من الواضح أن عدداً من المشاريع التنموية قد بدأت عجلة إطلاقها تسير بسرعة جيدة، وقد يمر الناس مر الكرام عن هذه المشاريع بصورة أخرى لأنهم يشعرون انها مجرد إعلانات دون حقيقة أنها ستترك آثاراً على المجتمع الفلسطيني، الخميس الماضي كان إطلاق العمل في محطة جنين لتوليد الطاقة، وقبل شهر ويزيد من اليوم اطلق العمل في إنشاء اول مصنع للإسمنت في فلسطين، واللاعب الرئيسي هنا صندوق الاستثمار الفلسطيني بالشراكة مع مجموعة من شركات القطاع الخاص القابضة، وفي مصنع الإسمنت ستطرح الأسهم للاكتتاب وكذلك الحال في محطة الطاقة في مرحلة ما حسب وعد شركة توليد الطاقة الفلسطينية، وبعد أيام سنحتفي بإطلاق شركة المشروبات الوطنية في غزة وهذا بعد تنموي آخر.
ومن باب الاهتمام فانا استغل الفرصة لتبادل أطراف الحديث مع جهات الاختصاص، فبشرني مسؤولو سلطة الطاقة الفلسطينية والموارد الطبيعية أن اربع محطات لرفع القدرات للطاقة ستنطلق في الجلمة وصرة وترقوميا والقدس، وهذا يوفر حالة من الاستقرار النسبي، الى جانب محطة توليد اخرى في جنوب الضفة الغربية، إضافة الى العشرات من مشاريع توليد الطاقة عبر الطاقة المتجددة، وهذا استثمار مهم ايضا بغض النظر عن تركيبة هذا الاستثمار ومساعي الهيمنة عليه خطابيا، الا ان التجربة على الارض تؤشر الى خطوات مهمة.
صحيح ان نقاشا كان دائرا حول ملاحظات على قطاع الطاقة في فلسطين من حيث رفع القدرات وتذبذب التيار وتفاوت أداء شركات التوزيع والالتزام بالتعرفة، وفي مكان اخر عدم الالتزام بتعرفة خدمات الربط والتوصيل وقيام نقابة الكهربائيين بتحصيل رسوم على كل معاملة من قبل فنيي الكهرباء لصالح النقابة، ما يؤثر على التكاليف على المستهلك ارتفاعا، الا أن استمرار النقاش الصحي والحيوي أوصل الأمور لمرحلة اللغة المشتركة وأخذ ملاحظات المستفيدين بعين الاعتبار، وادى النقاش الى وضع كل منا مكان الآخر، وبات هناك جهد مشترك في البحث في موضوع رفع القدرات وتذبذب التيار، وموضوع الكهرباء في قطاع غزة ايضا والتركيز عليه.
وهناك قضايا يجب ان تتم بخصوص تقوية بنية مجلس تنظيم قطاع الطاقة وتعديل قانونه بخصوص حقه بتحصيل رسوم رخص شركات التوزيع ما يقود الى الاستقلالية المالية والإدارية.
ويجب ان تحث الخطى شركة النقل الوطنية لتثبت وجودها وأهميتها بدلا من تكرار ذكرها من باب أهمية وجودها، في الوقت الذي يجب أن نرى أهمية وجودها واقعا، وهذا ليس تقليلا من شأنها بل حث لها ان تنطلق.
قطاع الطاقة مهم وحيوي ويجب ان يشهد نقلة نوعية بعد طول انتظار في الضفة الغربية وقطاع غزة باتجاه الاستقلالية وباتجاه رفع قدرات شركات التوزيع وباتجاه حماية حقوق المشتركين، حتى يشعروا بالفرق جراء محطات التوليد وجراء محطات رفع القدرات وباتجاه الأثر على خفض الأسعار للمشترك.
من وجهة نظري المتواضعة، فإن غياب أعضاء اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية وأعضاء اللجنة المركزية لحركة فتح عن إطلاق محطة جنين لتوليد الطاقة لم يكن متوقعاً ولم يكن محبباً.
كم بلغ رصيد الاستثمار الدولي في فلسطين نهاية الربع الثاني ؟
26 سبتمبر 2023