أعلن الرئيس الكوبي راوول كاسترو، مساء أمس الجمعة، عن وفاة شقيقه الرئيس الأسبق فيديل كاسترو، عن عمر يناهز الـ90 عاماً، في العاصمة الكوبية هافانا.
وقال راوول كاسترو عبر التلفزيون الوطني، "توفي القائد الأعلى للثورة الكوبية في الساعة 22.29 هذا المساء".
كانت كوبا الدولة الأمريكية اللاتينية الوحيدة التي صوتت ضد قرار تقسيم فلسطين الصادر عام 1947. وقد أوضح مندوبها في الأمم المتحدة في ذلك الوقت أنه "يقف موقف المعارضة من مشروع التقسيم رغم الضغط الذي وقع على حكومته".
الموقف الكوبي المتميز لم يكن يعبر عن سياسة مستقرة للحكومة الكوبية تجاه القضية الفلسطينية. فسرعان ما عادت كوبا بفعل الضغوط الأمريكية إلى حظيرة الدول الأمريكية اللاتينية الموالية للخط الأمريكي تجاه هذه القضية، واستمرت الحال هكذا حتى سقطت حكومة باتيستا وجاءت الحكومة الثورية بزعامة فيدل كاسترو عام 1959.
وتبلور الموقف الكوبي المناصر للقضية الفلسطينية تدريجياً بعدما انضمت كوبا إلى حركة عدم الانحياز التي حددت موقفها من القضية إيجابياً منذ البداية. وقد تفردت كوبا من بين دول أمريكا اللاتينية بشجب العدوان الإسرائيلي صبيحة الخامس من حزيران 1967 وطالبت بانسحاب (إسرائيل) الشامل والناجز من الأراضي المحتلة.
بتاريخ 26/7/1970 دعيت منظمة التحرير الفلسطينية لأول مرة لحضور احتفالات أعياد الثورة الكوبية. وبعد أن تحققت وحدة فصائل المقاومة عام 1972 أدرك القادة الكوبيون أن نضال الشعب الفلسطيني نضال مشروع لتحرير واستعادة الأرض والحق المغتصبين وأنه جزء من كفاح الأمة العربية ضد الامبريالية العالمية.
وفي عام 1972 ذاته صادرت السلطات الكوبية المركز الثقافي الإسرائيلي في هافانا وكانت تبث منه الدعاية الصهيونية المضللة. وظلت البعثة الإسرائيلية الدبلوماسية بعد ذلك التاريخ موكلة إلى دبلوماسي برتبة سكرتير أول إلى أن أعلن فيدل كاسترو بتاريخ 9/9/1973 في مؤتمر القمة الرابع لدول عدم الانحياز المنعقد في الجزائر قطع العلاقات الدبلوماسية مع (إسرائيل). وبهذا كانت كوبا أول دولة في القارة الأمريكية تقطع علاقاتها الدبلوماسية بالكيان الصهيوني.
توالت مظاهر التأييد والدعم الكوبي للقضية الفلسطينية. وتجلى ذلك بزيارة وفد منظمة التحرير الفلسطينية برئاسة القائد الراحل ياسر عرفات لكوبا من 14-17/11/1974، وبإقامة مكتب دائم لمنظمة التحرير في هافانا، وبالبيانات المشتركة المتتالية التي كانت كوبا طرفا فيها، وبتصريحات القادة الكوبيين وخطبهم، وبموافق كوبا المؤيدة في منظمة الأمم المتحدة أو خارجها للحقوق الثابتة للشعب الفلسطيني ومنها حقه في تقرير المصير والعودة وإقامة دولته المستقلة في فلسطين، وبإدانات كوبا المتكررة للصهيونية العنصرية وتنديداتها بالممارسات الإسرائيلية في الأراضي العربية المحتلة، وبمساندتها لكفاح منظمة التحرير الفلسطينية باعتبارها الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني. وقد ظهر كل ذلك بوضوح في المؤتمر الأول للحزب الشيوعي الكوبي المنعقد في هافانا (17-22/12/1975).