اعتبر القيادى فى حركة فتح سمير المشهرواى، أن ما يجرى الإعداد له فى مدينة رام الله، ليس مؤتمراً للحركة، واصفاً المؤتمر السابع بـ"زفة" محدودة ينظمها الرئيس الفلسطينى محمود عباس أبو مازن.
وأكد المشهرواي خلال حوار له اليوم الإثنين، على أن الشعب الفلسطينى يحتاج إلى الوحدة فى منظمة التحرير الفلسطينية والعمل الوطنى الفلسطينى، مضيفاً أن الشعب يحتاج إلى قيادة موثوقة وشرعية ومنتخبة.
وأشار إلى أن فرصة ضيقة أمام الرئيس عباس لتصحيح الوضع الراهن واستعادة شىء من كرامة تترك له مكاناً مقبولاً فى التاريخ الفلسطينى.
وتابع المشهرواي، أن مثل هكذا "مؤتمر" يستطيع أن يلتفت إلى العرب ويقول ليس هناك مشكلات فى فتح، وأن فتح بلا محمد دحلان وبلا أى معارض أو صوت مختلف، مضيفاً أن الرئيس يعتبر بأن العرب ليس لهم عيون وآذان وأجهزة دبلوماسية.
وشدد على أن المؤتمر العام السابع هو استحقاق نظامى طال انتظاره من قبل جموع الحركة شيباً وشباباً ونساء، قادةً وكوادر، لكن هذا "المؤتمر" فهو موضع معارضة الأغلبية الساحقة من قادة وكوادر وقواعد الحركة، لافتاً إلى أنه لن ينتج إلا مزيداً من الضعف والهوان لمن دبروا انعقاده على هذا النحو المشين.
وحول رد كوادر وقيادات الحركة على انعقاد المؤتمر، قال "أنا لا أحب التسرع وإطلاق الوعود المضخمة وأميل دوماً إلى التريث والتشاور المكثف، ونحن سنواصل جهدنا وعملنا ونتعامل مع التطورات بالتروى والحكمة والرؤية، ولن نسبق الأحداث"، مضيفاً أن المشاورات الداخلية لم تتوقف للحظة واحدة.
وأردف المشهرواي، أن "الرئيس أراد أن يقول كل من لم يحضر حفلة المقاطعة فى رام الله يوم ٢٩ نوفمبر أصبح خارج فتح، وأن هذه سفينة عباس ومن يركبها ينجو"، متابعاً: "نحن نقول له بالكثير من الشفقة، أن قاربه الصغير بالكاد يتسع له ولعائلته، ولن ينجيهم من الغرق، أما نحن فلدينا الكثير لنفعله، وأفقنا لا يتعب إذا استمر الشروق، ولكن ليس بالضرورة كل ما يعمل يقال".
وكشف عن تشكيل لجنة تحضيرية موسعة قوامها 31 قيادياً فتحاوياً يمثلون كل الساحات والقطاعات الفتحاوية، لافتاً إلى أن هناك أوراق عمل معدة للعرض على هذه اللجنة وكل ذلك تحضيراً لمؤتمر موسع يعقد قريباً.
كما كشف المشهراوي عن وجود تحركات لإنقاذ فتح وإعادتها إلى هيبتها ومكانتها المميزة فى تاريخ وحاضر ومستقبل الشعب الفلسطينى، إضافة إلى تنفيذ مجموعة فعاليات مميزة تزامنا مع "زفة" أبو مازن فى المقاطعة.
وبيّن المشهرواي أنه المؤتمر السابع استثنى أعضاء مجلس ثورى، فقط لأن أبو مازن أراد ذلك، ناهيك عن المئات من قيادات الكفاح المسلح ومناضلين لهم بصمات مشرفة ميادين التحدى وساحات القتال والعمليات الفدائية التى زينت تاريخ فتح المشرف، وهم موجودون فى الساحة الأردنية ولبنان وأوروبا والضفة وغزة تشرُف بهم الأرض أينما حلّوا.
وأكد على أن الشعب الفلسطيني يصبو إلى الوحدة، في فتح الوحدة ومنظمة التحرير الفلسطينية والعمل الوطنى الفلسطينى، مضيفاً أن الشعب يحتاج إلى قيادة موثوقة وشرعية ومنتخبة، لا كما يحدث الآن من قرصنة كل مراكز القرار دون شرعية أو وجه حق.
ورداً على تصريحات الرجوب بأن المؤتمر سيجرف كل من له علاقة بدحلان، قال إن جبريل الرجوب يعانى من عقدة دحلان، ويشعر بحضور دحلان أنه صغير، لذلك فإن لديه رعب حقيقى من عودة دحلان، كيف لا والأخ محمد دحلان نجح وبأعلى الأصوات فى المجلس التشريعى، عن دائرة خانيونس، فيما سقط جِبْرِيل وهُزم فى دائرته فى الخليل.
