هل تعرفون رقصة (حورا) في إسرائيل؟

توفيق أبو شومر
حجم الخط

رقصة حورا، أو باليه حورا، ظهرتْ عام 1878م، ولكنها اشتهرت عام 1940، هي رقصة إيطالية مشهورة، تقع على هامش السياسة، لأنها ترمُزُ للصراع بين الظلام والنور، وبين القهر، والحرية، الرقصة، ليست طويلة، فهي قصيرة، أقل من ربع ساعة، استُخدمتْ موسيقاها في رسوم الأطفال المتحركة، الميكي ماوس، في والت ديزني، صاغها الفنان الإيطالي، إميلكار بونشيلي.
رقصة الحورا أيضا رقصة شعبية دينية يهودية، يرقصها الحارديم، على مائدة السبت، وامام الكُنس، وبخاصة حول مائدة الحاخام الأكبر.
أعترف، أنني لستُ خبيرا في الشؤون الموسيقية، ولكنَّ الكاتب الإسرائيلي في صحيفة يديعوت، يارون لندن، دفعني للبحث عن أصول هذه المقطوعة الموسيقية، لأنها جاءت ضمن مقاله، يوم 30/11/2016 حينما قال:
"اعتاد شبابُ التنظيم اليهودي الإرهابي، (البالماخ) قبل تأسيس إسرائيل أن يرقصوا على نغمات باليه (حورا)، بعد أن غيَّروا كلماتها، ووضعوا بدلا منها كلماتِ أغنيةٍ، صاغها الشاعرُ الإسرائيلي، حايم حيفر".
للعلم أيضا، فإن الشاعر، حايم حيفر، ولد عام 1925 توفي عام 2012، وهو كاتب أغانٍ حربية عنصرية، وهو قائد في البالماخ الإرهابية، اعتاد أن يحتقر اليهود السفارديم، ويستهزئ بأغانيهم وأشعارهم، فتصدى له، يهود المغرب، وأجبروه على الاعتذار، هذا العنصري مُنح جائزة إسرائيل عام 1983 في مجال الفن والأدب، ولم يستثر ذلك أحدا، حتى اتحادات الكتاب لم تجرؤ على نقده.
كتب أغنيتَه ضد (محمد) الفلسطيني، ولحنها على وزن رقصة الحورا، وهو يرمز بمحمد لكل فلسطيني، محمد، الذي أحرقَ مزرعةً، وإسطبلَ خيولٍ يملكها يهوديٌ في مدينة بيسان.
تقول كلماتها (الإرهابية، المتوحشة):
"احرقتَ يا محمد الاسطبلَ والمزرعةَ، إنَّ عقوبة الحرق كبيرة، فقد خصيناك، بلا تخدير"!
يقول يارون لندن في مقاله:
"أعرفُ أنَّ الخصيَ قد حدث فعلا، وإنني رقصتُ هذه الرقصة، بدون أن أعرف معناها، فمن نفَّذ عملية الخصي الإرهابية في حقِّ محمد البيساني، حارق المزرعة والإسطبل مُنح رتبة رفيعة في الجيش الإسرائيلي!
هناك تماثلٌ بين نتنياهو وعصابة البالماخ، والشاعر المتوحش، حايم حيفر، حينما شرع نتنياهو في اتهام العرب بإشعال الحرائق في إسرائيل خلال النصف الثاني من شهر تشرين الثاني 2016 بدون دليل!
استثار نتنياهو العنصرية ضد العرب أثناء انتخابات الكنيست الأخيرة، عندما أراد جذب الناخبين اليهود إلى صناديق الاقتراع في اللحظات الأخيرة، ليصوتوا إلى حزب الليكود فقال مقولته العنصرية:
"هلمُّوا، أيها اليهود، فالعربُ يتقاطرون على صناديق الاقتراع"!
نتنياهو يتماثل مع أعضاء حكومته العنصريين، وأبرزهم وزير الداخلية، أريه درعي، الذي أعلن سحب الهويات من مرتكبي الإحراق، وكذلك، اقتراح وزير الجبهة الداخلية، جلعاد إردان، هدم بيوت المتهمين بإشعال الحرائق، مع غضِّ النظر عما يفعله الإرهابيون الإسرائيليون، من أمثال، باروخ غولدشتيان، مُرتكب مجزرة الحرم الإبراهيمي، 1994 والذي أقام له الإرهابيون ضريحا وتمثالا، وهم اليوم يقومون بزيارته كبطل من الأبطال! وهو أيضا يشير إلى مرتكبي جريمة إحراق المدرسة، التي تضم طلابا يهودا وفلسطينيين، في القدس. وهي مدرسة تهدف لنشر السلام والتعايش بين الشعبين.
شكراً للكاتب، يارون لندن ولو أنه لم يُكمل مسلسل حرق الفلسطينيين، ولم يذكر حارقي الشاب، محمد أبو خضير، في شهر تموز 2014، ولم يُشر إلى حارقي عائلة الدوابشة، في قرية، دوما، نابلس، شهر تموز 2015 ولا للقاتل الإرهابي المحترف إليئور عازاريا، الذي قتل مصابا فلسطينيا أعزل برصاصة في الرأس!
ولم يذكر الكاتب مسلسل إحراق المساجد، لأننا نحن المسلمين نعتبر (المساجد لله)!!!
أيضا، فإن إحراق الكنائس المسيحية لم يحرك النخوة الدينية، لأن الغفران أساس الدين المسيحي، (اغفروا، يُغفَر لكم)!!!
شكرا لجمعية (ييش دين) الإسرائيلية التي ترصد حقوقنا وتوثِّقُها، تقول في تقريرها السنوي:
"ما بين عامي، 2013- 2014 تقدم الفلسطينيون بمائة وست شكاوى للمحكمة، تتعلق بالاعتداء عليهم بالضرب والتنكيل، وسرقة المحاصيل الزراعية، وحرق البساتين، جرى إغلاق مائة وأربعة ملفات شكوى فلسطينية، ولم يجرِ التحقيق فيها، بقي فقط ملفان مُجمَّدان!! خَلُصَتْ الجمعية اليسارية إلى نتيجة:
"يجري إغلاق وتجاهُل شكاوى الفلسطينيين بنسبة 92%".