وثمانيةٌ أخْرى فوْق ستِّين عامًا
وقامُوسُنا الشِّعريُّ غريب الوطنْ
مجْهول الثَّمنْ
وثمانيةٌ أخْرى وطُغاة الأرض كغيم المحنْ
يسجنون وطنْ
ذكْرى أخْرى تأتي تُثْقل السِّتين بذِكْرى صار الحرمان هُويَّةْ
نتَعاطى أكْياس التَّموين بدعْم الأُمَمْ
فتُخَدِّرُنا
نتَّكِئُ على مجْلِس الرِّيح لدى الأُمَمْ
نترَّقَّبُ غيْمًا عقيمًا يُمْطِرُنا
يجْتمع الليل بأحجارٍ مع كفِّ الظَّلامْ
يُمْطرُنا بوعودٍ من كلامْ
يزرعون الوحل لنا بالأحلامْ
ونعود وتبْقى الذِّكريات محطُّ الغرباءِ
سئمْنا المنْفى وبرْدَ الحدودْ
وسئمْنا كُروت الوعودْ
وتعبْنا الغرْبةَ في شعْرِنا
لكنْ رغْم ذلك لا تفْتحوا أسْواقَ الشِّعاراتِ بِجُرْحِنا
واسْحبوا النَّصْرَ من كلِماتِ الأناشيدْ
وهل تجدي كلمات النَّشيدْ ؟
إنْ لم يصْنعْ حرْفَها ثائرٌ خالَفَ درْبًا للعبيدْ
فالقُبورُ وإنْ كُلِّمت لا تُجيبْ
ما نفْع الغمد بلا سيْفٍ يسكُنُهْ ؟
ما نفْع الخريف بلا مطرٍ يَعْقُبُهْ ؟!
ما نفْعُ الأوْزان غَريبَةَ الأوْطانْ؟!
ما نفْعُكِ يا أوْزان الخليلْ
إنْ خطَّكِ حبرٌ ذليلْ
الأوْطانُ من فضَّةٍ تُشْتَرى
والصَّمْتُ بديلُ الوغَى
ما نفْعُكِ يا أوْزان الخليلْ؟
وقَصائِدُ شوْقي لا تكْتحِلُ بكحل الجليلْ