يتطلع الكثير من الأهالي إلى أن يحفظ أبناؤهم القرآن الكريم، هذا الحلم بات يعيش بين جنباتهم، ولكن في غزة أصبح هذا الحلم واقعًا معيشًا نراه أمامنا، ليس بفرد من العائلة بل الأسرة كاملة.
عائلة الهمص التي تسكن شرقي محافظة رفح جنوبي قطاع غزة، واحدة من العائلات التي استطاع 16 فرداً منها حفظ كتاب الله، فكانت مائدة القرآن المجيد مائدتهم المفضلة.
الشاب عمر الهمص ينسب حفظه للقرآن الكريم منذ صغره إلى والديه، حيث تلقى التشجيع وشحن الهمة منهما، ومن ثم إلى الشيوخ الذين ساندوه وتابعوا تحفيظه.
ويضيف لمراسل "وكالة خبر"، "من الأسباب التي جعلتني أجتهد لحفظ القرآن الكريم, هي كثرة الدعاء في السجود، إضافة إلى المنافسة التي كانت بيني وبين أصدقائي، فمنهم من كان يحفظ أجزاءً أكثر من القرآن، ومنهم ما كان أصغر مني سناً، ما دفعني لأتمّ حفظ القرآن الكريم كاملاً بفضل الله تعالى".
ودعا الهمص الأهالي والآباء إلى دفع أبنائهم إلى حلقات تحفيظ القرآن الكريم في المساجد والمراكز الدعوية، حيث أنها تتوفر بشكل كبير في قطاع غزة، لينالوا الأجر والثواب وينعموا بالصحبة الصالحة.
جهد ومثابرة
الدكتور وائل الهمص الابن الأكبر للعائلة وهو أول فرد منها حفظ القرآن الكريم، منذ أن كان في الصف الخامس الابتدائي، يوضح لـ مراسل "وكالة خبر"، "كنا نعيش في المملكة العربية السعودية وهناك يوجد داخل المدارس اهتماماً كبيراً في حفظ القرآن الكريم، وفي البيت كنا نذهب إلى حلقات المساجد بشكل يومي، فكان هناك تشجيع كبير جدًّا من قبل العائلة ومدرسينا وشيوخنا إلى أن أتممت حفظ كتاب الله كاملاً".
تقول والدة حفظة كتاب الله تعالى فاطمة الهمص، "ندرت ندراً لوجه الله تعالى عندما أُرزق بالمولود الأول أن أحفظه القرآن الكريم، إلى أن رزقني الله بابني الأكبر وائل وبدأت معه رحلة التحفيظ بداية بجزء عمَّ إلى أن أتم حفظه كاملاً".
ونصحت الوالدة كافة العائلات بتشجيع أبنائهم على حفظ القرآن، وأن يتم تربيتهم تربية صحيحة إسلامية من خلال غرس حب حفظ القرآن في نفوسهم.