمزاً يحكي تاريخنا.
ياسر عرفات، من حمل على أكتافه عبء قضية تنازل وتخاذل عنها القاصي والداني، لم يعرف اليأس، أو التردد، كان ولا زال يؤرق أذهان أعدائه، فقد ترك جيلاً لا يعرف الهوان ولا الذل، جيلاً أخذ منه مدرسة تخرج أفواجاً من الثوار الغيورين على أرضهم وعرضهم.
صاحب القرار الوطني المستقل، رافضاً للخضوع والاستسلام، متمسكاً بثوابته الوطنية، مصرَّاً على الوحدة الوطنية، محرِّماً إراقة الدم الفلسطيني بأي شكل من الأشكال، مصوباً بندقيته تجاه العدو الصهيوني.
صمود ومسيرة وعطاء يحتاج إلى وقفة تأمل لإبرازها وإظهار عناوينها، فالذاكرة مليئة بأحداث مر بها زعيمنا ورمزنا، ملاحقاً ومهدداً منذ بداية الطلقة الأولى للثورة حتى يوم استشهاده، تاريخ حافل ما بين الأردن وبيروت وتونس، حتى وطأت قدمه الأرض التي طالما حلم أن يراها وهي تنعم بالاستقلال والحرية.
حريصاً على الشهادة في سبيل الله دفاعاً عن الوطن ومقدساته، وكان دائماً يرددها "يريدوني أسيراً، وإما طريداً، وإما قتيلاً، وأنا أقول لهم شهيداً، شهيداً، شهيداً، فعلى الدرب ماضون، وعلى درب الجهاد سائرون، إلى أن نلقى ربنا".
ولا زالت كلماته عالقة في أذهاننا نرددها دائماً، " للقدس رايحين.... شهداء بالملايين"، "ويوماً ما سيرفع شبل من أشبالنا، أو زهرة من زهراتنا، العلم الفلسطيني فوق مآذن القدس وأسوار القدس، ومساجد القدس، وكنائسها، شاء من شاء، وأبى من أبى".
ونحن اليوم في ذكراك نقول لك وبأحرف من نور وذهب، نم قرير العين قائدنا، سنظل على مسيرتك ونهجك، فها هم أبناءك (قدس- ضفة- غزة) لا زلت أنت ملهمهم وقائد ثورتهم ونضالهم، لا زلت المدرسة التي ينهلون منها أسس وقواعد قض مضجع العدو، وسيتحقق حلمك بإذن الله برفع العلم الفلسطيني فوق المسجد الأقصى وسائر فلسطين الحبيبة، ويا جبل ما يهزك ريح.