التواجد الروسي في سورية: حسابات إسرائيلية

14419934644727_700
حجم الخط

عادت وسائل الاعلام العربية وتحدثت في الاسابيع الاخيرة، ومعها ايضا المتحدثون الرسميون للنظام في دمشق، عن أن اسرائيل استأنفت القصف في سورية، ولاول مرة ايضا تم اطلاق صواريخ من داخل اسرائيل، وأصابت ارساليات السلاح التي كانت موجودة على الاراضي السورية، من ايران الى "حزب الله" في لبنان.
اسرائيل لم ترد رسميا. واقوال وزير الدفاع افيغدور ليبرمان أمام الدبلوماسيين الاوروبيين، التي وجهت كما يبدو الى آذان موسكو، يتبين أن اسرائيل تحتفظ بحقها في منع الحاق الضرر بمواطنيها، لكنها لا تنوي التدخل في الحرب السورية. وفي الترجمة للغة العبرية – اسرائيل قصفت في السابق وهي ستستمر في قصف قوافل السلاح التي قد تصل من سورية الى "حزب الله". ولكن في نفس الوقت، لا نية لها في التدخل في المعارك في سورية، ومنع روسيا وايران و"حزب الله" من الانتصار الذي سيحظون به بشكل اسرع من المتوقع في الحرب الاهلية الدائرة منذ ست سنوات لدى الجارة في الشمال.
في نهاية المطاف، القصف الذي تم نسبه لاسرائيل يأتي على خلفية التحول الدراماتيكي في الحرب السورية. بشار الاسد، وبشكل أدق حلفاؤه الذين يحاربون من اجله، يتقدمون بخطوات كبيرة لاعادة احتلال مدينة حلب، التي هي المدينة الثانية من حيث حجمها في الدولة. إن سقوط المدينة في أيدي بشار وبغطاء روسي – ايراني، سيتسبب بضربة قاضية لمعسكر المتمردين الذي هو في حالة انهيار عمليا، وسيعطي دفعة معنوية لبشار الاسد الذي يعزز سيطرته في اجزاء مهمة من الدولة السورية.
من الواضح أن انتهاء الحرب في سورية، اذا حدث هذا السيناريو المتفائل بالنسبة لبوتين وبشار، قد يغلق نافذة الفرص التي فتحت أمام اسرائيل عند نشوب الحرب هناك. وهي ضرب "حزب الله" على الاراضي السورية، الامر الذي سيضع اسرائيل أمام حقيقة واقعة دون أن تكون لها قدرة على التأثير – ليس على خارطة سورية وليس على ما يحدث فيها. وفي نهاية المطاف هناك من أمل في اسرائيل أن استمرار الحرب في هذه الدولة سيساعد اسرائيل على ديمومة سيطرتها في هضبة الجولان ويمنحها أوراق مساومة في المطالبة بأن أي اتفاق لانهاء الحرب يجب أن يشمل انسحاب القوات الايرانية وقوات "حزب الله" من الاراضي السورية – في الشمال والوسط والجنوب وفي المناطق المطلة على هضبة الجولان.
في الوقت الحالي ما زالت اسرائيل، حسب المصادر الاجنبية، تقوم بالقصف في سورية، رغم تواجد روسيا الكثيف هناك. وقد جاء في وسائل الاعلام العربية أن موسكو قد أعطت موافقتها الصامتة على هذا القصف، بل وطلبت من "حزب الله" عدم الرد. هذه التقارير عملت على اغضاب قادة "حزب الله" الذين، بخطوة استثنائية، نفوا ذلك كليا. ولكن ذلك يشير الى أن التواجد الروسي في سورية له افضليات بالنسبة لاسرائيل.
إن تواجد روسيا في سورية لن يمنع اسرائيل من العمل هناك، رغم أن هذا التواجد حول العمل الى عمل مكشوف أمام موسكو. وهذا أمر تأخذه اسرائيل في الحسبان، كما تبين من الحديث عن أن اسرائيل قد استخدمت الصواريخ وليس الطائرات في هذا القصف، انطلاقا من الرغبة في منع المواجهة مع اصحاب البيت الجدد، ألا وهم روسيا. وفي جميع الحالات الحديث يدور عن نقطة في بحر. فلدى "حزب الله" 100 ألف صاروخ. ومن هنا يجب علينا الاستعداد لهذا التهديد.