حين يهرب الشعب , تُشترى وتُباع القيادة ويستوحش العدو ويخون الشريك وتُسرق البندقية , وحين تنفخ الكروش وتملأ البنوك , فأي الطريق نسلك للوطن ؟!
قضيتنا تُختصر , ثائر يحمل بندقية وسياسي يفاوض مستنداً للثائر, والاثنين يتوحدان هدفاً وغايةً على تحرير فلسطين , وشعباً يحضن الاثنين , ووطن عربي يدعم الاستقلال , ومجتمع دولي يحترم الحرية و الإنسان .
أن إخل أحد الاطراف الفلسطينية فليرحل ويُستبدل , وإن تخاذل الوطن العربي فلتُقطع التحالفات وتنتهي فكرة وطن عربي مريح مفصل لحماية عدونا , وإن أجبر المجتمع الدولي على رفضنا فلنرفضه , ولنكون ثورة بلا غطاء حتى نجد غطاء بلا عنصرية , كنا كذلك ولكن خانتنا الظروف فأعتقدنا ان المجتمع الدولي "المفاوضات" الحل الوحيد لاستراحة المقاتل بعد كل الضغوطات التي مر بها .
المشكلة لدينا ليست البطالة ولا الكهرباء ولا الفقر ولا الوقود , المشكلة لدينا أننا خلعنا ثوب الثورة واستبدلناه ببدلة ايطالية وربطة عنق كرواتية وعطر فرنسي وساعة سويسرية وقلنا علينا أن نواكب العالم بغطاء مزيف من التحضر والرقي والديمقراطية .
أعتقد أن كل مشاكلنا وأزماتنا طبيعية لشعب تحت الاحتلال ولكن الغير طبيعي والكارثي أن تكون قيادتنا تمارس دورها كأنها دولة مستقلة , لذلك من حق الشعب أن يطالب بحقوقه الأساسية كدولة كما يدعون , كم كنا أغبياء حين اعتقدنا ذلك , حين ظننا أن ذلك الغصن في فم الحمامة غصناً أخضر يحمل لنا السلام .
نحن مازلنا محتلين , وحلم الدولة لم يتبلور بعد على الصعيد الثوري والسياسي , لذلك علينا وقف ممارسة دورنا كدولة ولنكمل الثورة , الوطن يحتاج "ثوار" .