وقال المشهرواي، إن الرجوب أول من لطّخ سمعة الأمن الفلسطينى حين كان مديراً للأمن الوقائى، وتم اتهامه بتسليم مناضلين لإسرائيل وقتل مجاهدين، وبتحصيل خاوات من تجار ورجال أعمال، مستذكراً قيام الراحل أبو عمار بضربه بالحذاء أمام الناس وطرده من موقعه، وفي حينها أخرج جبريل ضباط وعناصر الوقائى ليتظاهروا فى الشارع ضد قرار ياسر عرفات.
واستكمل، "هم يخافون من تماسكنا ووفائنا لبعضنا البعض ومن وفائنا لفتح وفلسطين، نحن أخوة درب ورفاق سلاح ولدينا أخلاق، وقد جربونا فى مواجهات عديدة وحاول أبو مازن ومجموعته اختراق القواعد الأخلاقية والنضالية الجامعة والناظمة لمواقفنا فلم ينجح ولن ينجحوا، نحن لم نتكاتف مع محمد دحلان لأنه ظالم بل لأنه تعرض للكثير من الظلم مرارا وعلى رؤوس الأشهاد، والذى جعل موقفنا أكثر صلابة لأن الأمر تعدى أى خلاف شخصى، وأصبح سلوك أبو مازن يسىء لفتح وتاريخها ويهدد مستقبلها بل وقضيتنا الوطنية برمتها عبر سلوك وبرنامج تدميرى ممنهج ومدروس".
وبالإشارة إلى الأنباء المتداولة عن إعلان قاتل عرفات وصلاح خلف فى مؤتمر فتح السابع، تساءل المشهرواي: "لماذا تأخير الإعلان إلى "زفة" رام الله إن كان أبو مازن صادقاً ؟"، مضيفاً "لا أحب أن أدخل فى نهج الإثارة والتشويق لأن اغتيال أبو عمار أو أبو إياد ليست مواد إثارة وتشويق، بل هى جرائم جدية وكبرى ومن حق الشعب الفلسطينى معرفة تفاصيلها الدقيقة لحظة الحصول على الحقيقة، وكل محاولات وإيحاءات أبو مازن "فاشوش" ومردود عليه".
وأعرب عن خشيته في أن يكون هذا الضجيج والإثارة، بهدف تبرئة إسرائيل وإشغال الناس فى الصغائر، وحرف الأمور عن حقيقتها، مؤكداً على أن إسرائيل هى القاتل الحقيقى، لكن التنفيذ يحتاج إلى أدوات صغيرة وحقيرة لتضع السم.
وعن ملف السياسة المصرية الجديدة تجاه غزة، قال "مصر ونحن الفلسطينيون شركاء مصير، فلسطين لن تحرر إلا بمصر قوية ومتعافية وشديدة الحضور، وعلينا أن نتذكر ونتمسك بالقواعد الاستراتيجية الصارمة التى أسسها زعيمنا الراحل أبو عمار فى العلاقة مع مصر، وعليكم أنتم فى مصر أن تتذكروا بأن الشعب الفلسطينى لم يحكم حكماً عادلاً ورشيداً إلا من زعيم لم يكن يجيد الكلام إلا باللهجة المصرية الصرفة في إشارة إلى الرئيس الراحل ياسر عرفات".
وتابع المشهرواي، أن أبو مازن أصبح عبئاً على المشهد الفلسطينى، مؤكداً على أنه لا يتمنى له سوى كل الخير والصحة الدائمة، لكن آن له أن يترجل ويترك هذه المهرة الفلسطينية الأصيلة لتعود إلى القفز والصهيل، وأبو مازن نفسه وعد بأنه لن يترشح مجدداً لأى موقع، ولكن مؤشرات "زفة" رام الله توحى بغير ذلك.
وأضاف، أن الرئيس عباس قال يوماً (إذا قال لي اثنان: ارحل، سأكون ثالثهما، وسأرحل فوراً ولن أبقى دقيقة)، هذا كان كلام، وأظنه سمع آلاف الحناجر تطالبه بالرحيل، ولكنه لم يفعل، ربما فوائد وأرباح الحكم وامتيازاته منعته، ناهيك عن الخوف من العواقب، وأنا أعتقد فى حال رحيل أبو مازن بإرادته أو بصورة قهرية أو مفاجئة، فسنعود إلى الطريق الديمقراطى السليم الذى تعودنا عليه.
وختم المشهرواي حديثه بالقول: "لا زالت هناك فرصة صغيرة وضيقة أمام أبو مازن لتصحيح الوضع الراهن واستعادة شىء من كرامة تترك له مكاناً مقبولاً فى تاريخنا الفلسطينى، وأخشى أنه يخشى فعل ذلك، كما أن الفرصة أصبحت ضيقة أمامه وقد تتلاشى قريباً".
