أجواء إيجابية، ما بعد المؤتمر!! .

سميح-شبيب
حجم الخط
 
بعد انتهاء المؤتمر العام السابع لـ «فتح»، أخذ الحراك الفلسطيني - الفلسطيني يتصاعد، بهدف ترتيب الأوضاع الداخلية، في ظل إدراك الجميع، بأن الظروف، باتت موائمة ومناسبة للقيام بتلك الترتيبات في ظل ما يواجهه المشروع الوطني من مخاطر، في ظل ممارسات حكومة نتنياهو من جهة، وفي ظل ما يشهده الوضع الدولي والإقليمي من تطورات.
 
هنالك جهد مصري، لا يزال قائماً لتلاق فلسطيني واسع، والبدء بحوار جدي، لتجاوز الأزمات الداخلية، وهنالك مواقف مشجعة من لدن حماس، عبرت عنها رسالة خالد مشعل، رئيس المكتب السياسي لحماس، للمؤتمر العام لـ «فتح» ومن ثم التهنئة بنتائج المؤتمر.
 
صحيح أن لا وقت لحوارات جديدة، ذلك أن هناك نقاط اتفاق سابقة، تم التوافق عليها، لكنها لم تأخذ نصيبها في التجسيد والتنفيذ، وباتت الضرورة تقتضي، عملياً، وإجرائياً، تشكيل حكومة وحدة وطنية، للتحضير للانتخابات الرئاسية والتشريعية، ورسم الخطوط الأساسية، لتفعيل الإطار القيادي لـ م.ت.ف، والشروع بتنظيم عمليات تشكيل المجلس الوطني الفلسطيني الجديد.
 
لعله من نافلة القول، بأن ذلك يشكل مساراً ويحتاج الى جهود مكثفة، والى وقت كاف للقيام به، وفي هذه، علينا ان نبدأ دون تردد، ودون أن نكبل أنفسنا بأجندات زمنية مسبقة.
 
هنالك حفاوة من لدن الفصائل الوطنية، ومن حماس والجهاد، بما نجح المؤتمر العام لـ «فتح»، في الوصول إليه، وفي ذلك تتحقق أجواء تبشر بالخير، للبدء بحوار مسؤول وجدي، ولا يبدأ من الصفر. لا وقت لدينا لإضاعته، علينا أن ننطلق من نقاط سبق وأن وصل إليها الحوار ولم تجد طريقها للتنفيذ، خاصة وان الانشقاق الجيو-سياسي مر عليه زهاء عشر سنوات، وهي سنوات عجاف، طويلة وقاسية ويحتاج محو آثارها، وما تركته من بقع سوداء على جسد الكيان السياسي الفلسطيني إلى إرادة قوية وجهد مخلص والى زمن قياسي لتجاوزه والبدء في مسيرة التلاقي لمواجهة المخاطر القائمة، وهي مخاطر جدية على أية حال؟!!
 
الى جانب ذلك، وعلى الرغم من أهمية نتائج المؤتمر العام لـ «فتح» وما حققه من نتائج، علينا أن نرى، وندرك بأن ما سبق وعايشناه من محاولات تخريبية داخلية، قد انتهى وتلاشى. بالتأكيد ستكون محاولات لإعادة بعثه بعد المؤتمر العام، بأشكال مختلفة، وكلها مؤذية وخسارة، خاصة ما سبق وأن جرى في مخيمات فلسطينية، أكان في الضفة الغربية، او في الشتات، كما وان محاولات التدخل بالشأن الفلسطيني، ومحاولات الإملاء عليه، بالرغم من دورها السلبي، وبالرغم من تحديها وإفشال أهدافها من لدن المؤتمر العام السابع لـ «فتح»، فمن الصعب، ولعله من غير الواقعي والحقيقي، النظر إليه، على انه تلاشى وانتهى.. علينا أن نتوقع استمراراً لتلك الجهود، على هذا النحو أو ذاك، ولن يكون الإحباط الحقيقي له، إلا عبر التلاقي الفلسطيني - الفلسطيني، ولملمة الأمور الداخلية عبر مجلس وطني فلسطيني جديد.
 
الوضع جد خطير وحساس، والمواجهة للتحديات القائمة، لن تكون إلا عبر تلاق وطني عريض، وبمشاركات وطنية واسعة، لا تستثني أحداً، فتح خرجت من مؤتمرها العام، متماسكة، وهي تشعر بأن «فتح غلابة» لكن ذلك يعني، اقتراباً من الفصائل جميعاً، وحرصاً على المشاركة السياسية الواسعة مع الكل الوطني، لأن في ذلك، ضرورة وطنية للجميع.