عقدت وكالة "خبر" الفلسطينية للصحافة ظهر اليوم الأحد، ورشة عمل حول الاتجاهات المصرية الجديدة نحو قطاع غزة المتمثلة بالحديث عن توجه مصري لإقامة منطقة تجارية حرة على الحدود بين القطاع ومصر، إضافة إلى حضور ممثلين عن الفصائل والإعلاميين ورجال الأعمال لندوات ومؤتمرات في الشقيقة مصر، لمناقشة سبل توطيد العلاقات ما بين الجانبين.
وجاءت الورشة بعنوان "السياسة المصرية الجديدة وإنفراجة غزة القادمة"، بمشاركة من عضو المجلس التشريعي عن حركة "فتح" أشرف جمعة، والقيادي في حركة "حماس" الدكتور إسماعيل رضوان، وعضو المكتب السياسي للجبهة الديمقراطية طلال أبو ظريفة، وعضو اللجنة المركزية للجبهة الشعبية أسامة الحج أحمد، وعضو المكتب السياسي لحزب الشعب الفلسطيني وليد العوض، ورجل الأعمال الفلسطيني أسامة كحيل، والإعلامي المشارك في ندوة القاهرة ذو الفقار سورجو، وخنساء فلسطين رحاب كنعان، والمحلل السياسي د. حسام الدجني، ورئيس جمعية حسام للأسرى موفق حميد، ونخبة من الشخصيات المستقلة وأساتذة الجامعات الفلسطينية والمحللين السياسيين.
وافتتح مدير تحرير وكالة "خبر" صالح النزلي الجلسة بالترحيب بالحضو كلٌ باسمه ولقبه، حيث قدم نبذة بسيطة عن وكالة "خبر" الفلسطينية للصحافة وأهدافها القائمة على تأسيس إعلام مهني مستقل، مثنياً على الدور المصري الرفيع في خدمة القضية الفلسطينية ككل، وتقديم التسهيلات لسكان القطاع على وجه الخصوص.
وقال النائب في المجلس التشريعي عن حركة فتح أشرف جمعة، إن "دولة مصر الشقيقة دائماً مع المرجعيات والشرعيات وهذا مهم جداً وتبدأ حكايتها منذ أعلن الرئيس السيسي عن المبادرة المصرية الجديدة المعروفة للجميع عند افتتاحه لأحد المشروعات وانتقالها إلى مبادرة الرباعية الدولية ومن ثم وفود عين السخنة".
وأضاف جمعة، أن جولات ما يعرف باسم "وفود عين السخنة" رمت كرة أمل بالهواء، وعلينا كفلسطينيين التقاطها من خلال المواقف والتصريحات الإيجابية من الفصائل التي كان لها كان لها موقفاً إيجابياً.
وأوضح جمعة أن وفد عين السخنة الذي ضم سياسيين ورجال أعمال ومخاتير وإعلاميين، خرجت بالعديد من التوصيات الإيجابية نحو وجود إنفراجة قادمة لقطاع غزة من خلال التصريحات الواضحة والإيجابية من الوفود المصرية والفلسطينية المشاركة، مضيفاً أنه كان للفصائل الفلسطينية موقفاً إيجابياً من خلال الخروج بتوصيات واضحة لإطلاق حوار وطني شامل.
وأشار جمعة إلى وجود توجهات من جميع الدول العربية والإقليمية في إنهاء الانقسام، مشدداً على أن الجانب المصري لديه رغبة في تحسين الأوضاع المعيشية لسكان قطاع غزة.
وبيّن جمعة أن الوفود شعرت بتغير واضح في الموقف المصري تجاه غزة، مؤكداً على ضرورة وضع الآليات المناسبة لتفعيل تلك اللقاءات.
ونوه إلى أن مصر تشعر بقلق كبير إزاء تدهور الأوضاع الاقتصادية في غزة، والتي ستنعكس سلباً على أمنها في البوابة الشمالية الشرقية، الأمر الذي يدفع مصر إلى التحرك مباشرة.
من جانبه، أثنى القيادي في حركة حماس د. إسماعيل رضوان، بمجهود وكالة "خبر" في نقل الحقيقة وتنظيمها لهذه الورشة، مرحباً بالحضور كافة، على تلبيتهم للدعوة لمناقشة الإجراءات المصرية الأخيرة.
وقال رضوان، إن إثراء الحوار يرسل رسالة إلى مصر أنها ما زالت داعمة للشعب الفلسطيني، مضيفاً "مصر قدمت الآلاف من الشهداء لأجل فلسطين، إضافة إلى دورها الحضاري والتاريخي في خدمة القضية".
وأشار رضوان إلى أن حركته لمست تلك النظرة الجديدة تجاه القطاع من خلال الفتح المتكرر لمعبر رفح، معرباً عن تقدير حركته لتلك الجهود الرامية لتخفيف الحصار المفروض على غزة.
وأكد رضوان على دور مصر المركزي في المجالات المختلفة السياسة والاقتصادية والعملية والإعلامية والأكاديمية، مشيراً إلى أن حماس حريصة على الاستفادة من حجم التبادل التجاري بين القطاع ومصر.
