عشية انعقاد مؤتمر "فتح" السابع.. أسماء تصعد إلى المركزية وأخرى تتلاشى ؟!

عشية انعقاد مؤتمر
حجم الخط

تعقد حركة التحرير الوطني الفلسطيني "فتح" اليوم الثلاثاء الموافق التاسع والعشرون من "نوفمبر" للعام 2016، مؤتمرها العام السابع، في قاعة أحمد الشقيري بمقر الرئاسة في مدينة رام الله، بمشاركة 1322عضواً وتغيب 88، منهم 75 من أعضاء غزة، رفض الاحتلال الإسرائيلي منحهم تصاريح المغادرة. 

وبدأت أولى الجلسات بكلمة افتتاحية من القائد العام للحركة الرئيس محمود عباس، أعلن خلالها عن انطلاق فعاليات المؤتمر العام السابع، موضحاً أن 60 وفداً من 28 دولة شقيقة وصديقة سيشاركون هذه الليلة في أعمال المؤتمر.

جدول الأعمال

ويشهد اليوم الأول من المؤتمر الجلسة الافتتاحية وتثبيت العضوية واحتساب النصاب القانوني وفتح باب الطعون، وبعدها سيتم انتخاب رئيس للمؤتمر ونائب له ومقررين، ومن ثم تبدأ أعمال المؤتمر بالدعوة لانتخاب لجنة الانتخابات للمؤتمر وهي عادة تتكون من رئيس ونائب له وتسعة أعضاء، إضافة لانتخاب اللجنة القانونية.

سرعة في الاختيار

وسرعان ما اتخذ المؤتمر قراراً بالاجماع بتجديد رئاسة محمود عباس لحركة فتح، بمقترح مقدم من رئيس المجلس الوطني سليم الزعنون، وذلك في أولى جلساته.

كذلك تم تعيين عضو مركزية الحركة عبد الله الإفرنجي رئيساً للمؤتمر، وانتصار الوزير نائباً للرئيس، وأنس الخطيب عضواً، ومحمود ديوان مقرراً.

ومن المقرر أن يتبع ذلك كلمة للرئيس عباس في تمام الساعة السادسة مساءاً من اليوم الأول لافتتاح المؤتمر، يسرد فيها تفاصيل انعقاده وآليات العمل خلال الفترة السابقة، كذلك يتطرق إلى الوضع الفلسطيني الداخلي والخارجي، وملف حركة فتح والخلافات المحتدمة.

وقال المحلل السياسي جهاد حرب لوكالة "خبر"، إن حركة فتح منذ تأسيسها تنتخب رئيساً لها بالاجتماع دون أن يتم انتخاب جميع أعضاء المؤتمر.

مفرزات المؤتمر

وفي هذا الصدد، أكد الناطق الرسمي باسم حركة فتح والمرشح لعضوية المجلس الثوري د. فايز أبو عيطة، على أن المؤتمر السابع، يُعد من أهم المؤتمرات وذلك لعدة اعتبارات، أهمها أنه مؤتمر التحديات لما يواجهه من صعوبات كبيرة وخطيرة، إضافة إلى أنه نابع من روح القرار الوطني المستقل الذي حافظت عليه حركة فتح طوال سنوات النضال السابقة.

وأضاف أبو عيطة خلال حديثه لوكالة "خبر"، أن أهمية هذا المؤتمر تعود إلى انسداد الأفق في مصير العملية السلمية، وتعنت حكومة الاحتلال الإسرائيلي اليمينية المتطرفة، إضافة إلى أنه سيضع خطط استرايجية لمواجهة المحتل الإسرائيلي.

وأشار إلى أن مجريات المؤتمر تسير وفقاً لما يرام، إضافة إلى أنه سيتم عرض البرنامج السياسي وبرنامج البناء الوطني،  أمام المؤتمر، ويتبع ذلك انتخاب أعضاء المجلس الثوري، ومن ثم أعضاء اللجنة المركزية للحركة.

بدوره، قال حرب، إن أهم مفرزات المؤتمر هو إقرار البرنامج السياسي للحركة، كذلك برنامج البناء الوطني، ما يؤدي إلى ايضاح رؤية حركة "فتح" المستقبلية خلال قيادتها للمشروع الوطني، والتعامل مع الاحتلال.

وبيّن عضو المجلس الوطني نبيل عمرو لوكالة "خبر"، أن أهم ما سينتجه المؤتمر  تصويب أوضاع حركة فتح على الأسس التي قامت عليها المعادلة السياسية الفلسطينية، بما في ذلك عملية السلام مع الاحتلال الإسرائيلي، ومراجعة العملية السياسية برمتها وتعديل بعض جوانبها.

