أعلنت مؤسسة شاشات ممثلة برئيس مجلس إدارتها المخرجة غادة الطيراوي ومديرها العام الدكتورة علياء أرصغلي منح جائزة "سلافة جاد الله السينمائية"، إلى المخرج الفلسطيني عبد السلام شحادة، والتي تمنح في مهرجانها السنوي تقديراً وتكريماً لمن ساهم في دعم وتطوير سينما المرأة. ومنحت الجائزة هذه السنة في الدورة العاشرة للمهرجان، 2016، للمخرج شحادة لدوره الرائد ودعمه المتواصل لسينما المرأة في فلسطين وإلتزامه بسينما تعبر فيه المرأة عن عوالمها، وعطائه المميز في صقل جيل جديد من المخرجات الشابات في قطاع غزة. وكرم المخرج شحادة في إفتتاح المهرجان اليوم ظهراً في غزة، وبالتوازي مع إفتتاح المهرجان في رام الله مساءاً في 12 تشرين الثاني حيث تم منحه الجائزة من قبل سليم جاد الله ممثلاً عن عائلة سلافة جاد الله. وشكر السيد جاد الله مؤسسة "شاشات سينما المرأة" على حفظ ذكرى سلافة من خلال تسمية هذه الجائزة السنوية بإسمها.
في السنوات السابقة منحت شاشات الجائزة لنساء تركن بصماتهن على القطاع السينمائي النسوي سواء فلسطينياً، عربياً وعالمياً، لكنها تميزت هذا العام بنكهة خاصة بمنحها الجائزة لأول مرة لرجل، للمخرج شحادة.
عبد السلام شحادة، من مواليد رفح عام1961 ومقيم في غزة، حصد في مسيرته السينمائية الرائدة والتي تزيد عن العشرين عاماً العديـد من الجوائـز العالمية المرموقة لأفلامه الوثائقية التي تناولت بإنسانية مرهفة الواقع السياسي والاجتماعي الفلسطيني والتي عرضت في الكثير من المحافل الدولية، ومنها "إلى أبي"، كما "غزة دموع بطعم آخر"، "قوس قزح"، "نحن نسمعكم من فضلكم اسمعونا"، "شكرا لكم"، "الأيدى الصغيرة"، "امرأة متميزة"، "يوميات فلسطينية"، الخ.
وشكر المخرج شحادة في إفتتاح المهرجان في غزة عند تسلمه الجائزة مؤسسة شاشات، قائلاً "نقف اليوم فى الدورة العاشرة لمهرجان شاشات لنطل على انجازات وتجارب تراكمت وتطورت مسيرة نعتد بها جميعا لانها سعت وتسعى لخلق صناعة سينما تهدف لبناء الانسان المبدع وترعى بما تقدمة من فن وقضايا وثقافة - شابات لديهن من الطاقات الانسانية والسينمائية ما يستحق الاهتمام والرعاية.
شاشات التى اطلت على مجتمعها بكافة مركباتة وفئاتة وعملت على الكشف عن اوجاعة ومساحات فرحة وامله ليكون فاعلا وراعيا لمسيرة تطورة وحاضنة لاوجاعة والامة وحارس على الرواية والانسان، فالسينما هى دوما نافذة لنا على انفسنا وهى الارث المتبقى لذاكرتنا.
اننى اقف امامكم ممتنا لشاشات على منحى هذا التكريم باسم سلافة جاد الله التى اعتد بها وتجربتها الرائدة منذ اربعينات العقد الماضى هذة التجربة الرائدة لسيدة من فلسطين تؤكد لنا جميعا اننا شعب ذو حضارة وثقافة وعلينا جميعا احترام هذا الارث والمراكمة علية لانها امانة الاجيال ليس فى ماضينا فقط وانما حاضرنا ومستقبلنا، ان تكريمى لجائزة سلافة من شاشات يتجاوز شخصى وتجربتى فهو تكريم لكل السينمائيين والمثقفين وهو يعنى اكثر هذا التكامل بين الرجل والمراة فى صناعة الفن وحرفية السينما، وبهذة المناسبة اتوجه بالشكر للدكتورة علياء ارصغلى ومجلس ادارة شاشات على ثقتهم وتقديرهم لمسيرتى السينمائية هذا التقدير الذى يشكل عبأ الامانة على وآمل ان اكون بقدر المسؤولية".
