هذا الوطَنُ يُحِبني كما أُحِبُّهُ
هذا الوطَن حدودُه الكون..
يُمسِكُ بالأنين مُتَآلِفاً معه،
وبِقَطَرات الندى عُنوةً،
هذا الوطَن قَلبُه أَسيرْ، قَلبُه كبير..
قلبُه طائرٌ في هِجرَةٍ مُمْتَدَّة..
هذا الوطنُ يرسُم ابتِسامَتَه في العَراء
يلَتَقِط أنفاسَه تحتَ شجَرَةِ الجُمَّيز،
يبكي حالَ الأمة، حالَ البلد.
هذا الوطن بيتُه في السماء.
هذا الوطن يُحِبُّني كما أنا
هنيئاً لي به،
وهنيئًا له السماء والأرض..
وما بينهما نحنُ..
نَلتَقِط رائحةَ التُراب،
نبحثُ عن روحِ الله.
هذا الوطن لي ولك.. وله
هو قِطعةٌ من سراب..
قِطعَةُ سحابِ تعُجُّ بالريح..
فيا ريح خذيني إليه،
يا ريح خذيني إليه.
الوطنُ قلم.. الوطنُ رصاصة..
الرصاص ينفذ،
والقلَم يموت.
لا.. بل أحياءٌ أحياءْ؛
أحياءٌ يصنعان التاريخْ،
والتاريخْ لا يموت.
هذا الوطن لي ولك وله
هذا الوطن يحبني كما أحبه.
هذا الوطن حدودُه المُحيط.
وحدودي أنا... فرَحَه
حدودي أنا.. امتِشاقُ الأمل من غِمدِه
وذلك الظِلُ العتيق.
فهذا الوطن لنا ولهُ.