مع حلول شتاء كل عام ومع تساقط الأمطار بكميات كبيرة على مدينة غزة، تتجدد معاناة المواطنين خاصة في المناطق التي تعاني من مشاكل في البنى التحتية، وأصحاب البيوت المتنقلة، تبرز على هيئة برك مائية تصل لارتفاعات عالية أمام المنازل والشوارع العامة، وأحياناً تكون مياهاً عادمة، ما يتسبب في انغمار البيوت بالمياه وإخلائها في بعض الأوقات.
بالإضافة إلى انزلاق المركبات نتيجة الأمطار الغزيرة، ما يؤدي إلى حوادث طرق وخسائر بشرية، وذلك في ظل وضع اقتصادي سيء يعيشه أهالي القطاع، وتقليص شركة الكهرباء لساعات الوصل خلال هذا الموسم، الأمر الذي يستوجب الاستعداد له من قبل المواطنين وأصحاب الاختصاص كالبلديات وجهاز الدفاع المدني.
وخلال مقابلات أجرتها وكالة "خبر"، أعرب المواطنون عن استيائهم من قصور الجهات المختصة في استعدادها لفصل الشتاء، نظراً لضعف البنى التحتية خاصة في المخيمات التي من الصعب تحملها ضغط الأمطار في المنخفضات الجوية، متمنين أن تكون الجهات المختصة على أتم الاستعداد والجهوزية هذا العام ومنع حدوث كوارث تضر بالمواطنين وتفقدهم حياتهم.
الأمر الذي يدفعنا للتساؤل حول استعدادات البلديات والدفاع المدني لاستقبال هذا الفصل، بأقل الخسائر الممكنة؟!
قال مدير عام الصحة والبيئة في بلدية غزة المهندس عبد الرحيم أبو القمبز، إن بلدية غزة تقوم بعمل التحضيرات اللازمة لاستقبال فصل الشتاء على مدار السنوات السابقة، لافتاً إلى قيامهم بتنفيذ مشروع لتنظيف كافة مصارف الأمطار الموجودة في المدينة خلال شهر سبتمبر من العام الحالي، كما قامت بتنظيف نحو (2400) مصرفاً لمياه الأمطار.
وأكد أبو القمبز على استعداد البلدية لاستقبال هذا الفصل، حيث نسقت مع كافة الجهات المختصة بما فيها غرفة الطوارئ المركزية، والدفاع المدني، متمنياً أن يمضي هذا الشتاء بكل طمأنينة على المواطنين.
وبدوره، شدد مدير إدارة الإمداد والتجهيز في الدفاع المدني العقيد سمير الخطيب، على استعداد الدفاع المدني وتجهيزه بشكل كامل لفصل الشتاء، وأضاف قائلاً: "نعمل على سلامة السيارات وجاهزيتها للعمل، وجاهزية المعدات التي تعمل خلال هذا الفصل على رأسها المضخات، التي تقوم بسحب المياه خلال المنخفضات.
وأشار إلى أن الدفاع المدني يقوم بتوزيع بعض كميات الوقود للمحافظات، بحيث تكون جميع السيارات والمعدات على جاهزية كاملة.
ومن جهته، أوضح مدير العلاقات العامة بشركة كهرباء غزة طارق لبد، أن أولى استعداد الشركة لاستقبال فصل الشتاء، كانت بإطلاق حملة لإزالة التعديات على شبكة الكهرباء في مختلف محافظات القطاع، نظراً لأنها تؤثر بشكل كبير على خطوط الكهرباء وعلى الجداول المتبعة في شركة التوزيع.
وأعرب لبد عن تخوف شركة الكهرباء من قدوم فصل شتاء قاسي، بالتزامن مع الأزمة التي تعاني منها الشركة، نظراً لأن الشتاء يحتاج كميات كبيرة من الكهرباء ما يقرب (550) ميجاواط.
ويبقى المواطن الغزّي رهينةً للمشكلات اليومية التي تواجهه، من أزمات متتالية أدت إلى تعطيل كافة مناحي الحياة، من أبرزها مشكلة الكهرباء التي تتفاقم بالتزامن مع حلول كل فصل شتاء.