بينيت يستغل الحرائق لسرقة أصوات نتنياهو الانتخابية

20162611093811
حجم الخط

 

"من لا يملك البلاد هو فقط القادر على حرقها"، هكذا غرد وزير التربية والتعليم، نفتالي بينيت، على حسابه في "تويتر"، حيث أصبحت موجة الحرائق حدثاً قومياً، قبل أن يكون واضحا مصدرها. 616 تسجيل إعجاب، 80 مشاركة للتغريدة، هي نتيجة مؤقتة قد تزداد.
هناك من قام بمقارنة هذه الأقوال بتغريدة بنيامين نتنياهو التي تم نشرها في أعقاب اعتقال فلسطينيين اثنين مشبوهين باغتصاب فتاة متخلفة عقليا ("هذه جريمة فظيعة، تحتاج الاستنكار من الجدار إلى الجدار، لكن هذا الاستنكار لم يُسمع لسبب ما – لا في وسائل الإعلام ولا في الساحة السياسية جميعها. يمكننا تخيل ما الذي سيحدث لو كان الأمر عكسيا"). وفيما بعد، عندما كشفت الشرطة عن أنه من الصعب إثبات الاغتصاب، اعتذر نتنياهو عن ذلك بشكل جزئي.
على الرغم من الأمر المشترك في الأقوال – التعاطي مع الجريمة من خلال الإشارة الفظة لقومية المشبوهين بالتنفيذ، في حين أنهم مشبوهون فقط – فإن هذه التغريدة تشبه أكثر قولا سابقا لبينيت، أُسمع في ذروة الانتخابات أثناء لقاء في تل أبيب أمام جمهور صوت للمرة الأولى.
قال بينيت هناك: "من حاول التجول في النقب في السنوات الأخيرة يعرف أنه لا يمكنه ترك السيارة قريبا من أحد الجداول لأنها ستُسرق. أيضا في بيتح تكفا والجليل يسرقون التراكتورات من المزارعين. وأيضا في جبل الزيتون وجبل المشارف لا تستطيع الدخول. كل قرية عربية أو مدينة غير مسموح دخولها، وهذا يضر بالعرب أولا، لأن دولة إسرائيل قررت أن سلطة القانون توجد في تل أبيب وحيفا ورعنانا، ولكن ليس في هذه الأماكن".
يجب الانتباه إلى لهجة بينيت. كلمة "عرب" غير مذكورة في التغريدة الجديدة أبدا. ومع ذلك من الواضح للجميع ما الذي يقصده.
يستطيع بينيت التهديد برفع الدعاوى، لكن لا يمكن فهم أقواله بشكل آخر: إنه يعتمد على جزء من الحقيقة. صحيح أن هناك تخوفا جديا من أن مصدر جزء كبير من الحرائق هو الإشعال على خلفية قومية، مثلما تشير معطيات الشرطة إلى تزايد نسبة الجريمة في أوساط العرب مقارنة مع باقي السكان – من اجل دفع أيديولوجيا عنصرية ذات مغزى قومي وجغرافي (لمن هذه البلاد).
عشية ما يبدو أنه حدث صعب بالنسبة لكثير من المواطنين، من المؤسف أن الخطوة الفضلى التي بادر إليها الوزير هي إضافة الأقوال التي تعزز كراهية العرب في إسرائيل، ولكن ما وراء التذكير بأعمال الحرق لـ "شبيبة التلال" و"محاربيها"، التي ادعى قادة المستوطنون وبحق أنه لا يجب اتهام جمهور كامل بسببهما وأنها كانت أعمال فردية – يجب أن نسأل: ما الذي أعاد هذه اللهجة الكلامية الشديدة؟
حتى الفترة الأخيرة كان "البيت اليهودي" الحزب الأكثر رسمية في الائتلاف، باستثناء "كلنا" الذي لا يوجد له نمط معين، وقد شدد بينيت على نشر زياراته في المدارس العربية وأبرز تأييده للأقليات بصفته وزيرا للتعليم. والاستثمارات التي يقوم بها هناك. وبعد ذلك بدأ جنون عمونة، ومنذ ذلك الحين فإن "البيت اليهودي" ورئيسه يميلون أكثر فأكثر إلى المشاعر الحريدية الغاضبة، قريبا من العنصر اليهودي السامي الذي لديه زبائن علمانيون.
الآن في حين أن نتنياهو غارق تحت الغواصات، وقلق من الحرائق، فإن بينيت يجد الفرصة لأخذ بعض المصوتين منه. هذا هو هدف أقوال من هذا النوع، أفضل من الحديث عن حق الآباء في عمونة وشفوت رحيل.

عن "هآرتس"