إجراءات أمنية صارمة

ولوحظ أنه رافق انعقاد المؤتمر إجراءات أمنية مشددة، حيث أن الأجهزة الأمنية فرضت تدقيق أمني على كافة الحضور، إضافة إلى حملة اعتقالات قبيل انعقاد المؤتمر لكافة المعارضين من داخل الحركة.

وفي هذا الإطار، قال المحلل السياسي جهاد حرب، إن هذه الإجراءات أمر طبيعي في ظل توافد الحضور والضيوف من كافة دول الإقليم، والدول الصديقة المدعوة لحضور المؤتمر.

وأوضح حرب خلال حديثه لوكالة "خبر"، أن حجم المؤتمر السابع لحركة فتح يحتاج إلى إجراءات أمنية لتأمينه، وتخوفاً من وقوع أي مظاهرات احتجاجية، كالتي جرت مؤخراً.

معارضين لانعقاد المؤتمر

ورافق انعقاد المؤتمر رفض فتحاوي واسع لاستثناء شريحة واسعة من أبناء الحركة في قطاع غزة والضفة والغربية والقدس والشتات، واستبدال كوادر ذات تاريخ نضالي، بممثلين عن الحكومة ورجال الأعمال.

وأقام التيار المعارض في الحركة التابع للنائب محمد دحلان، سلسلة فعاليات احتجاجية رفضاً لعقد المؤتمر بهذه الطريقة وتمزيق صفوف الحركة، وإضعافها من خلال حرمان مئات المناضلين من المشاركة في أعمال المؤتمر، وتمثيلهم للمراكز القيادية المستحقة.

وقال حرب، إن بعض الأشخاص يعارضون الرئيس محمود عباس ويرفضون انعقاد المؤتمر، إضافة إلى أن بعض أبناء الحركة يرفضون سياسة الحركة في المفاوضات والتنسيق مع الاحتلال، لذلك فإن تواجد المعارضين أمر اعتيادي، وذلك في وجود بعض الأشخاص المفصولين من الحركة مثل النائب محمد دحلان.

قيادة جديدة يفرزها المؤتمر

وفي هذا الإطار، أجرت وكالة "خبر" استطلاعاً لأراء كوادر حركة "فتح" حول الشخصيات المتوقعة عشية انعقاد المؤتمر لنيل عضوية اللجنة المركزية، فكانت الحظوظ الأقوى للقيادات التالية: " ناصر القدوة، روحي فتوح، مروان البرغوثي، محمود العالول، توفيق الطيراوي، عبد الرحمن حمد، عزام الأحمد، صبري صيدم، صخر بسيسو، جمال الشوبكي، قدورة فارس، نبيل عمرو، أمين مقبول، فتحي أبو العرادات، زياد هب الريح، جبريل الرجوب، أمال حمد، اسماعيل جبر".

بينما كانت الحظوظ ضعيفة لكلاً من: " نبيل شعث، أحمد نصر، أحمد حلس، محمد اشتية، حسين الشيخ، الطيب عبد الرحيم، فهمي الزعارير".

تخطيط البرنامج المقبل في مواجهة الاحتلال

 وقال الناطق باسم المؤتمر السابع محمود أبو الهيجا، إن الحركة ستناقش أمورها الداخلية والخارجية وعلي مستوى الوطن، وستحاول إنهاء الانقسام الفلسطيني بين شطري الوطن، مشدداً على أهمية استعادة وحدة الوطن في إطار منظمة التحرير الفلسطينية الممثل الوطني الفلسطيني الوحيد لكافة أطياف الشعب.

وأكد عضو اللجنة المركزية لحركة فتح عباس زكي،على أن المؤتمر سيجيب عن كافة التساؤلات المتعلقة بانسداد العملية ‏السياسية ومستقبل حركة فتح، ومناقشة كافة القضايا الطارئة، من أجل الخروج بتقييم واضح للتجربة السابقة، ومراجعة النظام السياسي لاستحداث ‏ما يلائم طبيعة الوضع الراهن.

وأوضح زكي في تصريح خاص بوكالة "خبر"، أن لجنة البرنامج السياسي ستقوم بعرضه على المؤتمر العام من أجل بحث إمكانية ‏إقراره أو تعديله أو رفضه، مشيراً إلى أن المؤتمر سيشكل محطة ‏تقييم عمل الحركة، وبحث كيفية مواجهة التحديات القادمة.

وشدد زكي على أن الكفاح المسلح حق مكتسب للشعب الفلسطيني، في ظل وجود الاحتلال الإسرائيلي فوق الأراضي الفلسطينية، مشدداً على أن الكفاح المسلح هو الخيار الأنجح لمقارعة العدو.