بريميرليغ غزاوي .. ثورة القاع والمقلوبة !

التقاط
حجم الخط

كتب/وليد جودة (أمواج الرياضية)

 تعرف "المقلوبة" بأنها واحدة من أشهر الأكلات الشعبية الفلسطينية، ويشتهر أكلها في يوم الجمعة والعطل الرسمية، وتطبخ المقلوبة مع اللحم أو الدجاج حسب الرغبة، أما عن مكوناتها فهي تتكون من الأرز والبطاطا و... لحظة ... هذا مقال رياضي وليس مقالاً في مجلة "سيدتي"! ربما هو تشابه في الأسماء لا أكثر، فالمقلوبة سميت بهذا الاسم لأنها وبعد أن يتم الانتهاء من طبخها، تقوم "الحجة - الله يطول في عمرها" بقلب "الطنجرة" في وعاء كبير فيصبح ما هو في الأسفل في الأعلى والعكس .. وهذا هو حال جولتنا العاشرة في دورينا الممتاز .. الممتاز جداً .. مقلوبة!

في البريميرليغ الإنجليزي، تأخذ لعبة المراهنات حيزاً كبيراً من اهتمام المشجعين، وبين الحين والآخر "يلعب الزهر" مع أحد المجانين الذي يتوقع فوز فريق يمر بظروف سيئة على حساب أحد فرق المقدمة، ولو وجدت فروع لمكاتب المراهنات في البريميرليغ الغزاوي لكسب أصحابها ذهباً في الجولة العاشرة، فالأكيد أنه لن يخرج من بيننا من يتوقع فوز فرق المؤخرة على فرق المقدمة دفعة واحدة، بالله عليكم .. من انتظر انتصار التفاح والهلال والأهلي على حساب الشاطئ والصداقة والشجاعية ؟!

هذه النتائج تؤكد ما تم تأكيده عشرات المرات سابقاً، بأن دورينا لا يعرف التوقعات، وأن دورينا تكاد تنعدم فيه الفوارق الفنية بين أنديته، وأن دورينا يفتقر كثيراً لما نصدع به رؤوسنا من أحاديث التكتيك وأساليب اللعب المختلفة .. دورينا درويش وماشي بنور الله !

من أكل المقلوبة ؟

في إنجلترا أكل ليفربول "المقلوبة" أمام بورنموث فتثاقل لاعبوه في ربع الساعة الأخيرة لتستقبل شباكهم 3 أهداف متتالية حولت تقدمهم 3-1 إلى هزيمة بنتيجة 4-3، أما في غزة فقد حضرت "المقلوبة" في 3 مباريات، أي ما يساوي 50% من مباريات الجولة، أول طبق تناوله الشاطئ المنتشي بانتصاره العريض الاسبوع الماضي على الأهلي بخماسية، ليجد نفسه في هذا الأسبوع خاسراً بهدف نظيف أمام التفاح بدل أن "يحلي" به، ولحق به الشجاعية الذي بات في دائرة الخطر بخسارة ثلاثية الأبعاد أمام الأهلي، أما الطبق "السبيشال" فكان من نصيب الصداقة أمام الهلال الذي اكتمل بدراً بانتصاره على المتصدر.

المستفيد .. لا أحد !

العجيب في أمر هذه الجولة أن عدد المستفيدين منها يساوي صفر وكأنها لم تلعب، ففرق القاع بانتصاراتها لم تصنع الفارق، ببساطة لأن المنافسين حققوا الأمر ذاته، أما ملاحقي الصداقة في صراع القمة فاحتكموا إلى تعادلات لا تسمن ولا تغني من جوع، شباب رفح بتعادل ثالث على التوالي أمام شباب خانيونس، والطواحين اكتفيت بنقطة التعادل السلبي أمام خدمات رفح، ليبقى الوضع على ما هو عليه في قمة البريميرليغ الغزاوي وإن تعدلت بعض الفوارق النقطية.

الخاسر الأكبر

الشجاعية وغزة الرياضي هما أكبر المتضررين من هذه النتائج، الأول بخسارته الثقيلة أمام الأهلي بات في دائرة الخطر والشكوك بحلوله ثامناً بفارق نقطة يتيمة أمام ثلاثي الأهلي والهلال وخدمات خانيونس، هذا الأخير عمق جراح الرياضي وأغرق مراكبه وأبقاه في المركز الأخير بفارق 4 نقاط عنه كأقرب الأندية إليه في سلم الترتيب، الشجاعية والرياضي هذا الاسمان الكبيران في خطر والاستفاقة في الجولة المقبلة حتمية، هذا وإلا .. كم مرة كتبنا هذا التحذير ؟!

حيرت قلبي معاك

الحكام، في الأسبوع الماضي دافعنا عن حكامنا الأفاضل وقلنا بأن الاعتداءات المتكررة عليهم لفظياً ووصولها الى مرحلة الاعتداء الجسدي مرفوضة تماماً ويجب أن يعاقب كل من تسول له نفسه بمثل هذه الأفعال المشينة، لكن "الدربكة" التي أحدثها حكامنا عشية انطلاق الجولة العاشرة بإعلانهم رفض تحكيم المباريات تضامناً مع زميلهم المعتدى عليه يعد بدوره أمراً مرفوضاً، فكان الأولى أن يصدر هذا الإعلان في وقت مبكر عن موعده بدلاً من وضع عقدة في المنشار، وأن يتم بتنسيق أعلى مع اللجان المختصة، المشكلة لم تقف عند هذا الحد، المشكلة أن الجماعة رجعوا في كلامهم بعد نص ساعة! طيب!

على الهامش

مانشستر سيتي الذي خسر أمام خصمه المباشر تشلسي تعرض لظلم تحكيمي واضح، وحصل اشتباك بين لاعبي الفريقين في نهاية اللقاء، يعني لسه الدنيا بخير .. ومفيش حد أحسن من حد!