يصادف اليوم الإثنين، الذكرى الرابعة لمعركة "حجارة السجيل" التي خاضتها فصائل المقاومة الفلسطينية في مواجهة العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة في 14/11/2012.
حيث شن الاحتلال عدوانه باغتيال نائب القائد العام لكتائب لشهيد عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة "حماس" أحمد الجعبري، باستهدافه مع مرافقه في غارة جوية من الطيران الحربي الإسرائيلي، بينما كانا يستقلان سيارة وسط غزة.
وقتل جيش الاحتلال خلال عدوانه 175 مواطنًا، منهم 43 طفلًا و18 مسنًا، فيما أصيب 1222 آخرين، بينهم 431 مواطناً و207 سيدات و88 مسنًا، في المقابل اعترف الاحتلال بمقتل خمسة إسرائيليين بينهم جندي وإصابة 240 آخرين.
وقال الناطق باسم حركة حماس حازم قاسم، إن معركة "حجارة السجيل" التي خاضتها المقاومة مع الاحتلال في عام 2012 أكدت على مواصلة مشروع المقاومة، مضيفاً أن الاحتلال الإسرائيلي لن يشغلنا عن الهدف الأساسي في النضال لاستعادة كرامة الشعب الفلسطيني.
من جهته، أشار القيادي في حركة فتح موفق حميد، إلى أن العدوان الغاشم في 2012 غير مبرر من قبل الاحتلال الإسرائيلي، وأن الهدف من وراءه هو كسر المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة، التي استطاعت أن تكسر شوكة الاحتلال وترسم انتصاراً كبيراً، مضيفاً أن الاحتلال لم ينتظر طويلاً وقام بتوجيه ضربة جديدة للمقاومة في عام 2014 بعد أن طورت من إمكانيتها من جديد.
بدوره، اعتبر القيادي في حركة الجهاد الإسلامي أحمد المدلل، في تصريح خاص بوكالة "خبر"، أن معركة "السماء الزرقاء" أثبت قدرة المقاومة على صنع معادلة جديدة مع الاحتلال الإسرائيلي خلال ضربها القدس وتل الربيع، مبيّناً أن هذ المعركة حولت مدن الداخل المحتل إلى أشباح، بعد إطلاق صافرات الإنذار واختباء ثلثي الصهاينة في الملاجئ.
من جانبه، أوضح عضو المكتب السياسي للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين طلال أبو ظريفة، خلال اتصال هاتفي مع وكالة "خبر"، أن ما أنجزته المقاومة الفلسطينية في حرب 2012 في إطار مواجهة الردع الصهيونية شكل علامة فارقة في تاريخ الصراع بين المقاومة والاحتلال وجعلته يتوقف عن أي محاولات في إطار شن عدوان قادم على القطاع.
وأشار قاسم، إلى أن ذكرى حجارة السجيل تؤكد على التفاف الحاضنة الشعبية للمقاومة وتمسكها به، رغم التنسيق الأمني المتبع من قبل السلطة مع الاحتلال، مؤكداً على أن حركته ما زالت تواصل مشوارها في المقاومة والتحرير ضد الاحتلال وتكثيف الجهود نحو تحرير فلسطين وإقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشريف.
وأضاف حميد، أن المقاومة الفلسطينية استطاعت في حربها مع الاحتلال خلال العام 2012، أن توصل رسالة للعدو بأنها لن تصمت عن جرائمها تجاه أبناء شعبها، وأن جرائم الاحتلال في غزة يقابلها رد أقوى وفي نفس الوقت.
وقال المدلل، إن المبرر الوحيد لوجود المقاومة هو تحرير فلسطين، وذلك وفق برنامج وحدوي وطني واستراتيجية فلسطينية لمواجهة الإجرام الإسرائيلي ضد المقدسات، داعياً إلى اعتبار مبادرة الجهاد الاسلامي الأرضية الأساسية التي يمكن من خلالها إعادة المشروع الوطني التحرري الفلسطيني إلى الصدارة.
وأشاد أبو ظريفة بالمقاومة الفلسطينية كونها أحد روافع الكفاح، إضافة إلى أن ما حققته من إنجازات كبيرة على صعيد المواجهة مع إسرائيل، مطالباً بتشكيل غرفة عمليات مشتركة وجبهة مقاومة يشارك فيها كافة قوى المقاومة، لمواجهة الغطرسة الصهيونية خلال أي مواجهة قادمة.
ولفت قاسم إلى أن ذكرى "حجارة السجيل" سجلت أروع ملامح الوحدة الوطنية والدعم الخارجي من الأمة العربية والإسلامية، مؤكداً على أن المقاومة ستبقى الحامية لخيار تحرير فلسطين، وتحقيق الهدف الأسمى بتحرير الأسرى والمسرى.
ودعا المدلل المقاومة الفلسطينية إلى أن تبقى قابضة على الزناد وأن تكون على أتم الجاهزية، للرد على أي عدوان إسرائيلي، مشدداً على أن المعركة القادمة مع الاحتلال أشد من المعارك السابقة في ظل حالة الإرباك التي يعيشها الاحتلال والهاجس الأمني الذي يحياه.
وأشاد قاسم بأهالي الشهداء الذين رسموا بدماء أبنائهم خارطة فلسطين، مضيفاً: "شعبنا الفلسطيني تاج على رؤوسنا، وحاضن للمقاومة، ورافعة لهذه الأمة".
وأكد حميد على أن هذا الشعب العظيم على أتم الاستعداد لتقديم المزيد من الشهداء، في ظل استمرار الاحتلال الإسرائيلي على أرضه، مشيراً إلى أن الشعب الفلسطيني يعتبر بأن صراعه مع الاحتلال وجودي وعقائدي.
ووجه المدلل التحية إلى الشهداء الذين ضحوا ودفعوا كل ما يملكوا من أجل كرامة الأمة الإنسانية وتحرير فلسطين، مؤكداً على أن دمائهم لن تذهب هدراً، وأن هذه الدماء ستنير الطريق نحو الانتصارات التي تحققها المقاومة.
وحيا أبو ظريفة أهالي الشهداء والأسرى والجرحى الذين شكلوا من أجسادهم جسوراً حامية للمقاومة، مؤكداً على أن الشعب الفلسطيني لم يرفع الراية البيضاء، على الرغم من الآلام والجراح التي ألمت به.