أكد مصدر سعودي مطلع أن اللقاء الذي جمع العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز وأمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني في الرياض اتسم بروح المصارحة وبحث أوجه التزام قطر باتفاق المصالحة الخليجي والتنسيق المشترك في التعامل مع مصر.
وقال المصدر إن جلسة المباحثات الرسمية في الرياض بين الملك سلمان والشيخ تميم ركزت على تنسيق المواقف لتأكيد الالتزام بالتعهدات السابقة والتي أبرمت قبل رحيل الملك عبدالله بن عبدالعزيز.
وأكد أن الملك سلمان أكد في لقائه بأمير قطر أن سياسات المملكة لا ترتبط بالأشخاص، وأنه مستمر في تبني ما تضمنه اتفاق الرياض التكميلي حول المصالحة الخليجية ودعم مصر للخروج من المرحلة الانتقالية.
وكشف المصدر عن أن خطاب الملك سلمان الموجّه إلى ضيفه القطري كان صريحا وحاسما حول ضرورة التزام الجميع ببنود المصالحة الخليجية ووقف الحملات التي بادرت إليها بعض وسائل الإعلام القطرية ضد مصر، لافتا إلى أن تحديات إقليمية بالغة الأهمية تحيط بدول مجلس التعاون التي تحتاج إلى تنسيق أكبر وأمتن لمواقفها تجاه ما يجري في اليمن والعراق وسوريا وليبيا.
وجاءت زيارة الشيخ تميم إلى الرياض بعد قمتين متتاليتين، الأولى سعودية كويتية الأحد وجمعت الملك سلمان بالأمير صباح الأحمد الجابر الصباح، أمير دولة الكويت، والثانية إماراتية سعودية الإثنين وجمعت بين العاهل السعودي والشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبو ظبي.
وأشار متابعون للشأن الخليجي إلى أن القيادة السياسية الجديدة في السعودية تعمل على استضافة المسؤولين في دول مجلس التعاون الخليجي للتشاور والتنسيق، وتأكيد الملك سلمان استمراره بدعم ما بدأه الملك الراحل عبدالله بن عبدالعزيز من خطوات لترسيخ المصالحة الخليجية كما جاء في اتفاقي الرياض الأول والثاني، وخاصة ما تعلق بوقوف دول المجلس مع مصر.
وكانت دول مجلس التعاون الخليجيّ أعلنت في ختام اجتماع استثنائيّ عقد بالسعوديّة في 16 نوفمبر 2014، انتهاء الخلاف الخليجي مع قطر وعودة السفراء إلى الدوحة، وفقا لشروط محددة بينها دعم مصر.
وتأتي زيارة أمير قطر إلى الرياض بعد أيام من زيارة الأمير محمد بن نايف ولي ولي العهد السعودي إلى الدوحة التي تركزت حول ما تبدى للقيادة السعودية من تراجع قطري عن الالتزام بأهم بنود المصالحة الخليجية.