شكلت السنة الثانية عشرة لاستشهاد القائد المؤسس ياسر عرفات صدور رسائل واضحة المعالم وهي مهمة وقد يقول البعض ان المسألة لا تتعدى استنفارا الا أن الرسائل ابطلت نظرية استعراض القوى.
الرسالة الاولى، أن الوطنية ما زالت حاضرة بقوة وأن استشهاد ابو الوطنية الفلسطينية وكأنها لمعت وأعادت الاعتبار للوطنية، فقد شهدت جيلا شابا بكل ما يحمل الشباب من معنى مشحون بحب الوطن، مشحون بحلم الدولة، مشحون بحب انهاء الانقسام واعادة اللحمة للوطن، مشحون بحب القدس واقصاها.
جيل جاء لا ليسمع فقط بل جاء ليستمعوا له انه يريد حقا استقلالا وطنيا وتحقيق حلمه الوطني الذي اشعله به ياسر عرفات وجلهم ممن عايشوا ايام حصاره واستشهاده على ابعد حد بغض النظر عن اعمارهم انذاك، ولم يعودوا يريدون وسيطا يحدثهم عن علاقته المباشرة مع ابو عمار، بل هم لهم علاقة من نوع خاص مع ابو عمار.
هذا الجيل هو الذي التقط رسالة الرئيس محمود عباس عندما قال لهم: هي ليست ثمانين عاما، بل هي واحد وثمانون ومع ذلك لن ننهيها بتنازل أو تخاذل أو بيع، هم الذين كانوا أكثر تفاعلا معها وفهما لها والتصاقا بها.
الرسالة الثانية، أن مراجعة لادبيات ورؤية ابو عمار كانت حاضرة بقوة عبر سؤال افتراضي لكي يتم نقاشه " ماذا كان سيفعل ابو عمار في هذا الواقع الذي نعيش" لكن الاجابة لم تدخل بتفاصيل كل قضية على شكل دوسيه تعليمية لحل اسئلة امتحان الثانوية العامة، بل كانت عبارة عن محاور رئيسية اساسها حتى لو لم يعد حل الدولتين قائما فأن رؤية ابا عمار هي دولة فلسطينية وعاصمتها القدس وهذا هو الحد الادنى المقبول ولا انفكاك عنه.
الرسالة الثالثة، أن الكل الوطني الفلسطيني واثق ان غياب ابو عمار خسارة كبيرة وهم يعبرون عن ذلك بالحديث عن الجبل الذي لن تهزه ريح في الوقت الذي هزت فيه الرياح من كان يستخف ب " يا جبل ما يهزك ريح " وهذا امتداد لموقف الكل الوطني ابان الحصار لابي عمار.
الرسالة الرابعة، ذاهبون للاستحقاق للمؤتمر العام السابع بكم ومعكم انتم اصحابه، ذاهبون للمؤتمر ليس من أجل عملية انتخابات، بل من أجل التعاطي بمسؤولية مع التطورات الوطنية والاقليمية والعالمية ومع استحقاق الوطن بتحقيق الدولة الفلسطينية وتجسيدها على الارض ولتجديد استمرارية النضال، ولتظل فتح طليعة وقائدة النضال الوطني والكفاحي وأن الاحتلال والاستيطان الى زوال.
اصدقكم القول انني كنت من الذاهبين الى المقاطعة للمشاركة وانا احدث نفسي ما الذي سيكون جديدا وعندما رأيت الاجيال الشابة تسير بخطى واثقة الى هناك وجدتهم يستمعون باهتمام وجدتهم يهتفون للوطن للقدس للعودة عرفت ان هناك جديدا وكل جديد، ولم اكن راغبا ان اشاهد حالة العناق وتبادل القبلات وكأنها جزء لا يتجزأ من تقاليد كل تلك التجمعات والمناسبات بصورة تحجب بقية المشهد ان تلك الرسائل التي هي اهم بكثير، وغاب مشهد المتسابقين صوب الصف الاول لصالح اولئك الذين يعتنون بقبعاتهم وكوفيتهم وصور ابا عمار اولئك الذين قدموا الشكر للامن وهو يوزع عليهم المياه لتخفيف حرارة الشمس ويمدون اعناقهم ليشاهدوا المنصة.
منذ اليوم بات الامر يتطلب التعاطي مع مهام المرحلة القادمة بالتركيز على وفاء تلك الاجيال الشابة وتوقها للخلاص من الاحتلال وعدم الدخول في مفاوضات لهدف المفاوضات، حسنا انهم عادوا وهم يحملون رسالة الوطنية ورسالة لا تنازل ولا تخاذل والاصرار على الوحدة الوطنية وأن لادولة فلسطينية دون غزة والقدس لنا.
استشهاد الصحفي محمد فايز أبو مطر إثر قصف إسرائيلي في رفح
11 أكتوبر 2023