تحتل قضية الأسرى الفلسطينيون في سجون الاحتلال الإسرائيلي مكانة كبيرة لدى الشعب الفلسطيني، حيث تعد من أهم القضايا الوطنية التي تتطلب جهوداً من أجل الضغط على الاحتلال للإفراج عن كافة الأسرى، وتشهد الآونة الأخيرة تمادي قوات الاحتلال في ممارساتها القمعية بحق الأسرى، واستخدام أساليب التعذيب الجسدي والنفسي أثناء التحقيق، بالإضافة إلى فرضهم الاعتقال الإداري بحقهم دون توجيه أي تهمة.
قال رئيس جمعية حسام للأسرى والمحررين موفق حميد، إن عدم تجاوب إدارة مصلحة السجون الإسرائيلية والمحاكم الصورية لاستئنافات الأسيرين "أنس شديد وأحمد أبو فارة"، بمثابة سياسة موت بالبطيء وإعدام مباشر لهما.
وأشار حميد في تصريح خاص لوكالة "خبر"، إلى أن إدارة مصلحة السجون الإسرائيلية تسعى من خلال هذه السياسة إلى اختبار إرادة الأسرى، كما قامت باختبار إرادة كثير من الأسرى قبلهم، حيث انتصروا هؤلاء الأسرى من خلال استمرارهم بالإضراب عن الطعام جراء حكم الاعتقال الإداري الظالم، حتى ولو كلّفهم حياتهم.
وبشأن الوضع الصحي للأسيرين شديد وأبو فارة، أوضح أن الأسيرين يخوضان إضراباً مفتوحاً عن الطعام لمدة تصل إلى (67) يوماً، ما أدى إلى تدهور وضعهم الصحي.
وطالب حميد بالتحرك الفوري والعاجل على المستوى السياسي لإنقاذ حياة الأسيرين "شديد وأبو فارة، مثل حراك الرئيس محمود عباس لكلّ من الأسيرين الأخوين محمد ومحمود البلبول، متمنياً بأن يخرج المؤتمر السابع لحركة فتح، ببيان يطالب بالإفراج عن الأسرى المضربين عن الطعام، ومنحهم حريتهم، إضافة إلى التنديد بالحكم الإداري الظالم على ما يقرب (420) أسيراً داخل السجون الإسرائيلية.
كما طالب بأن تكون قضية الأسرى من أولويات المؤتمر السابع لحركة فتح، دعماً للأسرى البواسل داخل السجون الإسرائيلية.
حول الإجراءات المتبعة لإنقاذ حياة الأسرى على صعيد الجمعيات وحركة فتح، قال حميد إن "العمل الجماهيري من مسيرات واعتصامات ومؤتمرات صحفية هذا ما نستطيع أن نقدمه من دعم لقضية الأسرى، حيث كان بالأمس، حشداً كبيراً لأكثر من (200) شخصاً من أبناء حركة فتح أمام مقر الصليب الأحمر، للتضامن مع الأسرى والمطالبة بالإفراج عنهم".
وأشار إلى أن كافة التنظيمات الفلسطينية المقاومة هددت بأنه في حال استشهاد الأسيرين، سيكون هناك رد من قبل المقاومة على استشهادهم، محمّلين المسؤولية كاملة للاحتلال الإسرائيلي.
ودعا حميد جماهير الشعب الفلسطيني والمؤسسات والجمعيات والقوى الوطنية والإسلامية بنصرة الأسرى، والقيام بمسيرات واعتصامات للضغط الجماهيري لدعم صمود الأسرى داخل السجون الإسرائيلية.
وتمنى حميد أن يحقق الأسيران "شديد وأبو فارة" انتصاراً جديداً لأنفسهم وللحركة الوطنية الأسيرة، مؤكداً على ضرورة أن تكون إرادة الأسرى المضربين عن الطعام فولاذية، حتى يكون النصر حليفهم.
ويشار إلى أن الأسيرين أنس شديد وأحمد أبو فارة يواصلان إضرابهما المفتوح عن الطعام لليوم (67) على التوالي، رفضاً لسياسة الاعتقال الإداري، وذلك في ظل تدهور حالتهما الصحية.