ودعا رضوان دولة مصر الشقيقة لفتح معبر رفح أمام حركة الطلبة ودخول البضائع حتي يتسع للأفراد والبضائع ويسهم في إعادة الإعمار والمجالات الصحية والتعليمية والاجتماعية.
وشدد رضوان حرص حماس على استمرار الرؤية المصرية في الإسراع بملف المصالحة الفلسطينية، خاصة أن الشعب الفلسطيني يعاني من احتلال إسرائيلي وإجراءات تهويدية، وعمليات إعدام ميدانية بحق شبان ورجال ونساء وأسرى الشعب الفلسطيني.
وتابع رضوان، "نتطلع لدور مصر الريادي المركزي في دعم أهلنا في القدس وصمود وثبات شعبنا الفلسطيني"، مضيفاً أن مصر وفلسطين يداً واحدة ضد الاحتلال تجاه دعم القضية الفلسطينية.
وبالتطرق إلى رؤية الجبهة الديقراطية، قال أبو ظريفة: "إننا نثمن كافة الجهود التي تبذلها مصر في سبيل دعم صمود شعبنا"، مطالباً بترجمة تلك الإجراءات إلى حالة من النضج يتم خلالها طي كافة الصفحات المظلمة.
وأضاف أبو ظريفة، أن احتضان مصر للمصالحة جاء للأبعاد السياسية التي تتعلق بالعلاقة الفلسطينية المصرية التاريخية، مشيراً إلى أن الوفود رحبت بزيارتها إلى مصر، ويتطلب ذلك خلق مناخات نحو الأمل من خلال عملية انتقالية، وعقد لقاءات ثنائية مع الفصائل لترجمة كافة هذه المؤشرات على أرض الواقع.
وأكد أبو ظريفة على أن فلسطين لا يمكنها الاستغناء عن مصر في كافة أبعادها السياسة والأمنية، مشيراً إلى أن المطلوب في هذه المرحلة رسم رؤية مصرية لعد لقاءات للفصائل الفلسطينية، من أجل التخفيف من معاناة قطاع غزة، الرقعة الأكثر فقراً في العالم.
ودعا أبو ظريفة الرئيس والقيادة الفلسطينية إلى رسم سياسة يتم خلالها طي صفحة الانقسام، لتعزيز مبدأ المشاركة كدعوة مثل بناء الإطار القيادي الوطني الموحد.
بدوره، قدم عضو اللجنة المركزية للجبهة الشعبية أسامة الحج أحمد، التحية لوكالة "خبر" على عقدها لهذه الورشة الهامة، على اعتبار أن هذه الرؤية جديدة قديمة، وأن الحكومات المصرية تقف دائماً عبر التاريخ مع تضحيات الشعب الفلسطيني ونصرته.
وأضاف الحاج أحمد، أن الكل يدرك الدور التاريخي المصري تجاه فلسطين، معرباً عن أمله في أن تسلم دولة مصر من كل بذور الإرهاب، على قاعدة أن قوة مصر من قوة العرب والعالم.
وأشاد الحاج أحمد بالإجراءات المصرية الجديدة نحو قطاع غزة، والتي سيكون لها انعكاسات إيجابية، مثل إعادة الوحدة الوطنية، وذلك كون غالبية الحوارات المصرية جرت برعاية مصرية.
وطالب الحاج أحمد، مصر بدعوة الفصائل للحوار وصولاً إلى تطبيق اتفاقات القاهرة، وإتمام الوحدة الوطنية برعاية مصرية، والتي سيكون لها آثراً إيجابياً على كافة القضايا السياسية، مثل فتح معبر "رفح" لتمكين التبادل التجاري بين قطاع غزة والجانب المصري.
وأشار الحاج أحمد إلى أن أي إنفراجة على صعيد قطاع غزة سيكون لها آثراً بالغاً في تطبيق الوحدة، ودوراً مميزاً على المستوى العربي والدولي، مشدداً على أن مصر كانت ولا زالت داعمةً لكفاح الشعب الفلسطيني وصموده وصولاً إلى إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة.
بدوره لفت رجل الأعمال الفلسطيني أسامة كحيل، إلى أن مؤتمر الاقتصاديين خرج بتوصيات تهدف إلى تحسين أوضاع غزة المعيشية، إضافة إلى التأكيد على تواصل الفعاليات واللقاءت من أجل وضع الآليات المناسبة لتفعيلها.
وفي الحديث عن السياسة المصرية الجديدة التي لمسها وفد الإعلاميين خلال زيارته لندوة القاهرة، أكد الإعلامي الفلسطيني ذو الفقار سورجو على أن هذه الزيارة مختلفة عن سابقتها، حيث أن الوفد لاحظ مدى التغير في التعامل والاستقبال.
وأشار سورجو، إلى أن مصر قدمت رؤية جديدة على صعيد العلاقات، لافتاً إلى أن الشقيقة مصر وعدت بإقامة منطقة تجارية حرة بين قطاع غزة وأراضيها.