ألمح الاحتلال الإسرائيلي إلى مسؤوليته عن اغتيال مهندس الطائرات التونسي محمد الزواري ،خبير صناعة الطائرات بدون طيار، والذي تم اغتياله الخميس الماضي عبر ثلاث طلقات اخترقت رأسه في مدينة "صفاقس" التونسية.
وفي الإطار قالت صحيفة "الأخبار"، استناداً إلى أحاديث مع فصائل مقاومة، أن الشهيد انتمى إلى «كتائب القسام» في تسعينيات القرن الماضي، بعدما ترك الأراضي التونسية خلال حكم الرئيس المخلوع زين العابدين بن علي.
وقال معلق الشؤون الاستخبارية رونين بريغمان عن مصادر أمنية إسرائيلية قولها: "اتهامات السلطات التونسية للموساد بالمسؤولية عن اغتيال الزواري لا تخلو من الصحة".
وأضاف بريغمان بحسب ترجمة "عربي21"، أن "إسرائيل عادة ما ترد على الاتهامات الموجهة للموساد بتنفيذ عمليات اغتيال بالقول: لا تعليق، لكن ما حدث اليوم مختلف قليلاً".
وألمح بريغمان -المعروف بعلاقاته الوثيقة جدا بالأجهزة الاستخبارية الإسرائيلية- إلى أن منفذي عملية الاغتيال قد تمكنوا بالفعل من مغادرة تونس، مدعيًا أن الأشخاص الذين ألقت السلطات التونسية القبض عليهم بزعم أن لهم دوراً في العملية "مجرد سياح تصادف وجودهم في المكان وقت الحادث".
بدوره، قال معلق الشؤون العسكرية في القناة العاشرة أورن هيلر إن الزواري معروف بعلاقاته الوثيقة بحركة حماس وبعضويته في ذراعها العسكرية كتائب عز الدين القسام.
وتابع بأن "المعلومات الاستخبارية المتوفرة لدى إسرائيل تؤكد على أنه تواجد في معسكرات للحركة في سوريا ولبنان، وأنه كان يساعد الحركة على بناء قدراتها في مجال إنتاج الطائرات بدون طيار".
ونقل هيلر الذي كان يتحدث في البرنامج نفسه عن المصادر الأمنية الإسرائيلية، قولها إن الزواري هو المسؤول عن تمكين كتائب عز الدين القسام الجناح العسكري لحماس من استخدام الطائرات بدون طيار لأول مرة خلال حرب 2014.
وزعمت المصادر أن خطورة الزواري "لا تتمثل فقط في الأفعال التي قام بها في الماضي، بل بالأفعال التي يمكن أن يفعلها في المستقبل".
وبحسب المصادر، فإن حركة حماس كانت معنية بأن يساعدها الزواري على الاستعداد للمواجهة القادمة مع "إسرائيل" من خلال إنتاج طائرات بدون طيار "انتحارية"، قادرة على ضرب أهداف في عمق "إسرائيل" بأقل "قدر من المخاطرة على مقاتليها".
وأضافت المصادر الإسرائيلية التي نقلها "هيلر"، أن "حماس" كانت معنية بتطوير قدراتها في مجال الطائرات بدون طيار لإحداث توازن في وسائلها القتالية وتقليص الاعتماد على الأنفاق الهجومية التي فاجأت بها "إسرائيل" في حرب 2014.
ويذكر أن كتائب القسام أعلنت خلال العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة صيف عام 2014 عن طائرات "أبابيل" التي نجحت في تصنيعها محلياً في القطاع المحاصر، ونشرت صورا نجحت هذه الطائرات في التقاطها من فلسطين المحتلة عام 1948.
وأعلن مصدر قضائي تونسي أمس عن توقيف 4 أشخاص على ذمة التحقيقات بقضية اغتيال الزواري، حيث تم ضبط مسدسين اثنين وجهازي كاتم صوت إضافة إلى 4 سيارات استخدمت في العملية، مشيرا إلى نجاح منفذين آخرين في مغادرة تونس.
الجدير بالذكر مهندس الطيران ورئيس جمعية الطيران في الجنوب محمد الزواري (49 عاماً)، قُتل مساء الخميس، في ولاية صفاقس جنوب تونس، وهو طيار سابق في الخطوط الجوية التونسية كان مقيماً في سوريا، وأقام في منزل والده رفقة زوجته السورية، وهو مهندس طيران ورئيس جمعية الطيران في جنوب تونس، وكان من المعارضين وعاد لتونس بعد الثورة.