بسيسو يشيد بمسيرة المسرح الشعب وعرض "رحلات أبو الخيزران"

بسيسو يشيد بمسيرة المسرح الشعب وعرض "رحلات أبو الخيزران"
حجم الخط

 قدم فنانو المسرح الشعبي، بمشاركة رئيسية وفاعلة للفنانين حسين نخلة وريم اللو، مسرحيتهم الجديدة "رحلات أبو الخيزران"، عن نص وإخراج الفنان فتحي عبد الرحمن، ومن إنتاج المسرح ودعم الصندوق الثقافي الفلسطيني وصندوق آفاق، على مسرح قصر رام الله الثقافي.

وتناولت المسرحية حكايات أهل مخيم اليرموك، من خلال أسرة فلسطينية لاجئة، تعيش ما بين صراعات النظام والمعارضة بما فيها التكفيرية، وصولاً إلى القارب الذي يأملون أن يقودهم إلى حياة أخرى في أوروبا برفقة لاجئين سوريين، ويدبر رحلاتها "أبو الخيزران"، في إحالة إلى الشخصية التي تحمل الاسم ذاته في رواية "رجال في الشمس" للمبدع الشهيد غسان كنفاني.

 

وكان حفل افتتاح المسرحية في عرضها الأول، انطلق بكلمة لوزير الثقافة د. إيهاب بسيسو، أشاد فيها بالدور الريادي الذي يقدمه الفنان فتحي عبد الرحمن في مسيرة المسرح الفلسطيني، وبالإرادة التي يتمتع بها وطاقم المسرح الشعبي لاستمرار في تقديم أعمال مسرحية جديدة.

 

 

ولفت بسيسو إلى أن مسيرة المسرح الشعبي تستحق كل الدعم، رغم كل التحديات وشح الإمكانيات.

 

 

وقال: هذه الرسالة التي يحملها فتحي عبد الرحمن، وزملائه وزميلاته في المسرح، هي بمثابة رسالة الوطن ورسالة الثقافة التي تواجه مختلف التحديات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية من أجل أن تضل فلسطين منارة فنية ومسرحية، ومنارة للعمل.

 

 

وأضاف بسيسو رئيس مجلس إدارة الصندوق الثقافي الفلسطيني: في هذه المسرحية نستحضر روح الشهيد الكاتب والروائي الكبير غسان كنفاني، والذي كان مصدر إلهام لفتحي عبد الرحمن في هذا العمل، حيث يطل أبو الخيزران في كل حرب مجدداً ليتاجر في البشر وعذاباتهم، منذ النكبة الفلسطينية وما وثقه كنفاني، مروراً بما حدث في الحروب على غزة في الأعوام 2008 و2012 و2014، وبالتأكيد في مخيمات اللاجئين الفلسطينيين في سورية، وخاصة اليرموك، وفي لبنان، وليس فقط كلاجئين فلسطينيين، بل كلاجئين عرب يحملهم قارب الموت إلى المنافي البعيدة، فمنهم من لا ينجو، ومنهم من يحيا حياة أخرى في المنفى.

 

 

وختم: قصة أبو الخيزران تتجدد لتعكس فصولاً من الألم والمعاناة في كل حرب، وفي كل مأساة، مقدماً "تلويحة" محبة وتقدير لفتحي عبد الرحمن، و"تلويحة" وفاء لروح الشهيد غسان كنفاني، ورسالة تقدير لطاقم العمل من ممثلين وممثلات، وفنيين، وغيرهم.

 

 

وشدّد بسيسو على أن وزارة الثقافة، والصندوق الثقافي الفلسطيني، يفخران بتقديم مثل هذه الأعمال التي تعكس فلسطين في حالة من حالاتها المتنوعة والغنية.

 

 

وقال المخرج فتحي عبد الرحمن في مطوية المسرحية:" هذه الحرب تأكل أرواحنا .. تمزقنا، تغتال أحلامنا، وتحيلنا إلى بقايا بلا ملامح .. هذه الحرب يصنعها الطامعون في الهيمنة ويدفع ثمنها الضعفاء الذين يهربون من موت إلى موت، ومن عذاب إلى عذاب، ليدخلوا في تيه جديد، وفي هجرة ورحيل لا ينتهي".

 

 

وأضاف: دائماً هناك أبو الخيزران، هذا المهرّب الذي يتاجر بأرواح المنكوبين من البشر، من "أبو الخيزان" في "رجال في الشمس"، إلى مئات "أبو الخيزران"، تجار الموت في البحر الأبيض المتوسط.

 

 

وأشار عبد الرحمن إلى أن العمل عن "مخيم اليرموك، الذي هجر سكانه للمرة الثانية، ليعيشوا نكبة جديدة، وعن مئات آلاف المواطنين السوريين والعرب الهاربين من الحروب المصنوعة إلى مغامرة الهجرة في بحر لا يرحم الضعفاء.

 

 

ولفت إلى أنه تمت كتابة نص "رحلات أبو الخيزران" بالاستفادة من شهادات المهاجرين في البحر المتوسط، ومن نص "الشجرة المقدسة" لفرناندو أرابال.

 

 

وقدم الفنانون محمد فضل، ومحمد مشارقة، وعبيدة صلاح، وعدي الجعبة، ومنذر بنورة، ولارا نصار، إضافة إلى حسين نخلة وريم اللو في دوري أبو قيس وأم قيس بانوراما مسرحية تناولت ماضي وحاضر والمستقبل المجهول للاجئين في مخيم اليرموك، ولم تغفل توجيه النقد لكل الأطراف سواء النظام السوري أو المعارضة لا سيما التكفيرية منها، وتجار الحرب من الجانبين وغيرهم، والمقصرين من جميع الجهات بحقهم، بالفصحى المطعمة بالعامية.