أميركا الجديدة.. هل تغيّر التزامها بـ "حل الدولتين"؟

imgid220588
حجم الخط

فتح الاسرائيليون، ولا سيما اليمين، زجاجات الشمبانيا، الاربعاء الماضي. أخيرا رئيس محافظ. حسناً، هو ليس بالضبط محافظاً، بل كان مقرباً من الحزب الديمقراطي، ولكنه الان رئيس عن الحزب المحافظ، الجمهوري.
اولئك الذين يرتبطون بـ «الليكود» بخيوط أرواحهم، اولئك الذين ازالوا من برنامج حزبهم (الذي اقر في مؤتمر الحزب في تموز) حل الدولتين. لقد علم نشطاء الحزب بأن الحل غير ذي صلة بالزمن الجديد.
صحيح أن ترامب سارع ليعدل في المقابلة الأولى مع «وول ستريت جورنال» إذ قال ان تطلعه الاكبر هو لعقد صفقة عظمى للانسانية – بين إسرائيل والفلسطينيين – ولكن رأسه مفتوح. حتى 20 كانون الثاني يوجد وقت للوصول اليه وللضغط في الاتجاه السليم (لا حل للدولتين، فهذا لا يوجد). حسنا وبالتالي: شمبانيا، ففي واشنطن يغيرون الالتزام.
قبل الانتخابات قيل مرات لا تحصى، على لساني أيضا، إنهم في الولايات المتحدة يميلون الى تغيير جهة الالتزام كل ثماني سنوات. وبالذات في هذه الانتخابات أخطأت أنا ايضا بأن هذه المرة سيكون الامر شاذاً، وسيتمسك الأميركيون بالحزب الديمقراطي. فقط بسبب المرشح الاشكالي.
ولكن لا، القاعدة بقيت سارية المفعول. الأميركيون يحبون التغيير. وبالنسبة للاسرائيليين ايضا فان ترامب قد يكون تجديداً للرسائل، تغييراً لجهة الالتزام، اعترافاً جديداً بان حل الدولتين غير قائم. الضم الان؟ ربما.
ما لا ينتبهون له في اليمين الاسرائيلي هو أن الامر سيحصل (إذا كان سيحصل) من خلال تغيير الادارة. كل ثماني سنوات يجددون ويهزون التفكير، الفكر، الفرضيات الأساس.
ينتقل الجمهور من حزب الى آخر، ومع الرئيس المنتخب الجديد تتغير القيادة. الوزراء، المديرون العامون للوزراء، الدبلوماسيون الكبار، التعيينات السياسية. ميري جو، رئيسة لجنة الاوراق المالية والبورصة نشرت، أول من أمس، بيان استقالة. لا يوجد ما يجعلها تنتظر ترامب. فهي في الطريق الى الخارج. هذه هي العادة. آخرون، سواء كانوا فاسدين أم أنقياء، يذهبون الى بيوتهم. تنظيف وتكنيس أروقة القوة في السياسة.
كل من خاف من ترامب ومن خطوات بالنسبة للاقليات، النساء، والمعاقين يعرف بان الرجل سيكون في القيادة في أقصى الاحوال لثماني سنوات. ربما أربع، ربما أكثر (معظم الرؤساء واصلوا ولاية ثانية). هذه كل القصة. في الديمقراطية يغيرون. اما الانغراس القوي جدا في كرسي الحكم فضار، سواء للزعيم ام للشعب. ثماني سنوات هي زمن كثير لقيادة سياقات كبرى. ما لا يتحقق في هذه الفترة الزمنية، لن يتحقق ابدا.