أنشأت جائزة “سلافة جاد الله” تخليداً لذكرى واحدة من مُؤَسِسات سينما المرأة الفلسطينية، حيث ولدت سلافة سليم جاد الله في مدينة نابلس عام 1940، ونشأت في عائلة وطنية منفتحة على الحياة، تربي أبناءها وبناتها على المبادرة والعطاء، وتلقت تعليمها في مدرسة العائشية.
وكتبت الناقدة السينمائية خديجة حباشنة أن سلافة "عشقت التصوير منذ صغرها لتنطلق في بداية الستينات لتكن من أوائل الفتيات اللواتي طمحن لإتمام تعليمهن الجامعي في مجال التصوير السينمائي؛ في وقت كان التصوير السينمائي مهنة نادرة وشاقة، لتخوض معركة ضد العقلية الذكورية التي تقصر هذا النوع من التخصص الفني والمهني على الرجال".
إلتحقت سلافة كطالبة في المعهد العالي للسينما في القاهرة تخصص التصوير السينمائي، وكانت ضمن الفوج الأول الذي تخرج في العام 1964 مع صديقتها المخرجة اللبنانية نبيهة لطفي، والتي ربطتهما صداقة شخصية ومهنية. وعملت سلافة بعد تخرجها كمصورة سينمائية بوزارة الإعلام الإردنية، وكان لها دور كبير في تأسيس العمل السينمائي الفلسطيني الحديث، حيث قامت مع المصور السينمائي الفلسطيني هاني جوهرية بتصوير أحداث النكسة الفلسطينية عام 1967 ومعركة الكرامة 1968. كما عملت سلافة على أول أفلام ما يعرف الآن "بسينما الثورة الفلسطينية" بعنوان "لا...للحل السلمي"؛ وكانت ممن اسهمن بتأسيس قسم التصوير والأرشفة للأحداث والمعارك والعمليات التي خاضها الثوار في تلك الفترة. وفي ذات العام من احداث معركة الكرامة أصيبت سلافة أثناء التحضير لمعرض الكرامة، مما أدى إلى إصابتها بشلل نصفي منعها من الاستمرار في العمل كمصورة سينمائية؛ لتوارى الثرى بدمشق في العام 2002؛ تاركة بصمة في القطاع السينمائي في فلسطين سيبقى الجميع يتذكرها.
يذكر أن جائزة "سلافة جاد الله" السنوية منحت خلال الأعوام السابقة للعديد من المخرجات من فلسطين وعدد من الدول العربية والأجنبية، في العام 2005 منحت الجائزةإلى المخرجة الفلسطينية الراحلة "جاد الله" نفسها التي سميت الجائزة على اسمها وأيضاً للمخرجة البريطانية "كيم لونجينوتو"، ثم في 2006، للمخرجة ابنة مدينة الناصرة "ندى اليسير"، وفي عام 2007، منحت للمخرجة الهندية الكندية "ديبا مهتا"، وفي الدورة الرابعة عام 2008 منحت للمخرجة اللبنانية "رندة شهال صباغ"، بينما ضمن دورتها الخامسة منحت للمخرجة الفلسطينية-الفرنسية "ماريز غرغور" مناصفة مع اللبنانية "نبيهة لطفي"، وفي السادسة للمخرجة اللبنانية "هيني سرور"، وحجبت في السابعة، أما في الدورة الثامنة 2011، فقد منحت للمونتيرة "رباب الحاج يحي"، وفي التاسعة منحت الجائزة للمخرجة الفلسطينية "علياء أرصغلي" المدير العام لمؤسسة شاشات تقديراً لعطائها ودورها المحوري في إبراز ودعم سينما المرأة في فلسطين ومأسسة سينما المرأة ووضعها على الخارطة الثقافية لكل فلسطين من خلال تأسيسها لمؤسسة "شاشات سينما المرأة".