من ركام وأعمدة وجدران مُدمرة حولت فنانة هولندية منزلاً تدمر في العدوان الأخير على قطاع غزة, صيف عام 2014 إلى لوحة فنية جميلة.
المنزل يقع شرقي محافظة خانيونس جنوب قطاع غزة، ويعود للمواطن أبو أحمد شعت، حيث تركه بعد تدميره وهو ينتظر تحقيق الوعود لإعادة إعماره من جديد.
وأعادت الفنانة التشكيلية "Marian Teeuwen" استخدام مخلفات الحجارة والأعمدة وألواح الصفيح, في مدة زمنية استغرقت ثلاث أشهر في العمل بمساعدة حدادين وعمال محليين, ليتحول إلى لوحة فنية بأشكال لافتة وجذابة، لتكون السابعة على مستوى العالم والأولى في الوطن العربي.
ولتفادي الانهيار المفاجئ ووقوع أي خسائر, بدأت الفنانة باستخدام جسور حديدية كبيرة وباهظة الثمن لإحكام جدران وسقف المنزل وزيادة نسبة الأمان كون المنزل تعرض لدمار كبير، وأخرجت العمل بإتقان عالٍ.
وتقول الفنانة الهولندية في الستينيات من العمر: "هذه المرة هي الأولي التي أكون فيها في مناطق مدمرة بعد الحرب, وجئت إلى هنا لنقل جانبًا من المعاناة التي يعيشها سكان غزة للعالم من خلال هذه الأعمال التي تعبر عن الحرية والحق في الحياة".
وتضيف لمراسل وكالة خبر "قمت بعمل سبعة منشآت على مستوى العالم، أربعة في هولندا، وواحد جنوب أفريقيا وأخر في روسيا، والسابع في غزة".
وأوضحت الفنانة أنا رسالتها تكمن في عملها الفني، وذلك بإيجاد نموذج أستطيع من خلاله إيصال رسالة واضحة، وبيان مدى قوة التدمير والبناء في نفس الوقت.
وقال مساعد الفنانة التشكيلية محمد أبو دقة، إن هذا العمل السابع التي قامت به الفنانة الهولندية على مدار سنوات عملها، ويعد العمل الفني الأول في العالم العربي بتحويل بيت مدمر إلى لوحة فنية جميلة.
وأوضح لمراسل وكالة "خبر"، أن العمل استمر مدة ثلاثة أشهر، وكانت المواد المستخدمة في العمل هي الركام والمخلفات الذي تعود لنفس المنزل وإعادة ترتيبها بشكل فني ليعطي منظراً جمالياً للمشاهد.
وأكد على أنه رغم الحصار والحروب المتكررة إلا أن الشعب الغزي صامد على أرضه، يُخرّج العديد من المواهب، والتي منها تعلم الفنون وتحويل الدمار إلى جمال حقيقي.