معاناة متجددة يذوق مرارها المواطنين في محافظة رفح جنوب قطاع غزة، بعدم وجود مستشفى مركزي يلبي احتياجات سكانها الصحية.
ظهرت حاجة المحافظة إلى مستشفى مركزي بشكل أساسي خلال الحرب الأخيرة على قطاع غزة صيف عام 2014م، حيث استهدفت قوات الاحتلال الإسرائيلي المدينة بمئات الصواريخ والقذائف طالت مستشفى أبو يوسف النجار في المحافظة، ما أدى إلى إصابة المئات دون أن يجدوا مكاناً للعلاج.
وخلال السنوات القليلة الماضية، تواصلت مطالبات المواطنين ببناء مستشفى مركزي في مدينة رفح؛ وذلك لصعوبة الوضع الصحي فيها، كما نظّم العديد من العاملين في مستشفى أبو يوسف النجار وقفة احتجاجية للمطالبة ببناء مستشفى، فيما رفعوا يافطات تطالب كافة الأطراف المعنية والحكومة بالتحرك الفوري من أجل إنهاء الأزمة الصحية في المدينة.
وخلال الأشهر القريبة الماضية، بدأ ناشطون فلسطينيون حملةً شعبية وإلكترونية تدعو لبناء مستشفى مركزي في المدينة؛ نظراً لأن رفح المدينة الوحيدة التي لا يوجود فيها مستشفى أو مجمع طبي يلبي حاجاتها الصحية، حيث غرّد الناشطون عبر وسائل التواصل الاجتماعي على هاشتاج "#رفح_بحاجة_لمستشفى".
وبدوره، صرح عضو المكتب السياسي لحركة حماس الدكتور محمود الزهار، ببناء مستشفى في محافظة رفح، في القريب العاجل، يليق بتضحيات أهلها، جاء ذلك خلال كلمته في ذكرى انطلاقة "حماس الـ29" برفح اليوم الجمعة.
وبالإشارة إلى تكرار الحروب واستهداف الاحتلال للمنازل والمستشفيات، أكد الزهار على أن كتائب القسام في فلسطين سوف تضع حداً لهذا الوجود السرطاني الخبيث "الاحتلال" وتعيد لهذه الأرض وجهها المقدس المضيء.
ويذكر أن مدينة رفح تقع في أقصى جنوب السهل الساحلي الفلسطيني على الحدود الفلسطينية المصرية، وتبلغ مساحتها "55" ألف دونماً، ويبلغ عدد سكانها "225" ألف نسمة موزعين على "12" تجمعاً سكنياً، أبرزها: رفح المدينة، ومخيم رفح، وضاحية النصر، تل السلطان، وحي السلام، وخربة العدس، استشهد من أبنائها خلال العدوان الأخير على قطاع غزة "500" مواطناً وأصيب "2200" آخرين.